محتويات
- ١ من هو عمرو بن العاص؟
- ٢ مولد عمرو بن العاص
- ٣ حياة عمرو بن العاص قبل الإسلام
- ٤ إسلام عمرو بن العاص
- ٥ هيئة عمرو بن العاص
- ٦ مناقب عمرو بن العاص
- ٧ زوجات عمرو بن العاص
- ٨ أبناء عمرو بن العاص
- ٩ رواية عمرو بن العاص للحديث
- ١٠ مكانة عمرو بن العاص في الأدب
- ١١ مكانة عمرو بن العاص في التاريخ الإسلامي
- ١٢ مواقف من حياة عمرو بن العاص
- ١٣ وفاة عمرو بن العاص
من هو عمرو بن العاص؟
هو الصحابي الجليل القرشي السهمي؛ عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، ويُكنّى بأبي عبد الله، وقيل إن كنيته أبو محمد، وأمه كانت سبية من بني جلان بن عنزة، وهي النابغة بنت حرملة، وكان عمرو بن أثاثة العدوي أخ عمرو بن العاص لأمه.[١]
عمرو بن العاص صحابيٌّ جليل، له مواقف عظيمة في الإسلام، وفيما يأتي في المقال بيان تفاصيل حياته -رضي الله عنه وأرضاه-.
مولد عمرو بن العاص
متى وُلِد عمرو بن العاص رضي الله عنه؟ كانت أم عمرو بن العاص من سبايا العرب، وهي سلمى بنت حرملة التي تلقب بالنابغة، أصابها رمح من العرب، وبعد ذلك بيعت بسوق عكاظ، فاشتراها الفاكه من المغيرة، ثم باعها إلى عبد الله بن جدعان، حتى وصلت للعاص بن وائل وهو والده، فأنجبت له عمرو بن العاص -رضي الله عنه-،[٢] وربما كان ذلك سنة 47 قبل الهجرة؛ لأنّه عندما مات كان له 90 سنة كما ذكر أهل المغازي والسير.[٣]
يتلخّص مما سبق أنّ عمرو بن العاص وُلد قبل الهجرة، وقد أنجبته سلمى النابغة زوجة العاص بن وائل.
حياة عمرو بن العاص قبل الإسلام
كيف كانت نظرة عمر بن العاص للإسلام؟ كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- من كبار قريش وزعمائها،[٤] وكانت له مكانة وهيبة عظيمة في قومه، وهو الذي ابتعثته قريش إلى النجاشي؛ فقد كان صديقًا مقربًا له وكان يعلم ما يحب، فهو الذي اقترح على قريش أن يأخذ له الهدايا ليتقربوا إليه.[٥]
كما كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- فصيحًا وداهيةً من دهاة العرب، وأقدرهم على الكلام والإقناع، فكانت قريش ترجو أن يقنع عمرو بن العاص النجاشي بصدّ المسلمين وعدم استقبالهم، وكان يُعدّ من فرسان قريش المعدودين في الجاهلية.[٥]
يتلخّص مما سبق أنّ عمرو بن العاص كان يُحاول جاهداً قبل إسلامه أن يؤثّر في قرار النجاشي لصدّ المسلمين وعدم استقبالهم.
إسلام عمرو بن العاص
في أي عام كان إسلام عمرو بن العاص؟ كان إسلام عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قبيل الفتح في السنة الثامنة للهجرة على الأشهَر، حيث جاء هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة -رضي الله عنهم- إلى المدينة المنورة، وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بها آنذاك، فلما دخلوا إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فرح لذلك، وقد قيل إنه أسلم بعد الحديبية وقبل خيبر.[٦]
وقال بعضهم إن إسلام عمرو بن العاص -رضي الله عنه- كان على يد النجاشي ملك الحبشة، فلم يرجع من أرض الحبشة إلا وهو مقتنع بالإسلام؛ وذلك لأن النجاشي قال له: "يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر ابْن عمك! فو الله إنه لرسول الله حقًّا"، فتفاجأ عمرو لقوله الذي أقنعه بصحة ما يعتقده، وخرج من عنده إلى المدينة مهاجرًا، وكان ذلك قبل غزوة خيبر.[٧]
يتلخّص مما سبق أنّ عمرو بن العاص أسلم قبل فتح مكة بقليل، أو قبل غزوة خيبر، وقيل إن إسلامه كان بسبب تأثير النجاشي وإقناعه بدين الحق.
