من هو كونفوشيوس

كتابة:
من هو كونفوشيوس

الفلاسفة

لقد كانت الفلسفة هي السبيل الأعظم والواضح في الإجابة عن تساؤلات البشر، سواءًا كان في مجال الخلق كنشأة الكون والخلق، أو فيما يخص الأمور الحياتيّة من أخلاقٍ وحكمة، وأكثر ما كان يشغل النّاس هي الأمور الدينية والمعتقدات الّتي تتعلق بالدِّين، وحتى في علم الذرّة كان للفلسفة الباع الكبير، لقد كانت إذًا الفلسفة هي الحاض الرئيسي لكل تلك العلوم قبل أن تظهر ثورة الاكتشافات العلمية، وفي خضم الحديث عن كونفشيوس سيتمّ ذكر أسماء أعظم الفلاسفة في العالم، والذين كان لهم دورًا واضحًا كمفكر وكفلسفي بالإضافة لكونهم عالم لا يقتصر علمه على الأمور النّظريّة فقط وإنّما دعّموا استنتاجاتهم بتجارب يستندون عليها، ومن هؤلاء الفلاسفة: أرسطو وأفلاطون وأبيقور وكونفوشيوس ورينيه ديكارت، ومن الفلاسفة العرب ابن سينا.[١]

من هو كونفوشيوس

يعدُّ كونفوشيوس من الأشخاص الّذين صنعوا اسمهم بأنفسهم وبعملهم الدؤوب، فقد ولد سنة 551 قبل الميلاد في قريةٍ صغيرةٍ تدعى لو، وهو ينحدر من أصول إمبراطورية، لقد عمل كونفوشيوس في أعمالٍ بسيطةٍ، وفي سن الثانية والعشرين قرَّر أن يعمل في مجال التّعليم، وكان بيته بمثابة منبرٍ يلقي فيه العلوم على مريديه وطلابه، وقد بلغ عدد تلاميذه ثلاثة آلاف طالب، شغل من بينهم اثنان وسبعون طالب وظائف حكوميةً ومرموقة، وقد عمل هؤلاء على نشر مذهبه حتى أصبح مذهبه مذهبًا بشكل رسمي في أواخر القرن الثاني إلى أوائل القرن العشرين، وقد عدّه تسو ماشين الملقب بأبي التاريخ فيلسوف الصين الأول، لقد تقلّد كونفوشيوس العديد من المناصب كوزارة الأشغال العمومية ووزارة العدل.[٢]

وقد تحسّن الوضع في الإنتاج وساد العدل والوفاء في زمانه، وعندما تولّى منصب رئيس الوزراء لمدينة لو، ترجم مبادئه وطبقها بشكل عمليٍّ، وكان من اهتمامات كونفوشيوس النّظام التربوي وتاريخ الصّينين، وعدَّ نفسه ناقل الأفكار ولم يكن صانعها، وقد خلت فلسفته من التّطرق إلى المسائل الكبرى كالآخرة وبداية الخلق والأمور الغيّبية، فهذا يؤكد فكرة أنّ فلسفة كونفوشيوس كانت في الأخلاق والسّياسة والاجتماع، ولكن مع مرور الزّمن اتخذها النّاس مذهبًا دينيًّا وخاصةً بعد بناء التماثيل والمعابد تخليدًا لذكراه، توفي كونفشيوس في نهاية 479 قبل الميلاد ودُفن في مقاطعة تشوفو في إمارة لو، وقد اتّخذ طلابه أكواخًا حول قبره يبكونه فيهم وبقوا فيهم حوالي الثلاث سنوات.[٢]

أثر كونفوشيوس في الصين

لقد كان لكونفوشيوس التأثير الواضح في الصّين وفي تاريخها حتى قيل عنه أنه هو والسّماء صنوان، لقد كان الأدباء والحكماء بعد موت كونفوشيوس يستمسكون بفلسفته استمساكًا واضحًا، وانتشرت الطائفة الكونفشيّة في الصّين، ومن كان يريد أن يصل للسّلطة عليه أن يتعلم مبادئها، ونشأت المدارس العديدة لتعليم مبادئ كونفوشيوس وأصبحت المراكز العقلية والثقافية، وفي نفس الوقت نشأت طائفة القانونيين، والّذين ناهضوا آراء كونفوشيوس السّياسيّة، فقد قالوا أن الطّيبة المتمثّلة بقلوب المحكومين والمثاليّة الموجودة في الحاكمين ستعرض الدّولة للخطر، وقد أكّدوا على فكرة وجوب اتّباع الشّعب لفكرة القانون، فهو الأقدر على حكمهم، ورفضوا أن تكون التّجارة في أيدي الشّعب، بل يجب أن تحتكرها الدّولة.[٣]

وبقي هذا الصّراع بين أنصار مبادئ كونفوشيوس وبين أنصار القانونيين، حيث إنّ شي هوانج دي أمر بحرق الكتب الكنفوشيّة، وقتل كل من يحاول الاحتفاظ بها، إلى أن انقضى وقته ليتولى الحكم بعده امبراطور يدعم المبادئ الكونفوشيّة، وسلّم علماء هذا المذهب مناصب الدّولة، وأدخل آراء هذا المذهب في برامج التّعليم، وأمر الامبراطور أن تُنقش نصوص الكونفوشيّة على الحجارة ليصبح الدّين الرئيس في الدّولة، وقد كانت البوذيّة في بعض الأحيان تناهض الكونفوشيّة، ولكن ما يلبث أن يعود لها نظام الحكم، وقد كان للكونفوشيّة الفضل الواضح في تحويل النّاس من غلظة ووحشيّة إلى رقيٍّ وليونة، ولكن الصّبغة التي اتّصفت بها الكونفوشيّة حوّلت البلاد لطريقٍ جامدٍ يصعب فيه التّطور، فقد كانت قيود هذا المذهب مادية لا تهتم بالدّوافع الطّبيعية الحيويّة، ولكن هذه الحركة أذلّت المرأة وحقّرتها، وكانت بداية تأليه كونفشيوس على يد حفيده كونج جي.[٣]

المراجع

  1. "عشرة من أعظم الفلاسفة على مر التاريخ"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-18. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الكونفوشيوسية: ديانة أم فلسفة؟"، www.ida2at.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-18. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "أثر كونفوشيوس"، www.ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-18. بتصرّف.
4329 مشاهدة
للأعلى للسفل
×