من هو عبدالله بن عمر

كتابة:
من هو عبدالله بن عمر

الصحابة الكرام

الصحابة الكرام هم أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذين آمنوا وبه وصاحبوه وماتوا وهم مؤمنون به، وهذا تعريف الصحابة عند أغلب أهل العلم، فالصحابي هو من الْتَقَى رسول الله وآمن به ثمَّ مات وهو مؤمن به حتَّى لو تخلَّل فترة حياته ردَّة عن الإسلام، أي أنَّه أسلم ثمَّ رأى رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ثمَ ارتدَّ عن الإسلام وعاد إليه ثمَّ مات على الإسلام، وقد لعب الصحابة الكرام دورًا هامًّا في نشر رسالة الإسلام مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وبعد وفاته أيضًا، كما كان لهم الفضل في حفظ السنة النبوية الشريفة ونقلها للناس، وهذا المقال سيجي عن السؤال القائل: من هو عبدالله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- بشكل تفصيلي.

من هو عبدالله بن عمر

هو عبدالله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- المولود في مكة المكرمة عام 10 قبل الهجرة، وهو صحابي من صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الكرام، وعالم من علماء الفقه وراوٍ من رواة حديث رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- المشهورين، وهو ابن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أحد أشهر المفتين بين المسلمين، قد كان عالمًا جليلًا يقصده طلاب العلم من كلِّ حدب وصوب، فكان قبلة طلَّاب العلم في المدينة المنورة، وقد عُرف عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- بأنَّه أكثر الناس اقتداءً برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقد صاحبه فترة من الزمن وشارك معه في عدد من المشاهد على صغر سنِّه، فقد توفِّي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعبد الله في الواحد والعشرين من عمره.[١]

ثمَّ بعد وفاة النبيِّ -عليه السَّلام- شارك عبد الله بن عمر -رضي الله عنما- في فتوحات المسلمين في الشام والعراق ومصر وشمال إفريقيا أيضًا، ثمَّ وبعد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- واستلام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وعند بداية ملامح الفتنة التي عصفت بالمسلمين، اعتزل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- الناس وابتعد عن الفتنة كاملة، وعلى الرغم من كلِّ العروض التي أتته لاستلام القضاء في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- واستلام ولاة الشام في خلافة بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلَّا أنَّه آثر أن يبقى بمعزل عن الناس تمامًا، أمَّا صفاته فقد روي عنه أنَّه كان رجلًا أصلع الرأس جسميًا، وكان أكثر أبناء عمر بن الخطاب شبهًا بوالده عمر -رضي الله عنهما-، وكان يحب التطيُّب، أمَّا تقاه وورعه فقد كان مشهودًا له في ذلك بين الناس.[٢]

نسب ونشأة عبدالله بن عمر

عبدالله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، هو من بني عدي، اسمه الكامل عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى أبو عبد الرحمن القرشيّ العدويّ المكي، أسلم عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وهو في سنٍّ صغيرة، ثمَّ هاجر إلى المدينة المنورة مع والده عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو لم يبلغِ الحلم، ولم يشارك في غزوة أحد لصغر سنِّه، ولكنَّه شارك مع المسلمين يوم الخندق فكانت غزوة الخندق أولى غزوات عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-، وكان عبد الله من الصحابة الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة مع أمِّه زينب بنت مظعون.[٣]

ولد عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- في مكة المكرمة وعاش فيها مدة عشر سنين، قبل أن يهاجر مع والده إلى المدينة المنورة، يقول عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: "عُرِضْتُ على النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يومَ أُحُدٍ وأنا ابنُ أربعَ عشْرةَ سنةً ولم أحتلِمْ فلم يقبَلْني، ثمَّ عُرِضْتُ عليه يومَ الخندقِ وأنا ابنُ خمسَ عشْرةَ فقبِلني"،[٤]ثمَّ شهد عبد الله بن عمر مع رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- غزوة مؤتة وفتح مكة فيما بعد، وقد توفِّي سنة 73 للهجرة وكان قد جاوز الثمانين عامًا، والله تعالى أعلم.[٢]

رواية عبدالله بن عمر للحديث

بعد ما جاء من حديث عن نسب عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- إنَّ عبد الله بن عمر بن الخطاب كان أحد أشهر رواة الحديث في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وما بعده أيضًا، وكان من الرواة الثقات الذين يتحرُّون الدقة التامة في نقل أحاديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، يقول محمد الباقر عن عبد الله بن عمر: "كان ابن عمر إذا سمِعَ من رسول الله حديثًا لا يزيد ولا ينقص، ولم يكن أحدٌ في ذلك مثله"، وقد ذُكِرَ أنَّ بقي بن مخلد أحصى لعبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ألفين وستمائة وثلاثين حديثًا بالمكرر، ولكنَّ الشيخين الإمام البخاري ومسلم اتفقا على مئة وثمانية وستين حديثًا لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- روى منها الإمام البخاري واحدًا وثمانين حديثًا، بينما روى الإمام مسلم واحد وثلاثين حديثًا، والله تعالى أعلم.[٢]

وفاة عبدالله بن عمر

بعد حياة طويلة أمضاها عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- في طلب العلم والجهاد في سبيل الله، توفِّي -رضي الله عنه- في عام 73 للهجرة وهو ابن ثلاثة وثمانين عامًا، وقد صلَّى عليه الحجاج بن يوسف الثقفي، ودُفن جسده في مقبرة المهاجرين، كما قيل إنَّه دُفن في منطقة اسمها المحصب، وقد ورد عن الذهبي أنَّه نعاه بقوله: "أين مثل ابن عمر في دينه، وورعه وعلمه، وتألّهه وخوفه، من رجل تُعرض عليه الخلافة، فيأباها، والقضاء من مثل عثمان، فيردُّه، ونيابة الشَّام لعلي، فيهرب منه، فالله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب"، وقد توفِّي وله من الولد الكثير، رضي الله عنه وأرضاه.[٢]

المراجع

  1. "عبد الله بن عمر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "عبد الله بن عمر بن الخطاب"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
  3. "من مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
  4. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4727، أخرجه في صحيحه.
5852 مشاهدة
للأعلى للسفل
×