هيئة عمرو بن العاص
ما هي صفات عمرو بن العاص الخَلقية؟ كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قصير القامة ويغير لون شعره إلى اللون الأسود،[٨] وقالوا إنّه كان أدعج العينين؛ أي شديد سواد العين وشديد بياض ما يحيط بها، وكان كذلك أبلج؛ أي إنّ هناك مسافة بين حاجبيه.[٩]
مناقب عمرو بن العاص
بماذا كان يتصف عمرو بن العاص؟ كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- سديد الرأي، حسن المنطق والفكر، كريم المجلس وصافي السريرة، دقيق الوصف،[١٠] وكان شجاعًا وداهيةً من دهاة العرب،[١١] وكان إلى ذلك يوصف بالفطنة والحزم والذكاء، ويُضرب به المثل في الفطنة واتّقاد الذهن،[١٢] ووصفه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالرجل الحليم، وعُرف بشدة حيائه من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، حتى أنّه كان لا يطيل النظر إلى وجهه الكريم حياءً من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.[١٣]
يتلخّص مما سبق أنّ عمرو بن العاص كان يوصف بشدّة الذكاء والفطنة والرأي السديد، وقد كان رجلاً حيِيّاً حليما.
زوجات عمرو بن العاص
من هي زوجة عمرو بن العاص التي تكون أخت عثمان بن عفان؟ تزوّج عمرو بن العاص -رضي الله عنه- بريطة بنت منبّه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سهم،[١٤] وخولة بنت حمزة بن السليل بن قيس بن طيّئ،[١٥] وكذلك تزوج بأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بعدما توفي عنها زوجها، فعاشت معه شهرًا ثم توفيت، وهي الأخت غير الشقيقة لعثمان بن عفان -رضي الله عنه-.[١٦]
أبناء عمرو بن العاص
ما هي كنية عبد الله بن عمرو بن العاص؟ كان لعمرو بن العاص -رضي الله عنه اثنين من الأبناء وهم:
من زوجته ريطة بنت منبّه،[١٤] وكنيته أبو عبد الرحمن، كان إمامًا عابدًا، قريبًا من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، له الكثير من الفضائل والمناقب، وقد تعلّم العلوم الشرعية على يد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وروى عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما يقارب 700 حديث.[١٧]
- محمد بن عمرو بن العاص
من زوجته خولة بنت حمزة،[١٥] كان قد صحب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مدّة من الزمن، وقد شهد صفين وقاتل فيها حتى توفي وهو في سن صغيرة.[١٨]
يتلخّص مما سبق أنّ عمرو بن العاص له اثنين من الأبناء هما: عبد الله ومحمد، وكلاهما من الصحابة الكِرام.
رواية عمرو بن العاص للحديث
كم عدد الأحاديث التي رواها عمرو بن العاص؟ لم يروِ عمرو بن العاص -رضي الله عنه- الكثير من الأحاديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فبلغ عدد الأحاديث التي رواها ما يقارب أربعين حديثًا، منها ثلاثة أحاديث اتفق عليهما الشيخان البخاري ومسلم، وانفرد البخاري بحديث، وحديثين تفرد بهما مسلم، وقد روى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-.[١٩]
وقد حدّث عنه كثير من الصحابة وغيرهم، منهم ابنه عبد الله بن عمرو بن العاص، وقبيصة بن ذؤيب، ومولاه أبو قيس، وعلي بن رباح، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن أبي حازم، وجعفر بن المطلّب بن أبي وداعة، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن منين، وعبد الرحمن بن شِماسة المهري، وعمارة بن خزيمة، ومحمد بن كعب القُرظي، وأبو عبد الله الأشعري، وقد روى عنه الحسن البصري مرسلًا، وحدّث عنه آخرون غيرهم.[٢٠]
يتلخّص مما سبق عدم كثرة الأحاديث التي رواها عمرو بن العاص عن النبي، وعدد ما رواه عن النبي 40 حديثا منها ما اتفق عليه الشيخان ومنها ما انفرد به كلٍّ منهما.
