محتويات
من هو شيخ المرسلين؟
لقّب بعض أهل العلم النبي نوح -عليه السلام- بشيخ المرسلين، حيث بعثه الله -تعالى- إلى قومه بسبب الضّلالات التي وقعت فيها الأمة آنذاك، فقد جحدوا بالله -تعالى- وكفروا به وتركوا عبادته، ولجأوا إلى عبادة الأصنام حتى قاموا بتخليدها وتمجيدها.[١]
ويعود السّبب في ذلك إلى أنّ هذه الأصنام بناها الآباء منهم والأجداد، لذلك كانت لها أهمية عظيمة عندهم، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذه الأصنام تُركت لفترة محددة لم يعبدها أحد، إلى أن شعروا بالضياع فلجأوا لعبادتها من دون الله -تعالى-، ودليل ذلك قوله -سبحانه- في محكم تنزيله: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا).[٢][١]
سبب تسمية نوح بشيخ المرسلين
يعود سبب تسمية النبي نوح -عليه السّلام- من قِبل بعض أهل العلم بشيخ المرسلين إلى أنّه أول الأنبياء المبعوثين بعد آدم -عليه السّلام-، فهو أبو البشرية الثاني، وقد خصّه الله -تبارك وتعالى- لهداية النّاس وحثِّهم على ترك عبادة الأصنام واللجوء إلى عبادة الله -تعالى- دون الإشراك به.[٣]
وقيل إنّه سمّي نوحًا لكثرة بكائه، وقد ورد في القرآن الكريم أنّ نوحًا كان من أوائل الرّسل، وكان إبراهيم -عليه السّلام- من أتباعه، وسمّاه الله بالأمين والنذير، وهو من الأنبياء الذين أخذ الله منهم الميثاق.[٣]
دعوة شيخ المرسلين
اختار الله -تعالى- نوحاً ليكون بشيراً ونذيراً بعد أن انتشر الشِّرك بالله -تعالى- في العبادة، حيث انتشرت الرّذائل والظّلم والاستبداد، فبقي -عليه السّلام- يدعو قومه تسعمئة وخمسين عاماً، ودليل ذلك قوله -تبارك وتعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ).[٤][٥]
وصَبَر شيخ المرسلين على أذى قومه وتهديدهم له بالرجم واتهامه بالجنون وغيرها من الأمور السيئة، فجاهد وعمل بكافّة الوسائل والطّرق لدعوة قومه إلى الإسلام، وقد خصّه الله -تعالى- بسورةٍ تروي قصة دعوته لقومه، بالإضافة إلى الصّبر على الحوار والمجادلة، يقول الله -تعالى-: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ* فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ).[٦][٥]
مكان إقامة سيدنا نوح
تعددّت أقوال العلماء في المكان الذي عاش به شيخ المرسلين نوح -عليه السلام-، وتوضيح ذلك فيما يأتي:[٧]
- ذهب ابن العبّاس -رضي الله عنه- عندما فسّر "وفار التنّور" إلى أنّ نوحاً -عليه السلام- كان يعيش بالكوفة.
- ذهب ابن مسعود -رضي الله عنه- إلى أنّ المكان الذي كان يعيش به نوح هو منطقة تُدعى: بوذ وواشم الكائنة في الهند.
- ذهب أبو بكر الرّازي -رحمه الله- إلى أنّ نوح -عليه السّلام- كان يعيش في دمشق.
- ذهب مجاهد -رضي الله عنه- إلى أنّ المكان الذي عاش به النّبي نوح هو في منطقة عين وردة في الشام.
المراجع
- ^ أ ب "نبي الله نوح عليه السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة نوح، آية:23
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 9990. بتصرّف.
- ↑ سورة العنكبوت، آية:14
- ^ أ ب مناهج جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ سورة القمر، آية:9-10
- ↑ سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 320. بتصرّف.