اليهود والمسلمون في المدينة
كان مجتمع اليهود من المجتمعات التي احتوتها الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبعد الهجرة النبوية تمّ تأسيس دولة الإسلام في المدينة المنورة ليكون اليهود جزءًا منها، حيث كان المجتمع حينها يتألف من المهاجرين الذين قدموا من مكة المكرمة، والأنصار المسلمين من أهل المدينة، واليهود الذين تم تنظيم العلاقة بينهم وبين المسلمين داخل دولة الإسلام من خلال المعاهدات المكتوبة، وكان لبعض اليهود مواقف معادية للدعوة الإسلامية وللنبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-، ومن بين هؤلاء كعب بن الأشرف، وفي هذا المقال سيتم الإجابة عن سؤال من هو كعب بن الأشرف. [١]
من هو كعب بن الأشرف
يعدُّ كعب بن الأشرف رمزًا من رموز اليهود المعادين للإسلام الذين ظهروا مع بداية تأسيس دولة الإسلام في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية المباركة، وينتمي كعب بن الأشرف إلى بني نبهان، أما أمه فهي من يهود بني النضير، كان شديد الحقد والعداء للمسلمين، وكان شاعرًا من شعراء اليهود مُقيمًا في أحد الحصون في جنوب شرق المدينة المنورة، وكان يستغل كتابة الشعر في هجاء النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-، وبعد انتهاء غزوة بدر الكبرى غادر حصنه في المدينة المنورة منطلقًا إلى مكة المكرمة حتى وصلها فنزل عند بن أبي وداعة السهمي، وأخذ ينشد الأشعار متباكيًا على كفار قريش الذين قضوا في هذه المعركة الفاصلة التي نصر فيها الله تعالى النبي وأصحابه بعد ما لقوه من أهل مكة من الظلم والاضطهاد والتعذيب قبل الهجرة، وكان كعب بن الأشرف يفضل كفار قريش على النبي وأصحابه، وزادت أشعاره التي قالها عندما ذهب إلى مكة بعد بدر من حقد كفار قريش على المسلمين، حيث كانت تدعوهم إلى الثأر منهم وتحرِّضُ أهل الكفر عليهم، فلما اشتد أذاه على المسلمين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بقتله لأنه أذى الله ورسوله. [٢]
مواقف اليهود من المسلمين
منذ قديم الأزل واليهود أشد الناس عداوة للمسلمين من غيرهم، فهو يحملون حقدًا كبيرًا على الإسلام والمسلمين، وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم، قال تعالى في محكم التنزيل: "لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" [٣]، وفيما يأتي أبرز مواقف اليهود من المسلمين:[٤]
- نقض العهود من المسلمين التي التزموا بموجبها بنصرتهم ضد أي عدو خارج المدينة المنورة.
- تحريض أعداء المسلمين على إقامة الحرب على المسلمين ومن أبرز الأمثلة على هذا التحريض ما قام به كعب بن الأشرف بعد غزوة بدر الكبرى.
- استخدام الحرب الكلامية بالأساليب المتاحة كافة من أجل النيل من المسلمين من خلال كتابة أشعار الهجاء في المسلمين، وكتابة أشعار الرثاء في قتلى كفار قريش الذي كانوا يسقطون في معاركهم مع المسلمين تباعًا.
- إيذاء المسلمات العفيفات بالكلام الفاحش وإشاعة الكلام حولهن.
- اجتماع اليهود أكثر من مرة على محاولة قتل النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث انتدبوا في إحدى المرات عمرو بن حجاش لذلك.
المراجع
- ↑ اليهود ومؤامراتهم في المدينة, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 01-01-2019، بتصرّف
- ↑ كعب بن الاشرف, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 01-01-2019، بتصرّف
- ↑ {المائدة: الآية82}
- ↑ الاغتيال السياسي, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 01-01-2019، بتصرّف