مكانة عمرو بن العاص في الأدب
بماذا عرف عمرو بن العاص؟ كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- شاعرًا له شعر جيّد فيه من الحكمة ما فيه على عادة الجاهليين، وممّا حُفظ عنه من الشعر:[٢١]
إِذَا المَرْءُ لَمْ يَتْرُكْ طَعَامًا يُحِبُّهُ
- وَلَمْ يَنْهَ قَلْبًا غَاوِيًا حَيْثُ يَمَّمَا
قَضَى وَطَرًا مِنْهُ وَغَادَرَ سُبَّةً
- إِذَا ذُكِرَتْ أَمْثَالُهَا تَمْلأُ الفَمَا
مكانة عمرو بن العاص في التاريخ الإسلامي
ما أبرز محطّات حياة عمرو بن العاص بعد الإسلام؟ لقد شهد عمرو بن العاص غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد إسلامه، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتمد عليه كثيرًا في غزواته، وبعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- شهد مواقع كثيرة وتولى كثيرًا من المناصب، وتفصيل ذلك فيما يأتي:
حروب الردة
كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قائدًا في جيش الردة، فهو ممن خاض حروب قتال المرتدين في خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، فكان هو وخالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو وسعد بن أبي وقاص وغيرهم من القادة الذين حاربوا المرتدين تحت لواء الإسلام.[٢٢]
الغزوات
شارك عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في العديد من الغزوات؛ فقد استعمله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على جيش ذات السلاسل، وكان فيه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، كما بعثه إلى عُمان، وشهد اليرموك، وكان أميرًا في هذه المعركة وفي غيرها من الغزوات.[٢٣]
الفتوحات
في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كتب إلى عمرو بن العاص أن يتجه إلى مصر، فذهب إليها فاتحًا، وفي خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في الخامس والعشرين للهجرة افتتح الإسكندرية، فقتل مقاتليهم، وسبى ذرياتهم، حتى أمره عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بأن يرد سبايهم إلى قراهم.[٢٤]
ولم تقف فتوحات عمر بن العاص -رضي الله عنه- عند ذلك الحد، فهو أيضًا من فتح مصر ودول شمال إفريقيا، فصالح أهل برقة في ليبيا، وأرسل عقبة بن نافع إلى زويلة، وانطلق بعدها إلى طرابلس في المغرب العربي فحاصرها شهرًا ثم دخلها فاتحًا، كما فتح صبراتة وشروس حتى أمره عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالتوقف عن التوسع في الغرب أكثر من ذلك.[٢٥]
ولايته على مصر
ولايته الأولى
لما كانت خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جعل ولاية مصر لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- بعدما افتتحها، فبقي واليًا عليها حتى توفي عمر -رضي الله عنه-، وجاءت خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فأقره على ولايتها أربع سنوات أو ما يقاربها حتى عُزل عنها.[٢٦]
عزل عمرو بن العاص
بعد فتح عمرو بن العاص -رضي الله عنه- الإسكندرية في عام خمسة وعشرين هجرية، عزله عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وولّى عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري مكانه،[٢٧] وقيل إنّ من أسباب عزله أنّه كان شديدًا على الخوارج فكانوا لا يستطيعون الكلام بسوء عن أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه-، فاستمروا على هذه الحالة حتى اشتكوا ذلك إلى عثمان -رضي الله عنه-، فعزله بداية عن الحرب والخراج وتَرَكَه على الصلاة، ثمّ ما لبثوا يشتكون حتى عَزَله عن الصلاة وولّى ابن أبي سرح كلّ الأمور.[٢٨]
ولايته الثانية
لما ذهب عمرو بن العاص -رضي الله عنه- إلى معاوية بن أبي سفيان بعد وفاة عثمان -رضي الله عنه-، وقاتل معه في المعارك التي خاضها وشهد العديد من المشاهد معه؛ عيّنه معاوية بن أبي سفيان واليًا على مصر مرة ثانية، وبقي واليًا عليها حتى وفاته، ودُفن في مصر.[٢٩]
يتلخّص مما سبق أنّ عمرو بن العاص شارك في العديد من الغزوات في عهد النبي؛ مثل معركة اليرموك وذات السلاسل، كما شهد الفتوحات والمعارك العديدة في عهد الخلفاء الراشدين، وكان -رضي الله عنه- والياً على مصر.
مواقف من حياة عمرو بن العاص
كيف تجلّى حب عمرو بن العاص للإسلام؟ لقد كانت حياة عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حافلة بالمواقف التي يَعْتبِر المرء بها، ومن ذلك:
حنكة عمرو بن العاص
لما أرسل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل، كان الطقس عندها شديد البرودة، فنهاهم عمرو بن العاص عن إيقاد النار، فلما رجعوا إلى المدينة المنورة اشتكوا ذلك لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٣٠]
ولما سأل عمرو عن سبب نهيه لهم أخبره بأن سبب فعله لذلك هو قلة عددهم، وخوفه أن يرى عدوهم ذلك، وأنه نهاهم عن اتباع أعدائهم خوفًا عليهم من كمين نُصب لهم، فأُعجب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بحنكته.[٣٠]
وكان أصحاب النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يعلمون ذلك، حيث قال عمر لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: "لم يدع عمرو بن العاص الناس أن يوقدوا نارًا، ألا ترى إلى ما صنع بالناس، يمنعهم منافعهم"؟ فقال له أبو بكر -رضي الله عنه-: "دعه فإنّما ولّاه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعلمه بالحرب".[٣٠]
حب عمرو بن العاص للإسلام
كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- محبًا للإسلام، ويروي عمرو -رضي الله عنه- حادثة كانت له مع النبي -عليه الصلاة والسلام- فيقول: (بعَثَ إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: خُذْ عليكَ ثيابَكَ وسِلاحَكَ، ثُم ائْتِني، فأتَيْتُه وهو يتوضَّأُ، فصعَّدَ فيَّ النظَرَ، ثُم طأْطأَهُ، فقال: إنِّي أُريدُ أنْ أبعَثَكَ على جَيشٍ فيُسلِّمُكَ اللهُ ويُغنِمُكَ، وأزعَبُ لكَ منَ المالِ زَعْبةً صالحةَ، قال: فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، ما أسلَمْتُ من أجْلِ المالِ، ولكنِّي أسلَمْتُ رَغْبةً في الإسلامِ، وأنْ أكونَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا عَمرُو، نِعِمَّا بالمالِ الصالحِ للرَّجلِ الصالِحِ).[٣١][٣٢]
دهاء عمرو بن العاص
لما نزل أمراء المسلمين في قرية "باذن" في غزة، لقيهم بطريق من بطارقة الروم، فطلب إليهم أن يُخرجوا قائدًا منهم يتحدث إليه، فخرج إليه عمرو بن العاص رضي الله عنه، فجلس معه ورحّب به، فأخذ البطريق يحادثه حتى دعاه عمرو إلى الإسلام أو دفع الجزية، فرفض ذلك، فقام عمرو وأخبره بأن الطريق التي تركها أمامه هي القتال، فلما سمع البطريق بيانه وحسن خطابه، خرج إلى قومه يكلمهم عن اتفاق المسلمين بينهم وعن حسن خطابه وأدائه.[٣٣]
يتلخّص مما سبق أنّ عمرو بن العاص كان شديد المحبّة للإسلام، وكان ممّن يثق النبي برأيه وحنكته، فيولّيه الجيوش في المعارك.
وفاة عمرو بن العاص
في أي عام توفي عمرو بن العاص؟ لما حان أجل عمرو بن العاص رضي الله عنه، وحضرته المنيّة بكى، فسأله ابنه عبد الله عن سبب بكائه إن كان خوفًا من الموت أو لغير ذلك، فأخبره بأنه يخاف مما سيكون بعد الموت، فأخبره ابنه بأنه كان على خير، ولم يكن من أهل الفجور، وذكّره برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وبصحبته معه، وبالفتوحات التي شارك فيها، وبمواقفه تجاه الإسلام؛ ليخفّف عنه ويطمئنه في مرضه.[٣٤]
وحين كان على فراش الموت أوصى بنيه فقال: "إذا أنا مُتُّ فلا تَصْحَبْنِي نائِحَةٌ، ولا نارٌ، فإذا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرابَ شَنًّا، ثُمَّ أقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ ما تُنْحَرُ جَزُورٌ ويُقْسَمُ لَحْمُها، حتَّى أسْتَأْنِسَ بكُمْ، وأَنْظُرَ ماذا أُراجِعُ به رُسُلَ رَبِّي".[٣٥][٣٤]
وتوفي عمرو بن العاص -رضي الله عنه- يوم الفطر في سنة 43 هجرية، وكان عندها أميرًا على مصر، وقيل إنه توفي سنة 42 هجرية، وقيل في عام 48 للهجرة، وقيل إنه توفي في عام 51 هجرية، وقد صحح كثير من العلماء القول الأول؛ أي: 43 للهجرة، وتوفي وهو يبلغ من العمر تسعين سنة، ودفن في المقطم من ناحية الفتح، وصلى عليه ابنه عبد الله بن عمرو.[٣٦]
يتلخّص مما سبق أنّ عمرو بن العاص توفّي حين كان عمره 90 سنة، وكان كثير الخشية والخوف من الله -تعالى-، فكان يبكي في احتضاره، فجعل ابنه عبد الله يهوّن عليه ويذكّره بمواقفه في الإسلام وأنّه على خير.
المراجع
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1184. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1185. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1188. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير ، البداية والنهاية، صفحة 158. بتصرّف.
- ^ أ ب راغب السرجاني ، السيرة النبوية، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1185. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1185. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 56. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 1958. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 57. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير ، البداية والنهاية، صفحة 160. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 55. بتصرّف.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 129. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 269. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 25. بتصرّف.
- ↑ أبو السعادات، جامع الأصول، صفحة 821. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 80. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 102. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 55. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 55. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 58. بتصرّف.
- ↑ محمد سهيل طقوش، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية، صفحة 90. بتصرّف.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 109. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1187. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة التاريخية، صفحة 169. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1187. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1187. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 270. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1188. بتصرّف.
- ^ أ ب ت شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 66. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:17763، حديث إسناده صحيح على شرط مسلم.
- ↑ شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 66. بتصرّف.
- ↑ ابن عساكر ، تاريخ دمشق، صفحة 155. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن عبد البر ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1190. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:121، حديث صحيح.
- ↑ ابن عبد البر ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1188. بتصرّف.