محتويات
الدولة البويهية
سُمّيت الدولة البويهية نسبةً إلى بني بويه، وقد حكموا في غرب إيران والعراق لسنواتٍ عدة، وقد استمدّوا اسمهم هذا من أبي شجاع بويه الذي كان شهيرًا في عهد الدولة السامانية والزبارية، وقد تتابع على حكم الدولة البويهية عدّة حكام، ومن بينهم: عماد الدولة وأحمد معز الدولة وعلي بن خسرو عضد الدولة الذي كان حكمه يمتدّ على دولة متسعة الأطراف شملت العراق ومناطق أخرى أيضًا، وقد بلغت الدولة البويهية أقصى اتساعٍ لها في عام تسعمئة وسبعين ميلادية، علمًا أنها تأسست في عام تسعمئة واثنين وثلاثين ميلادية، وزالت في عام ألفٍ واثنين وستين ميلادية، وفي هذا المقال سيتم إلقاء الضوء على واحدٍ من أشهر حكام الدولة البويهية، والذي كان له شأنٌ كبير في وقته، وهو عضد الدولة، وسيتم توضيح من هو عضد الدولة.[١]
من هو عضد الدولة
يجهل كثيرٌ من الناس من هو عضد الدولة، وقد كان حاكم الدولة البويهية، وهو شجاع فناخسروا، وعضد الدولة هو اللقب الذي كان يُطلق عليه، واسمه شجاع فناخسرو "عضد الدولة" بن ركن الدولة أبي علي الحسن ابن بويه الديلمي، ولد في عام تسعمئة وسبعة وثلاثين، وتوفّي في عام تسعمئة وثلاثة وثمانين، وقد بلغ عضد الدولة شأنًا كبيرًا في زمنه، وغلب في ذلك أباه وعمه، وكانت رقعة الدولة في زمنه في أقصى اتساعٍ لها، وقد كان يعرف الجميع من هو عضد الدولة، إذ ذاع صيته بين الناس.[٢]
وضمّ بالإضافة إلى مماليك أبيه وعمه كلًا من الموصل وبلاد الجزيرة وغيرها، ودخل الكثير من الناس في طاعته، والجدير بالذكر أن عضد الدولة هو أول من خوطب بالملك في الإسلام، وهو أيضًا أول من خُطب له على المنابر بعد الخليفة، وكان الجميع يعرف من هو عضد الدولة، وقد كان يُعرف بألقابٍ عديدة مثل: تاج الملة، وقد كان عضد الدولة من الفضلاء المعروفين، وقال به الشعراء العديد من المدائح، ومن بينهم أبو الطيب المتنبي.[٢]
فترة حكم عضد الدولة
حكم عضد الدولة من عام تسعمئة وتسعة وأربعين إلى عام تسعمئة وثلاثة وثمانين، وقد وصل إلى الحكم بعد عز الدولة، وجاء بعده للحكم صمصام الدولة، أمّا الفترة التي حكم بها فهي من عام تسعمئة وواحدٍ وخمسين إلى عام تسعمئة وثلاثة وثمانين، أي حتى وفاته، وقد سطع نجمه بعد وفاة عمه عماد الدولة، حيث خلفه في حكم شيراز وأصفهان وبلاد الكرج، واستولى على حكم العراق من ابن عمه بعد اشتعال عدة معارك بينهما، وأصبح عضد الدولة بعدها على رأس الأسرة البويهية، وقتل ابن عمه بختيار وأخذ كل ما تحت يديه، وأصبحت بعدها عاصمة الخلافة هي عاصمة بني بويه، وأصبح يُخطب له في المنابر إلى جانب الخليفة العباسي.[٣]
بعدها واصل عضد الدولة التوسع الإقليمي للدولة واستولى على ديار بكر والموصل وديار ربيعة وما حولها، بالإضافة إلى جميع الأقاليم الخاضعة لابن عمه فخر الدولة؛ وذلك لأنه ساند ابن عمه بختيار، كما بسط عضد الدولة نفوذه على طبرستان وبلاد جرجان، ولقبه الخليفة العباسي بتاج الملك والملك، وبهذا يكون عضد الدولة هو أول من يُخطب له على المنابر بعد الخلفاء.[٣]
إنجازات عضد الدولة الحضارية
كان لعضد الدولة العديد من الإنجازات الحضارية التي جعلت الجميع يعرف من هو عضد الدولة صاحب هذه الإنجازات، خصوصًا أن الدولة البويهية بلغت شأنًا عظيمًا في عهده، وكان لها إنجازات راقية جدًا، فقد وحد جميع مناطقها وبسط عليها نفوذه، وأعاد إعمار بغداد وما تهدم من أسواقها ومساجدها، كما شيّد بوابة القر’ن في شيراز، وبنى الميادين والمتنزهات، وقام بإصلاح الطريق الواصل ما بين مكة والعراق، وأعاد حفر الأنهار التي جفت، وأقام سد السهيلة بالقرب من النهروان في العراق.[٣]
طوّر عضد الدولة الزراعة وأسهم في ازدهارها، وبنى مبنى عظيم على قبر الإمام علي -رضي الله عنه-، كما أمر عضد الدولة بإخراج أموال الصدقات ومنحها للأعيان والقضاة لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، وإعانة من لا يجدون قوت يومهم، أما أعظم إنجازاته فهو إنشاء البيمارستان العضدي الذي أنشئ في بغداد لعلاج المرضى، وكان به عددٌ كبير من الأطباء والممنرضين والطباخين والخدم والأدوات لخدمة المرضى، وكان يضم مختلف الاختصاصات في الطب.[٣]
اهتمام عضد الدولة بالعلم والأدب
اهتم عضد الدولة بالعلم والأدب كثيرًا، حيث شهدت الحياة العلمية في عهده تقدمًا واسعًا، وكان يُقرب العلماء ويُغدق عليهم العطاء ويكرمهم، كما كان مجلسه بمثابة منتدى يجتمع فيه المحدّثون والفقهاء والنحويّون والشعراء والأدباء والمهندسون والأطباء، وكانت تدور في حضرته النقاشات العلمية والأدبية، وتُطرح الكثير من القضايا ويُعطي كل خبيرٍ رأيه، وكان عضد الدولة يُشارك في هذه النقاشات.[٣]
من أبرز علماء العربية الذين اتصل معهم: أبو عليّ الفارسيّ الذي ألف كتاب "التكملة" في النحو وكتاب "الإيضاح"، حيث كان يقول عضد الدولة عن نفسه: "أنا غلام أبي علي في النحو"، ومن العلماء أيضًا: أبو إسحاق الصابي الذي ألف كتاب "التاجي في أخبار بني بويه"، وأبو الحسن ابن عمر الرازي الذي كان عالمًا فلكيًا متميزًا، وقد عمل لعضد الدولة كرة كبيرة تمثل السماء والكواكب والنجوم، وعلي بن العباسي المجوسي الذي صنف "الكناش العضدي" في الطب، أمّا اهتمامه بالأدب والشعر فقد كان عظيمًا، حيث كان يتذوق الشعر ويحبه ويغمر الشعراء بالعطايا، ومن أبرزهم أبو الطيب المتنبي وأبو الحسن السلامي.[٣]
المراجع
- ↑ "الدولة البويهية "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عضد الدولة"، www.al-hakawati.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح "عضد الدولة البويهي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019. بتصرّف.