من هو مؤلف كتاب لسان العرب

كتابة:
من هو مؤلف كتاب لسان العرب


من هو مؤلف لسان العرب؟

هو محمد بن جلال الدين مكرم بن نجيب الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن أبي القاسم بن حبقة بن محمد بن منظور بن معافى بن خمير بن ريام بن سلطان بن كامل بن قرة بن كامل بن سرحان بن جابر بن رفاعة بن جابر بن رويفع بن ثابت بن سكن بن عدي بن حارثة الأنصاري، من بني مالك، وقد ولد في عام (1232م-1311م) إما في مصر وإمّا في المغرب، وذُكر أنَّه عاش في العصر المملوكي.[١]


ذكر ابن منظور في مقدمة كتابه لسان العرب أنَّ سبب تأليف معجم لسان العرب هو رغبته في الحفاظ على اللغة العربية وألفاظها وأصولها، إذ إنّ المقصود من حفظ اللغة العربية حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ولا بدّ للنية الشريفة أن يتفق معها لفظ يقدر على الإعراب عنها، فلو خالف اللسان ما بداخل الإنسان لما شفعت له نيّاته الحسنة، وقد رأى ابن منظور تهافت أهل عصره على تصنيف الترجمانات في اللغات الأعجمية وعزوفهم عن لغتهم العربية، فاجتمعت الأسباب ليصنع سفينة تُشاطر سفينة نوح في إنقاذ لغة العرب، فكان ابن منظور هو صاحب كتاب لسان العرب وهو السفينة المنقذة لكثير من ألفاظ العربية.[٢]


محتوى معجم لسان العرب

بماذا دعم ابن منظور مادته العلمية؟

يمتاز كتاب لسان العرب بأنَّه موسوعة معرفية بحدّ ذاته، فقد عمل ابن منظور صاحب كتاب لسان العرب على تضمين متون كتابه كثيرًا من قصائد شعر العرب واستشهد بآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، فلم تكن فائدته معجمية فقط كغيره من المعاجم، بل علا على أقرانه فكان مفيدًا في الحياة العملية، ولم يكتف بذلك بل جاء على كثيرٍ من الأخبار والآثار وذكر تعليقات النحويين واللغويين في متن الكتاب، ويتألف الكتاب من عشرين جزءًا وكل جزءٍ يبلغ ثلاثمئة صفحة وبعضهم يزيد على هذا العدد، يتناول كتاب ابن منظور مادة الكلمة من آخرها وليس من أولها، وقد استفاد منه كثير من طلبة العلم وعلماء اللغة على حدٍّ سواء.[٣]


منهج ابن منظور في تأليف معجم لسان العرب

ما كان أسلوب ابن منظور في تأليف لسان العرب؟

اتّبع ابن منظور صاحب كتاب لسان العرب منهجًا خاصًّا استقاه من مسيرته الطويلة بين الكتب، فتلخّص بما يأتي:[٤]


  • تقسيم الكتاب إلى أبواب وفصول حسب الحرف الأخير: حيث أخذ ابن منظور هذا النهج عن صاحبه الجوهري في صحاحه، حيث جعل ابن منظور تقسيم الأبواب في كتابه حسب آخر حرف من حروف المادة الأصلية مع مراعاة الترتيب الألفبائي المعروف.


  • تضمين الكتاب لآيات القرآن الكريم: اتّبع ابن منظور في تأليف كتابه أسلوب محمد بن الأثير الجزري في كتابه النهاية في غريب الحديث والأثر، فضمّن المتن آيات من القرآن الكريم وجعل فيه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وأخبار القدماء وأشعار العظماء من أمثال امرئ القيس والجاهليين وكلام العرب الفصحاء، وأكثر من الاستشهاد بأقوال العلماء مثل سيبويه وغيره.
  • وضع الكلمات في موضعها: حاول ابن منظور في كتابه أن يضع كل كلمة في محلها فيُراعي الحروف الزائدة ويُميزها عن الأصلية حتى يستطيع الباحث الوصول إلى الكلمة بأسهل الطرق.


