أنبياء بني إسرائيل
أرسل الله تعالى إلى بني إسرائيل العديد من الأنبياء والرُّسل، وقد ذُكر بعضهم في عدد من النصوص القرآنية صراحةً، كما أفردت السنة النبوية بعضهم، وبقي بعضهم مجهولًا لم يُذكر، إلا أنّه يمكن القول أنّ جميع من مرَّ ذكره في القرآن والسنة هم أنبياء بني اسرائيل باستثناء عشرةٍ من الأنبياء هم نوح، وهود، ولوط، وصالح، وشعيب، وإبراهيم، وإسماعيل، ويعقوب، وعيسى، ومحمد عليهم صلوات الله،[١] أمّا موضوع هذا المقال فهو عُزير عليه السلام، وقد اختلف أهل العلم في كونه حبرمن أحبار بني إسرائيل أم أنّه نبي من الأنبياء، والراجح أنّه نبي من الأنبياء [٢] فمن هو عزير عليه السلام، وما هي قصته كما ذكرها القرآن الكريم.
عزير عليه السلام
اسمه عزير بن جروه، وقيل: بل اسمه عزير بن سوريق، ويصل نَسَبُه إلى هارون عليه السلام شقيق مريم بنت عمران، أسره بختنصَّر في صِغره، ولما بلغ من العمر أربعين عامًا آتاه الله الحكمة والرَّجاحة في العقل، وكان أكثر الناس علمًا بالتوراة ومعرفةً بها، وأكثرهم علمًا بدقائقها، قيل إنه من أنبياء الله وليس وليًا، أما فترته فقد جاء في الفترة بين داود عليه السلام ونبي الله سليمان، وفي الفترة التي خلال نبوة زكريا ويحيى عليهما السلام، وكان مُرسلاً لبني إسرائيل خاصةً، وفكان من أنبيائهم على المشهور، وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم، حيث قال تعالى فيه: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ}،[٣] وقال تعالى في ذكره: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ}،[٤] قيل في وفاته إنه مدفونٌ في دمشق، وقد نُقل ذلك عن ابن كثير رحمه الله.[٥]
قصة عزير عليه السلام
بعد أن أرسل الله تعالى العديد من الأنبياء إلى بني إسرائيل لهدايتهم وأرسل معهم الشرائع والأدلة والبراهين التي تُثبت صدق رُسل الله، فآمن بنو إسرائيل بأنبياء الله ثم ما لبثوا أن انحرفوا عن الطريق القويم، فأرسل الله عزير عليه السلام، وقد كان من أوامر الله له أن يذهب إلى قريةٍ ما فوجدها عزير عليه السلام خرابًا لا حياة فيها، فتعجّب عزير كيف أنّ الله قد أرسله إلى قريةٍ ميتةٍ ليدعوها، لكنّه أدرك أنّ الله سيُحييها حتى يُنفِّذ ما أمره الله به، فوقف ينتظر ذلك، فأماته الله ميتةً طويلةً استمرت مائة عام؛ حيث قبض الله روحه أثناء نومه، وبعد انقضاء المائة عام بعثه الله من نومه وهيء له ملكًا على هيئة بشر فسأله: "كَمْ لَبِثْتَ"، فقال عزير: "يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ"، فأخبره الملك " بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ" ودلَّل الملك على ذلك بأن أشار إلى طعامه الذي لم يتغير فيه شيءٌ وحماره الذي مات وأصبح عظامًا، قال الله تعالى: {فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ}،[٦] ثم بيّن له سبب ذلك {وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ}،[٦] ثم حصلت مُعجزةٌ أخرى أن أحيا الله الحمار فتشكلت العظام بشكل الحمار وكساها اللحم والجلد والشعر وهو ينظر، ثم توجَّه إلى القرية التي أرسله الله إليها فإذا هي عامرةٌ بالناس، فسألهم: "هل تعرفون عزيرا" فقالوا: "نعم لقد مات منذ مائة سنة" فقال لهم: "أنا عزير"، فلم يُصدِّقوه في بادئ الأمر، ثم أحضروا عجوز معمِّرة فسألوها عن أوصاف عزير فوصفته لهم فعلموا أنه هو، وآمنوا به بل إنهم زادوا عن ذلك أن قالوا أنه ابن الله.[٧]
المراجع
- ↑ "الأنبياء الذين بُعثوا إلى بني إسرائيل"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "هل عزير نبي من أنبياء بني إسرائيل أم حبر من أحبارهم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 30.
- ↑ سورة البقرة، آية: 259.
- ↑ "نبذة عن نبي الله عزير عليه السلام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة البقرة، آية: 259.
- ↑ "قصة عزير عليه السلام"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.