بلال بن رباح
من هو أول مؤذن في الإسلام؟ إنَّ أوَّل من أُمِر بالنداء للأذان هو الصحابي الجليل بلال بن رباح، أوَّل مؤذن في الإسلام بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، أطلق عليه لقب "مؤذن رسول الله"، وقد حظيَ بشرف اختياره من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعتقه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من سيِّده في الجاهلية أمية بن خلف، وقد أبى أن يؤذِّن بعد وفاة رسول الله وطلب من أبي بكر أن يهاجر للشام للرباط في سبيل الله، فسأله: ومن يؤذِّن لنا، فأجابه وعيناه تفيضان من الدمع: والله لا أؤذن بعد رسول الله.[١]
عمرو بن أم مكتوم
هل كان عمرو بن أم مكتوم كفيف البصر؟ كان الصحابي عمرو ابن أم مكتوم أحد مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل كان اسمُه الحصين وسمَّاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله، كان كفيف البصر أذَّن بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة، وكان -عليه السلام- يكرمه فقد استخلفه يومًا على المدينة، وقيل هو الأعمى المذكور في سورة عبس.[٢]
سعد بن عائذ القرظ
من هو مؤذن الرسول في قباء؟ سعد بن عائذ القرظ هو الصحابي الذي جعله النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مؤذنًا في قباء، فلمَّا مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوقَّف بلال عن الأذان نقله أبو بكر -رضي الله عنه- إلى مسجد رسول الله -صلى الله عله وسلم- وبقي يؤذن فيه حتى مات، وتوارث عنه أبناؤه الأذان، ورويَ أنَّ الذي نقله هو عمر بن الخطاب رضي الله عنهم.[٣]
أبو محذورة
من هو مؤذن الرسول في مكة؟ أذَّن أبو محذورة بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واسمه أوس بن معير، حيثُ أذَّن بين يديه في مكة المكرمة،[٤] وقد ورد عن عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةُ مُؤَذِّنِينَ بِلَالٌ وَأَبُو مَحْذُورَةَ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ)،[٥][٦] وقد لقي أبو محذورة النبيّ -صلَّى الله عليه وسلم- ومعه نفر بطريق حُنين، فأذن مؤذن رسول الله للصلاة فأخذوا يستهزئون به.[٧]
فأرسل إليهم النبي -عليه السلام- وسألهم عن الذي ارتفع صوته فأشاروا كلُّهم إلى أبي محذورة، فأمره النبي كي يؤذن وألقى عليه الأذان، فأذن أبو محذورة وبعد أن انتهى أعطاه النبي صرة من الفضة، ومسح بيديه على ناصيته ثم أمرههما على وجهه ومن بين يديه ثم على كبده حتى بلغ سرَّته، ودعا له بالبركة، فطلب أبو محذورة أن يأمره بالأذان في مكة فأذن له بذلك.[٨]
زياد بن الحارث
ما المهمة التي قام بها زياد بن الحارث في اليمن؟ ورد أنَّ زياد بن الحارث الصدائي جاء من صداء، وهو حيٌّ في اليمن وبايع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمره النبي فأذن بين يديه،[٩] ومما ورد عنه -رضي الله عنه- أنه طلب من رسول الله -عليه السلام- أن يردَّ الجيش ويترك له دعوتهم للإسلام بعد أن عَلِم بإرساله جيشًا إلى صداء، فسمح له النبي بذلك، فكتب إليهم كتابًا، فقدم إليهم وهداهم الله إلى الإسلام.[١٠]
وبناء على ما سبق؛ نستنتج أنّ مؤذّني رسول -صلى الله عليه وسلم- أربعة: اثنان في مكة وهما؛ بلال بن رباح، وعمرو بن أم مكتوم، وواحد في مكة وهو أبو محذورة، وواحد بقباء وهو الصحابي سعد بن عائذ القرظ، وقد أضيف مؤذن خامس وهو: الحارث بن زياد -رضي الله عنه- بناء على حديث: (إن أخَا صُدَاءْ قد أَذّنَ، ومن أَذّنَ فهو يُقيمُ)،[١١] إلا أن الحديث ضعفه الألباني.
المراجع
- ↑ خالد محمد خالد، رجال حول الرسول، صفحة 64_69. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، صفحة 100. بتصرّف.
- ↑ يوسف عبد البر ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 594. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 121. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو بكر بن إسحاق الصبغي، في السنن الكبرى، عن عائشة -رضي الله عنها-، الصفحة أو الرقم:1/429، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ سراج الدين الشافعي، البدر المنير، صفحة 405. بتصرّف.
- ↑ ابن حبان ، صحيح ابن حبان، صفحة 574-575. بتصرّف.
- ↑ ابن حبان ، صحيح ابن حبان، صفحة 574-575. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير ، جامع الأصول، صفحة 406. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 531. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، عن زياد بن الحارث، الصفحة أو الرقم:255، حديث ضعيف.