كيفية البحث في معجم لسان العرب

بماذا يبدأ الباحث للحصول على ضالته في لسان العرب؟

تُقسم المعاجم العربية على ثمانية وعشرين بابًا وذلك على عدد حروف الهجاء العربية الثمانية والعشرين، إذ يختصّ كل باب بحرفٍ من الحروف، والهدف من وراء البحث في المعاجم هو الوقوف على معنى اللفظة وقوفًا دقيقًا وكيفية ضبطها والتعرّف على المشتقات منها وعلى جموعها وغير ذلك، وأمَّا كيفية البحث:[٥]


  • حفظ حروف الهجاء: يلزم الباحث عن الألفاظ في معاجم اللغة العربية كافة أن يكون محيطًا بحروف اللغة على الترتيب بحيث لا يُخطئ بينها ولا بين مواضعها.
  • ردّ الكلمة إلى أصلها: ويكون ذلك عن طريق تجريدها من حروف المضارعة أو غيرها، إذ يجب عند البحث عنها أن تكون فعلًا ماضيًا مجردَا مثل يستمع أو تسميع ستصبح سمع.


  • فك التضعيف: يجب فكّ التضعيف من الكلمة المراد البحث عنها في المعجم، مثل كلمة رقّ فتكون مادتها رقق.
  • رد الحروف إلى أصلها: فلو كان البحث مثلًا عن كلمة قال فإنَّه هذه الألف في وسط الكلمة منقلبة عن واو ويجب ردها إلى أصلها فتكون قوم.
  • رد الكلمة للمفرد: ويكون ذلك حال كانت اللفظة مثنى أو جمع مثل المرتفعات، بعد ردها إلى المفرد تصبح مرتفع، وبعد تجريدها من أحرف الزيادة تصبح رفع.
  • البدء من الحرف الأخير: ذلك لأنّ معجم لسان العرب قد رُتّب حسب الحرف الأخير فمثلًا كلمة انتصار أصلا نصر فيُبحث أولًا في باب حرف الراء ثم فصل الحرف الأول وهو حرف النون.

أهمية معجم لسان العرب

كيف تجلت أهمية لسان العرب في عالم العربية؟

بلغت أهمية معجم لسان العرب حدًّا عاليًا لما له من الآثار العظيمة على المجتمع ومن ذلك:[٦]


  • جمعه للعديد من الكتب: كان لسان العرب جامعًا لأهم الكتب في علم اللغة فكان موسوعة كبرى لا غنى لدارس العربي عنها، إذ جمع ما بين كتاب تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، وكتاب المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده، ومختار الصحاح للرازي، وجمهرة اللغة لابن دريد، والنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير.
  • جمعه للعديد من أصول اللفظ: بلغ عدد المادة المجموعة في كتاب لسان العرب ثمانين ألف مادة، وهو عدد عظيم إذا ما قورن بالأصول اللغوية في اللغات الأخرى.


  • توشيح الكتاب بآيات من القرآن: حفظ ذلك الكتاب في متونه عددًا كبيرًا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والأخبار والأسعار فكان موسوعة علمية علاوة على أنَّه معجم لغوي.
  • وضع كل لفظة في مكانها: أحسن ابن منظور في كتابه لسان العرب ما بين الجمع والوضع، وقد تجاوز ما وقع به أبناء عصره الذين إن أحسنوا الوضع لم يُحسنوا الجمع وكذلك العكس.
  • اشتقاق بعض الكتب الأخرى منه: استطاع علماء اللغة بعده أن يُفهرسوا الشعراء في لسان العرب ويُحصوا أشعارهم فاشتُقّ من ذلك الكتاب كتبًا أخرى.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 275. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الفصيح. بتصرّف.
  3. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 5. بتصرّف.
  4. داود عبدد القاادر إيليغا، منهج ابن منظور في معجم لسان العرب دراسات في المعاجم العربية، صفحة 1. بتصرّف.
  5. بحث على الإنترنت، طريقة الكشف عن الكلمات في المعاجم العربية، صفحة 1. بتصرّف.
  6. عمر موسى باشا، لسان العرب المعجم اللغوي العربي الكبير في التراث العربي، صفحة 47. بتصرّف.
7249 مشاهدة
للأعلى للسفل
×