من هو زوج زينب عليها السلام

كتابة:
من هو زوج زينب عليها السلام




أبو العاص زوج زينب بنت رسول الله 

أبو العاص بن الرّبيع بن عبد العُزّى بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي العبْشميّ، وهو صِهر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وزوج ابنته زينب -رضي الله عنها- أكبر بناته، كان أبو العاص يُعرف بجرو البطحاء، وقيل إنّ اسمه هشيم، وقيل مهشم،[١] وقيل لقيط، وقيل القاسم.[٢]


أم أبي العاص هي هالة بنت خويلد، أخت السيّدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، فأبو العاص هو ابن خالة السّيدة زينب زوجته،[٢] وقد كان أبو العاص من تجّار قريش وأُمنائهم،[٣] وذكر ابن حجر في الإصابة بأنّه كان يُدعى بالأمين.[٤]


أبناء زينب من أبي العاص

ولدت السيّدة زينب -رضي الله عنها- لأبي العاص ولداً وبنتاً، وفيما يأتي بيان أسمائهم مع ذكر نبذة عن كلٍّ منهما:[٥]

  • أمامة بنت أبي العاص

وهي التي كان يحملها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو يُصلّي، وقد تزوّجت -رضي الله عنها- من علي بن أبي طالبضي الله عنها- بعد وفاة خالتها فاطمة الزهراء.

  • علي بن أبي العاص

وهو الذي كان رديفاً لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على راحلته يوم فتح مكة، وقد توفّي في حياة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يكن وقتئذٍ قد بلغ سنّ البلوغ.


قصص متعلقة بزينب وزوجها أبي العاص

سطّرت السيّدة زينب بنت رسول الله وزوجها أبي العاص بن الربيع أروع القصص في الوفاء والنُبل وحسن العهد والعشرة، وفيما يأتي سرد لبعض من هذه القصص:


فداء زينب زوجها أبي العاص

كان أبو العاص بن الربيع قريباً من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد ذكر المؤرّخون أنّه كان يُكثر من المجيء إلى بيت رسول الله، وعندما بُعث الرسول الكريم ودعا إلى الإسلام أبى أبو العاص أن يُسلم في بداية الأمر، وأسلمت السيّدة زينب بنت رسول الله.[٤]


ولمّا كانت الهجرة وعد أبو العاص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يُرسل زينب إلى المدينة فوفّى بوعده، وأرسلها بعد معركة بدر، مع حبّه الشديد لها -رضي الله عنها-، وقد أثنى عليه رسول الله، وشكر له إخلاصه ووفاءه.[٣]


وقد شارك أبو العاص في معركة بدر وكان مع كفّار مكة يقاتل المسلمين، فأسره المسلمون، وجيء به إلى المدينة، وعندما أقرّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الفداء لأسرى بدر، أرسلت السيّدة زينب بمالٍ وقلادةٍ لها كانت قد أهدتها إيّاها أمّها يوم زواجها.[١]


وأرادت السيّدة زينب أن تفتديَ زوجها بقلادتها، فقَبِل رسول الله فداءها، واستشار المسلمين في أن يردّوا إليها القلادة، ويطلقوا سراح أبي العاص إن رأوا ذلك، فقبل المسلمون وصار أبو العاص حرّا طليقاً، فافتدته زوجته على الرغم من إسلامها وكفره.[١]


سبب التفريق بين زينب وأبو العاص

إنّ السيّدة زينب بنت رسول الله فارقت زوجها بعد معركة بدر، حيث هاجرت إلى المدينة وتركته في مكّة، وكان سبب مفارقتها إيّاه هو اختلاف الدين بينهما، فهي مسلمة وهو باقٍ على الكفر، وقد حصلت هذه الفرقة بالهجرة؛ لأنّ تحريم بقاء الزوجة المسلمة عند زوجها الكافر لم يرد إلّا في تلك الأثناء.[٦]


وقد قال الله -تعالى- في سورة الممتحنة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ)،[٧] فالسيّدة زينب بقيت على إسلامها مع زوجها، إلى أن نزل الحكم وحُسم الأمر، فلحقت بركب الإسلام، وقدّمت رابطة الإيمان على كلّ علاقة ورابطة.[٦]


إسلام أبي العاص ورد النبي زينب له 

كان لإسلام أبي العاص أيضاً قصة مع زوجته زينب التي برهنت على إخلاصها ووفائها لزوجها حتّى بعد مفارقته، وذلك أنّ أبا العاص كان عائداً من تجارةٍ له في الشام، فترصدّه المسلمون وأخذوا ما كان معه من البضائع والأموال، وأرادوا أسره ولكنّه استطاع الفرار.[٣]


وجاء في الليل إلى السيّدة زينب وطلب جوارها فأجارته، وفي الصباح أخبرت رسول الله والمسلمين بما كان، فأجاز رسول الله جوارها، وطلب أبو العاص ماله فردّ إليه، وذهب إلى مكة وأعاد لكلّ من له حصّة في التجارة ماله، ثمّ أخبر قريش بأنّه أسلم ورجع إلى المدينة.[٣]


وفردّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- زينب إلى زوجها بعد فراقٍ دام سنوات، وقد كان ذلك قبل فتح مكّة، وذكر الذهبي في السيَر أنّ إسلام أبي العاص كان قبل صلح الحديبية بخمسة شهور.[٣]



المراجع

  1. ^ أ ب ت ابن عبد البر، كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1701-1702. بتصرّف.
  2. ^ أ ب الطبراني، كتاب المعجم الكبير للطبراني، صفحة 201. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج شمس الدين الذهبي، كتاب سير أعلام النبلاء، صفحة 331-334. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن حجر العسقلاني، كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 207. بتصرّف.
  5. موسى بن راشد العازمي، كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 548. بتصرّف.
  6. ^ أ ب محمد يسري إبراهيم، كتاب فقه النوازل للأقليات المسلمة، صفحة 1035. بتصرّف.
  7. سورة الممتحنة، آية:10
5617 مشاهدة
للأعلى للسفل
×