من هو رجاء بن حيوة

كتابة:
من هو رجاء بن حيوة

تعريف التابعي

يُعرَّف مصطلح التابعي في الإسلام على أنَّهم المسلمون الذي عاشوا في الفترة التي تلَتْ فترة النبوة، فهم المسلمون الذين لم يلقوا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وإنَّما التقوا أصحاب رسول الله، وبناءً على هذا يُقال إنَّ أتباع التابعين هم من صاحبوا التابعين ولم يصاحبوا الصحابة الكرام، فالتابعي هو من لقي أحد صحابة رسول الله وصاحبه ثمَّ مات على الإسلام، ويعرِّف بعض العلماء التابعي بأنَّه من روى عن صحابة رسول الله فقط، وهذا لسهولة حصر أسماء التابعين، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على أحد التابعين وهو التابعي رجاء بن حيوة -رضي الله عنه-.[١]

من هو رجاء بن حيوة

هو أبو المقداد رجاء بن حيوة بن جرول الكندي، ولد في بيسان في فلسطين، وأهله يعتنقون الديانة المسيحية، فولد نصرانيًا لأب نصرانيٍّ وأمٍّ نصرانية، وبعد أن فتح عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فلسطين وخطب بالناس أسلم والد رجاء وعائلته وأسلم هو أيضًا، وتقول الروايات إنَّه في تلك الفترة كان عمره قرابة خمسة عشر عامًا، وبعد إسلامه تعلَّم رجاء على يد الصحابي الجليل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- فتفقه ورى عن معاذ وعن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت -رضي الله عنهم أجمعين- ما روى عن عبد الله بن عمرو ومعاوية بن أبي سفيان وأبي سعيد الخدري وغيرهم، كان رجاء معماريًا وشيخًا من شيوخ الشام وفقهائها، تقرَّب من خلفاء بني أمية وجالس عمر بن عبد العزيز وأصبح فيما بعهد مستشاره الأقرب، وقد شغل رجاء منصب الوزير والمستشار في عهد خلافة عبد الملك بن مروان وسليمان بن عبد الملك ثمَّ عمر بن عبد العزيز وبعد وفاة عمر لم يصاحب رجاء أي خليفة بعده.

وقد اشتهرت له مقولات كثيرة، منها: "من لم يؤاخِ إلَّا من لا عيبَ فيهِ قلَّ صديقُهُ، ومن لم يرضَ من صديقِهِ إلا بالإخلاصِ له دام سخطهُ، ومن عاتب إخوانهُ على كلِّ ذنبٍ كثرَ عدوُّهُ"، وقد جاء في قصصه أنَّه كان ليلة عند عمر بن عبد العزيز فكاد السراج في بيت عمر أن ينطفئ ويخمد، فقام رجاء ليصلح السراج، فأقسم عمر بن عبد العزيز وهو خليفة المؤمنين على رجاء أن يقعد وأن يصلح السراج بنفسه، فعندما قام عمر، قال له رجاء: "تقوم أنت يا أمير المؤمنين؟"، فقال عمر بن عبد العزيز: "قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز"، وقد توفِّي رجاء بن حيوة سنة 112 هجرية وهو ما يوافق عام 730 ميلادية.[٢]

دور رجاء بن حيوة في بناء قبة الصخرة

تذكر قصص التاريخ دورًا كبيرًا للتابعي رجاء بن حيوة في بناء قبة الصخرة، فعندما أراد عبد الملك بن مروان أن يبني بيت المقدس جمع الأموال والعمال ووكَّل الأمر لرجاء بن حيوة فأحسن الرجاء التصرف بالمال وبنى القبة خير بناء، يقول ابن كثير في وصف القبة بعد أن بناها الرجاء: "فبنوا القبة فجاءت من أحسن البناء، وفرشاها بالرخام الملون، وعملا للقبة جلالين أحدهما: من اليود الأحمر للشتاء، وآخر: من أدم للصيف وحفا القبة بأنواع الستور، وأقاما لها سدنة، وخدامًا بأنواع الطيب والمسك والعنبر والماورد والزعفران، ويعملون منه غالية ويبخرون القبة والمسجد من الليل، وجعل فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل الذهب والفضة شيئًا كثيرًا، وجعل فيها العود القمارى المغلف بالمسك وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة وكانوا إذا أطلقوا البخور شم من مسافة بعيدة"، فكانت تحفة معمارية عظيمة، لم يكن لها مثيل على وجه الأرض في ذلك العصر، وكان لرجاء دور كبير في بناء هذا الصرح الذي يشهد بتقى وورع وصدق وأمانة هذا التابعي والرجل العظيم، والله تعالى أعلم.[٣]

المراجع

  1. "من هم التابعون؟ ومن هم أتباع التابعين؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرّف.
  2. "رجاء بن حيوة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرّف.
  3. "رجاء بن حيوة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرّف.
3574 مشاهدة
للأعلى للسفل
×