المهاجرون
المهاجرون: هم الذين تركوا مكة وهاجروا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة تاركين أموالهم وممتلكاتهم نصرةً له؛[١] حيث أنَّه تعرض للإيذاء الشديد من كفار قريش هو وكل من آمنَ معه فكان لا بدَّ حينها من الإنتقال إلى مكانٍ آمنٍ يعبدون الله به فكانت المدينة المنورة أرضًا خصبة للدعوة الإسلامية؛ وذلك أنَّ أهلها بايعوا النبيَّ على نصرته ومنعه عما يمنعون أنفسهم منه وطلبوا منه الرحيل إلى المدينة،[٢] وقد مدح الله -عزَّ وجلَّ المهاجرين في كتابه قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[٣] وسيتم تخصيص الحديث في هذا المقال عن الصحابيِّ الجليل عثمان بن مظعون أحد المسلمين الذين هاجروا إلى المدينة المنورة.[٤]
عثمان بن مظعون
هو أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب[٤] ويكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخاه من الرضاعة، وكان من المسلمين الذين عذّبتهم قريش فهاجر إلى الحبشة وكان أمير المهاجرين،[٥] وذلك في السنة الخامسة من البعثة،[٦] وعندما أذيعت إشاعة إسلام قبيلة قريش عاد إلى مكة وحين علم بالكذبة دخل بجوار الوليد بن المغيرة[٥] لكنَّه عاد وردَّ جوار الوليد وفضَّل أن يعيش في جوار الله مستعينًا به مثل بقية إخوانه المستضعفين،[٦] وكان عثمان بن مظعون من القلة الذين التفوا حول رسول الله بداية الإسلام وهو رابع عشر من أسلم[٧] فكان عابدًا مجتهدًا مما جعل زوجته تشتكيه إلى رسول الله فعاتبه على ذلك،[٥] وأراد عثمان بن مظعون أن يتبتَّل وينقطع عن النكاح وما يتبعه من ملاذ إلَّا أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ردَّ عليه ذلك،[٨] وكذلك كان شديد الحياء[٦] ونزلت به عدة آيات[٥] منها: قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}،[٩] وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}،[١٠] وقد حرَّم عثمان في الجاهلية على نفسه الخمر وقال: "لا أشرب شرابا يذهب عقلي ، ويضحك بي من هو أدنى مني ، ويحملني على أن أنكح كريمتي".[٤]
وفاة عثمان بن مظعون
تُوفي عثمان بن مظعون -رضي الله عنه وأرضاه- في السنة الثانية للهجرة،[١١]وقيل في السنة الثالثة،[٦] وكان أوَّل من مات من المهاجرين في المدينة المنورة وأوَّل من دُفِن في البقيع،[٥] وحزن عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حزنًا شديدًا وبكى عليه وانكبَّ على جبينه يقبّله وقال: رحمك الله يا أبا السائبِ خرجتَ من الدنيا وما أصبتَ منها، ولا أصابتْ منك، وكان رسول الله كثيرًا ما يذكره حتى أنَّه عندما ودَّع ابنته رقية عند وفاتها قال: الحقي بسلفنا الخير، عثمان بن مظعون.[٧]
المراجع
- ↑ "من هم الصحابة"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "أسباب ونتائج الهجرة النبوية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 100.
- ^ أ ب ت "عثمان بن مظعون"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "عثمان بن مظعون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "عثمان بن مظعون"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عثمان بن مظعون.. راهبٌ صومعتُه الحياة!"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "التبتل...معـناه وأنواعه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 45.
- ↑ سورة المائدة، آية: 87.
- ↑ "عثمان بن مظعون"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.