الزبير حواري الرسول
برز الصّحابي الجليل الزّبير بن العوام رضي الله عنه من بين صحابة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام كواحدٍ من أشجع الصّحابة وأمهرهم في الفروسيّة والقتال، ولقد اشتهر رضي الله عنه بلقب حواري رسول الله، فلماذا لقّب الزّبير بن العوّام بهذا اللّقب ؟ وما هي أبرز معالم سيرته ؟
مولد الزبير
ولد الزّبير بن العوّام رضي الله عنه في السّنة الثّامنة والعشرين للهجرة النّبويّة الشّريفة في المدينة المنوّرة، ووالده هو العوّام بن خويلد بن أسد أخو السّيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوجة النّبي الكريم، ووالدة الزّبير هي صفيّة بنت عبد المطلب عمّة الرّسول الكريم.
قد تزوّج الزّبير بن العوّام من السّيدة أسماء بنت أبي بكر الصّديق رضي الله عنه، التي اشتهرت بلقب ذات النّطاقين لأنّها كانت تحمل للنّبي الكريم، ولأبيها الطّعام حينما كانا مختبئين في غار ثور.
إسلام الزبير
أسلم الزّبير بن العوّام رضي الله عنه مبكّراً وهو ما يزال في سنّ الثّانية عشر، وقد تشرّب حبّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام قلب الزّبير بن العوّام حتّى كان له مواقف كثيرة تدلّ على ذلك، حيث روي أنّه سمع يوماً شائعة بأنّ النّبي قد أُخذ، فحمل الزّبير سيفه وسلّه ليكون أوّل من يسلّ سيفاً في الإسلام، ثمّ ليخرج شاقاً صفوف الكفار حتّى وصل إلى النّبي الكريم، وهو في أعلى جبل مكّة المكرّمة فاطمأن قلبه حينما رآه سالماً معافىً.
بطولات الزبير
في غزوة الخندق كان للزّبير بن العوّام رضي الله عنه موقف مشهود حينما وقف النّبي عليه الصّلاة والسّلام على رؤوس المسلمين منتدباً أحداً منهم ليأتيه بخبر القوم، فقام الزّبير معلناً استعداده للقيام بهذه المهمّة ثلاث مرّات، فقال النّبي الكريم: إنّ لكلّ نبيّ حوارياً، وإنّ حواريي الزّبير بن العوّام.
أما في غزوة خيبر فقد شارك الزّبير بن العوام ببسالة في المعارك ضدّ اليهود، فبارز ياسر اليهودي أخا مرحب اليهودي فقتله، وفي عهد الخليفة الرّاشد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أرسل الزّبير بن العوّام على رأس مددٍ لجيش عمرو بن العاص الذي اتّجه إلى مصر لفتحها، حيث كان لهذا المدد الأثر الكبير في تعجيل النّصر للمسلمين على أعدائهم .