من هو ذو الكفل

كتابة:
من هو ذو الكفل

النبي ذو الكفل

ذُكر نبيّ الله ذو الكفل في القرآن الكريم في موضعين من الآيات الكريمة، جاء الموضع الأول في سورة الأنبياء في قول الله -تعالى-: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ)،[١] والموضع الثاني في سورة ص في قول الله -تعالى-: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ).[٢][٣]

نبوة ذي الكفل

نفى بعض العلماء كون ذو الكفل نبياً وقالوا إنّه كان رجلاً صالحاً، تكفّل بتقديم المساعدات لقومه، وإعانة المحتاج منهم، والقيام على حاجاتهم، والحكم بينهم وفق عدل الله، وبناءً على ذلك سمّي ذي الكفل.

وقيل إنّه سُمّي بذلك لأنّه وعد فأوفى بعهده، وقال مجاهد وقتادة إنّما سُمّي بذلك لأنّه حمل العبء عن غيره في العمل، فنال ثواباً ضعف ثواب غيره، أمّا الحسن، وابن تيمية، والرازي والأكثر من العلماء فقد قالوا بكونه نبياً من أنبياء الله.[٣]

وقال أبو موسى إنّه كان رجلاً من النّاس يصلّي في اليوم مئة صلاة، فلما توفي تكفّله ذو الكفل بهذه الصلاة فسُمّي بذلك، وقال ابن السائب: كان هناك ملكاً قام بقتل ثلاثمئة نبيّ، ونجى منه مئةً استطاعوا الفرار منه، فقام ذو الكفل بكفالة هؤلاء المئة، يُطعمهم ويسقيهم ويقوم على حاجاتهم حتى استطاعوا القيام على أنفسهم، فسُمّي لذلك بذي الكفل.[٤]

أوصافه في القرآن

اتّصف ذو الكفل بثلاثة صفات تمّ استخلاصها ممّا ورد عنه في سورتي الأنبياء، وص، وهذه الصفات على النحو التالي:[٣]

  • القيام بما عهد الله إليه

وما كلّفه به من الدعوة وتبليغ الناس، وقد تعهّد بتقديم المساعدات للآخرين والتعاون معهم، ممّا ساعده من قيام علاقة بينه وبينهم، ممّا يكون أدعى لإجابتهم لدعوته.

  • الصّبر

وقد اتّصف بها لتساعده على القيام بمهمته، ليصبر على معارضة الناس وتكذيبهم له، ويتقبّل الناس على اختلافهم، فيقوم بحقّ الله على أكمله وحق العباد.

  • الخيريّة

إنّ هدف النبي ووظيفته في الأساس نشر الخير بين الناس وهدايتهم، بما يعود بالخير على نفسه وعلى الناس.

وفاة ذو الكفل

قضى ذو الكفل حياته كلّها في الشام، ولمّا بلغ من العمر الرابع والخمسين عاماً توفي فيها ودفن فيها.[٤]

المراجع

  1. سورة الأنبياء ، آية:85
  2. سورة ص، آية:48
  3. ^ أ ب ت أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، بيروت :مؤسسة الرسالة، صفحة 252،253. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن الجوزي (1992)، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك (الطبعة 1)، بيروت :دار الكتب العلمية، صفحة 389،388، جزء 1. بتصرّف.
6621 مشاهدة
للأعلى للسفل
×