محتويات
مولد ونشأة علي محمود طه
علي محمود طه المُلَّقب بالجندول هو أحد أعلام الشعر العربي في العصر الحديث، وُلد ونشأ في مدينة المنصورة، محافظة الدقهلية، في مصر عام 1901، وكان من طبقة متوسطة فعاش حياة لينة وسهلة، كان يحب السفر والزيارت كثيرًا فزار عددًا من الدول الأوروبية والتي كان لها أثر كبير عليه وعلى شعره فيما بعد فتفتحت آفاقه الشعرية حيث جمال الطبيعة والحضارة الأوروبية.[١]
مسيرة علي محمود طه العلمية والعملية
بدأ علي محمود طه تعليمه بالذهاب إلى الكُّتاب حاله كحال جميع أقرانه في ذلك الوقت ثم درس في مدرسة الفنون والصناعات التطبيقية فأصبح مهندسًا معماريًا في عام 1924، عمل مهندسًا في الحكومة لسنوات عديدة ثم عمل في السكرتاريا في مجلس النواب، وبعد ذلك عمل وكيلًا في دار الكتب المصرية، وبعدها تفرغ للأدب والشعر. [١]
تبلور مسيرة علي محمود طه الأدبية
وفيما يلي نستعرض معًا أهم النقاط الرئيسية التي ساهمت في تلبور مسيرة على محمود طه الأدبية: [١]
- انشغل الشاعرعلي محمود طه بالأدب والشِعر في بداية شبابه، فعلى الرغم من المناصب التي شغلها إلا أنه فضَّل التفرغ للأعمال الأدبية عن هذه المناصب، وقام الشاعر بالاتصال مع بعض رجال الأدب من بداية حياته.
- صدر أول ديوان له بعنوان "الملّاح التائه" في عام 1934 وهو من أعظم أعماله التي تدل على مهارته في استخدام الألفاظ الشعرية، ونشر بعدها عدد من الدواوين الشعرية والقصائد والكتب التي سيرد ذكرها لاحقَا، كما صدرت عدة دراسات حول شعره وكتاباته مما يدل على أهمية هذا الشاعر العظيم، وكانت الكتب التي صدرت عنه هي: كتاب أنور المعادي "علي محمود طه: الشاعر والإنسان"، وكتاب للسيد تقي الدين "علي محمود طه، حياته وشعره"، وكتاب محمد رضوان "الملاح التائه علي طه"[٢]
- شارك الشاعرعلي محمود طه علم في تأسيس مدرسة أبولو الشعرية والتي رسَّخت قواعد الرومانسية لذلك تميز شعره بفكرة الفردية الرومانسية والحرية التي تفترض توفر الموارد المادية لتحررالإنسان من الضغوط النفسية الناجمة عن الحرمان المادي.
- استطاع من خلال أشعاره أن يتفرغ للتأمل في ذاته وفي الوجود ويرى كل شيئ جميل، فهو يعد أن أساس الرومانسية هو الخيال، فحتى يتسنى للإنسان التخيل لا بد من أن يبتعد بفكره عن المادة، فكان الشاعر يتحسس دائماً مواقع الجمال ويتغنى بها مما جعل البعض ينتقد شعره مثل الدكتور سمير سرحان والدكتور محمد عناني.
- قدم مجموعة من أجمل القصائد بالعصر الحديث، ولكن مع ذلك هناك الطابع الكلاسيكي الموجود في بعض قصائده مثل قصائد الرثاء، أي أنه كان ينوِّع بين الشعر الرومانسي والكلاسيكي، لكن غلب على شعره الطابع الرومانسي، ولقد تعرَّف عليه معظم الجمهور من قصيدته "الجندول" التي غناها المطرب محمد عبد الوهاب في ذلك الوقت، وبعد ذلك غنى المطرب محمد عبد الوهاب قصيدة "فلسطين".
