الأدب الفارسي
إنَّ تعريف أيّ أدب في العالم يندرج تحتَ حكم الأدب الذي كُتب باللغة التي ينتمي إليها، فالأدب الفارسيّ هو كلُّ ما كُتب باللغة الفارسية من الشعر والقصص والروايات والكتب بشكلٍ عامّ، ويعدُّ الأدب الفارسي واحدًا من أهمّ الآداب العالمية القديمة جدًّا، وهو واحد من أقرب الآداب العالمية إلى الأدب العربي فقد شهد هذا الأدب اتصالًا كبيرًا بالأدب العربيّ خاصَّة بعد دخول الإسلام إلى فارس وحركة الترجمة الكبيرة التي شهدها الأدب الفارسي إلى اللغة العربية، وسيسلّط هذا المقال الضوء على شاعر الرباعيات عمر الخيام إضافة إلى الحديث عن أشهر ما كتب عمر الخيام أيضًا.
شاعر الرباعيات
هو غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام الذي اشتهر باسم عُمر الخيَّام -بتشديد الياء- وُلِدَ عام 1048م في نيسابور في خراسان في إيران، وهو عالم وفيلسوف وشاعر من بلاد فارس اعتنق الديانة الإسلامية، وكانت له اهتمامات في الرياضيات والفلك واللغة والفقه والتاريخ، وقد اشتهرت له قصيدته التي غنتها السيدة أم كلثوم رباعيات الخيَّام واليت سُمِّي بشاعر الرباعيات على إثرها، وجدير بالذكر أنَّ حياته الشخصية غامضة جدًّا، وما جاء عنه فقط أنَّه تزوَّج من مغنية اسمها جيهان وأنجب منها ابن وابنة كما وردَ، وكان من أشهر مؤلفات شاعر الرباعيات عمر الخيام:
- شرح ما أشكل من مصادرات كتاب أقليدس.
- الاحتيال لمعرفة مقدارَيْ الذهب والفضة في جسم مركب منهما، وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية.
- رسالة في الموسيقى.
وقد تُوفِّيَ عمر الخيَّام في نيسابور في ديسمبر من عام 1131م وقد عاش ما يزيد عن 80 عامًا، ودُفن في قبر في بستان تتساقط في الزهور مرتين في العام، حيث اختار مكان قبره نفسه قبل أن يموت، وقد أمر شاه إيران عام 1963م بأن ينقبل رفات شاعر الرباعيات إلى نيسابور لكي يتسنَّى للسياح زيارة قبر هذا العالم والشاعر الكبير. [١]
أشهر ما كتبه عمر الخيام
بعد تعريف الأدب الفارسي والحديث عن شاعر الرباعيات عمر الخيام الفارسي، سيتم المرور على أشهر ما كتبه هذا الشاعر العظيم، وقد وردَ من كتاباته ما يأتي:
- يقول عمر الخيَّام شعرًا:
إن لم يكنْ حظُّ الفتَى في دهرِهِ إلا الرَّدَى ومرارةُ العيشِ الردِيْ
سَعِدَ الَّذِي لَمْ يحيَ فيهِ لحظةً حقًا وأسعدُ منهُ منْ لمْ يُولَدِ
- ويقول أيضًا: [٢].
سمعتُ صوتًا هاتفًا في السحرْ نادى من الغيبِ غفاةَ البَشَرْ
هبُّوا املؤوا كأسَ المُنى قبلَ أنْ تَمَلأ كأسَ العُمرِ كفُ القَدرْ
القلبُ قد أضناهُ عشقُ الجَمالْ والصَّدرُ قد ضاقَ بما لا يُقالْ
أفْقٌ خفيف الظلِ هذا السَّحرْ نادى دَعِ النومَ وناغِ الوترْ
فما أطالَ النومُ عمرًا ولا قصّرَ في الأعمارِ طولُ السَّهرْ
- ومما جاء عن شاعر الرباعيات أيضًا: [٣].
مَا أَهْرَقَ السَّاقِي سُلاَفًا فِي الثَّرَى إِلاَّ وَأَطْفَأَ نَارَ قَلْبٍ مُوْلَعِ
أَتَظُنُّ رَاحًـا ذَلِكَ الْمَاءَ الَّذِي يُوْدِي بِمَائَةِ عِلَّةٍ فِي الأَضْلُعِ
إِلَهِي وَمُجْرِي كُلِّ حَيٍّ وَمَيِّتٍ وَرَبَّ السَّمَا ذَاتِ النُّجُومِ السَّوَاطِعِ
إِنْ كُنْتُ ذَا ٍسُوْءٍ فَإِنَّكَ سَيِّدِي وَمَا هُوَ ذَنْبِي إِنْ تَكُنْ أَنْتَ صَانِعِي
- وقال أيضًا:
كُلُّ ذَرَّاتِ هذهِ الأرْضِ كانَتْ أَوْجُهًـا كَالشُّمُوسِ ذاتَ بَهَاءِ
أُجْلُ عَنْ وَجْهِكَ الغُبَارَ بِرِفْقٍ فَهْوَ خَذٌّ لِكَاعِبٍ حَسْنَاءِ
إِنَّ رُوحًا مِنْ عَالَمِ الطُّهْرِ جَاءَتْ لَكَ ضَيْفًا مَا التَاثَ بِالغَبْرَاءِ
اسْقِها أَكْؤُسَ الصَّبوحِ صَباحًا قَبْلَ تَوْدِيعِهَا أَوَانَ المَسَاءِ
- ومن أشهر مقولاته أيضًا: [٤].
- الجنة والنار هما في ذات نفسك.
- عندما نحبُّ نعشقُ حتَّى عيوب المعشوق، حينما نكره حتَّى كمال المكروه.
المراجع
- ↑ عمر الخيام, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-01-2019، بتصرّف
- ↑ رباعيات الخيام تحليل وتأمل, ، "www.m.ahewar.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-01-2019، بتصرّف
- ↑ الرباعيات, ، "www.al-hakawati.la.utexas.edu"، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-01-2019، بتصرّف
- ↑ من هو عمر الخيام, ، "www.arageek.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-01-2019، بتصرّف