محتويات
مالك بن أنس
هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني، وأمّه العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية، وقبيلتها أزد من أشهر القبائل العربية القحطانية.
وجده هو مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري، فقد كان جدّه من كبار العلماء والتابعين، وكان ممن كتب المصاحف حين تمّ جمعها في عهد الخليفة عثمان بن أبي عفان.[١]
المولد والنشأة
اختلفت الآراء حول السنة التي وُلد فيها الإمام مالك بن أنس، فبعضها تحدثت عن مولده في السنة 90هـ، وقيل بعضها الآخر بأنّه وُلد في سنة 98هـ.
ولكن أجمعت الأغلبية على أنّه وُلد في سنة 93هـ في المدينة المنورة في عهد سليمان بن عبد الملك في قرية تقع بين قرية تيماء وقرية خيبر، وهي قرية ذي المروة.
نشأ مالك بن أنس في بيت عُرف باهتمامه بالعلم والحديث الشريف، فقد حفظ القرآن في صدر عمره، ومن ثم توجّه إلى حفظ الحديث الشريف.
وعُرف عنه الاحترام التامّ للعلم وللأحاديث النبوية حيث كان يوقّرها ويحرص على ضبطها ولا يتلقّاها وهو واقف ولا في حالة اضطراب أو ضيق، وكان ينفق المال على طلب العلم.[٢]
المكانة العلمية
يعد الإمام مالك بن أنس أحد أبرز مجتهدي الإسلام، له توجه ورؤية ومذهب مستقل في الفقه الإسلامي، تولى التدريس في المسجد النبوي في المدينة المنورة.
ولما يتماز به موقعه من توجه الناس من شتى البقاع إليه، التقى الإمام مالك بالكثير من الأئمة والفقهاء، والمحدثين، وناقشهم، وسمع منهم، وهذا أعطاه شهرة واسعة في الآفاق.
أخذ العلم عن الإمام مالك الكثير من الفقهاء المبرزين، ومن أهمهم الإمام الشافعي، الذي قرأ عليه كتاب الموطأ ولزمه إلى أن توفي، وحضر دروسه العلمية الخلفاء والأمراء ومنهم الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي حضر إلى درس الإمام مالك في المسجد، وجلس بين يديه، وسمع منه الحديث.
ويعتبر مالك بن أنس فقيهًا مسلمًا ومحدثًا، ممن وُثقت رواياتهم الحديثية، ومن أشهر مؤلفاته كتاب الموطأ الذي كان من أوائل كتب الحديث الشريف تأليفًا وأشهرها.
وهو ثاني الأئمة الأربعة، الذين انحصرت بهم المذاهب الفقهية، وقد اشتُهر بالصبر، والذكاء، والوقار، والهيبة، وكان معروفًا بعلمه الغزير وقوّة حفظه للأحاديث النبوية الشريفة فهو صاحب المذهب المالكي.[٣]
صفات وأخلاق مالك بن أنس
اتسم الإمام مالك بن أنس -رضي الله عنه- بالعديد من الصفات والأخلاق التي تبين عظيم مكانته، ورفعة منزلته، ومن هذه الصفات:[٤]
- قوة الحفظ
اشُتهر مالك بحسن استماعه وحرصه ووعيه، فقد كان يستمع إلى مجموعة من الأحاديث دفعة واحدة، ثمّ يأتي ويسمعها دون أن يخلط حديث هذا بحديث هذا.
- الصبر
عرفت عنه قوّة الصبر وتحمّل المصاعب والشدائد في سبيل تحصيل العلم، فيُروى أنّه باع خشب سقف بيته في سبيل تحصيل العلم، وكان مالك يتبع العالماء وينتظرهم حتى خروجهم من المسجد، وكان يجلس في شدّة البرد عن باب شيخه.
- الهيبة والوقار
تميّز بهيبته ووقاره بين العلماء حتى كان يهابه الحكام ويحسّون بالصغر في وجوده وحضرته.
- الفراسة والذكاء
اشتهر بقوّة فراسته وذكائه فقد قال أحد تلاميذه أنّه يمتلك فراسةً لا تخطئ.
وفاة مالك بن أنس
مرض الإمام مالك مرضًا أمهلي اثنان وعشرين يومًا فقط، ثم توفي بعدها في العام 179هـ، حيث كانت وصيته أن يُكفن في ثياب بيض، وأن تتم الصلاة عليه في موضع الجنائز، فتم تنفيذ وصيته ودفن في البقيع، وقد رثاه الكثير من الناس بعد وفاته.[٥]
المراجع
- ↑ السيوطي، تزيين الممالك بمناقب الإمام مالك، صفحة 16-20. بتصرّف.
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 802. بتصرّف.
- ↑ الزركلي، الأعلام، صفحة 257. بتصرّف.
- ↑ محمد علوي مالكي، مالك بن أنس إمام دار الهجرة، صفحة 15-19. بتصرّف.
- ↑ تحقيق محمد الأعظمي، مقدمة الموطأ، صفحة 69. بتصرّف.