مؤلفات علي محمود طه
على الرغم من الفترة القصيرة التي قضاها الشاعر في الأعمال الأدبية، إلا أنه كان له عدد هائل من الأعمال الأدبية العظيمة، فقد أصدرالشاعرعلي محمود طه في فترة حياته ستة دواوين شعرية وكتاب نثري ومسرحية غنائية بعنوان "أغنية الرياح الأربع"، إليك أهم مؤلفات على محمود طه تفصيليًا: [٣]
كتب علي محمود طه
للكاتب علي محمود طه كتاب نثري واحد وهو"أرواح شاردة" أصدره عام 1944، إذ كانت أغلبه مقالاته باللغة العربية عن الأدب الإنجليزي والفرنسي.[١]
قصائد علي محمود طه
هناك ستة دواوين شعرية للشاعر علي محمود طه وكل ديوان يحتوي على عدد كبير من القصائد لذلك سأكتفي بذكر بعض هذه القصائد:[١]
- ديوان ليالي الملاح التائه (1940): الجندول مصرع الرُّبان القمر العاشق الشواطئ المصرية كأس الخيَّام
- ديوان أرواح وأشباح (1942): هذه الأرواح والأشباح الكيد العظيم دنيا النساء الحية الخالدة معرض الحياة!
- ديوان شرق وغرب (1942): في صفوف المجاهدين إلى أبناء الشرق في عالم الذكرى يوم فلسطين على حاجز السفينة
- ديوان زهر وخمر (1943): ليالي كليوباترا راقصة الحانة ليلة عيد الميلاد حلم ليلة الهجرة من قارة إلى قارة
- ديوان الشوق العائد (1945): أحلام إلى الملتقى أحلام عاشقة إلى الطبيعة المصرية بين الحب والحرب جزيرة العشاق
مميزات شعر علي محمود طه
وفيما يلي أهم مميزات شعر على محمود طه:[١]
- كتب الشاعرعلي محمود طه في جميع أنواع الشعر كالغزل والمديح والتأمل والجمال والرثاء والحكمة والفلسفة، وتقلب بين الشعر الرومانسي والكلاسيكي ولكنه كان يميل للنزعة الرومانسية.
- غلب على شعره الجمال والذوق وانسجام الأنغام الموسيقية عن الاهتمام بالتعبير.
- ضمن شعره تصوير حسي لملذات الحياة وما فيها من غناء ورقص وخمر.
- ركزت قصائده على صورة أوعاطفة أو فكرة تخرج من القلب وتكون متناسقة مع اللفظ دون تكَّلُف.
- امتلأت قصائده بالقوافي والفنون، فكان الشاعر علي محمود طه أول من ثاروا على وحدة القافية ووحدة البحر.
- تميزت كتاباته بالصور الحية.
وفاة علي محمود طه
توفي الشاعر علي محمود طه في عام 1949 إثر مرض لم يمهله كثيرًا إذ أصيب بشلل مفاجئ فرحل في سن الثامنة والأربعين و مازال شابًا في قمة عطائه، ودُفن في مدينة المنصورة المدينة التي وُلد وترعرع فيها، وعلى الرغم من افتتانه بالنساء وسعيه وراءهم إلا أنه توفي ولم يتزوج بعد. [٢]
الخلاصة
وأخيرًا نرى عظمة هذا الشاعر وتميزه فهو كما ذكرنا أحد الشعراء المعاصرين الذين احتلوا مكانة مرموقة في العالم العربي والذي أثرى الأدب العربي بشعره وكتاباته الأدبية إذ كان له كم هائل من الكتابات الأدبية المميزة والعظيمة على الرغم من قِصَرعمره، وعلى الرغم أنه كان دائمًا ينشد الحب في شعره ولا يرى غير الجمال والذي غلب عليه الثقافة والتعبير إلا أن جميع من درسوا شعره أجمعوا على عظمته وتميزه.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "Ali Mahmoud Taha", poemhunter, Retrieved 7/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "علي محمد طه"، وزارة الثقافة المصرية، اطّلع عليه بتاريخ 3/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "Ali Mahmud Taha ", peoplepill., Retrieved 7/9/2021. Edited.