من هو مايكل آنجلو

كتابة:
من هو مايكل آنجلو

الفنون التشكيلية

يطلق مصطلح الفنون التشكيلية على مجموعة من الفنون تهتم بإنتاج الأعمال الفنية الإبداعية التي يتم تذوقها من خلال حاسة البصر، ويطلق عليها أيضًا اسم الفنون البصرية أو المرئية، وقد انحصر هذا النوع من الفنون سابقًا بفن الرّسم والنّحت والعمارة على اختلاف الوسائل المستخدمة فيها وتنوعها، ثم شهدَت نهاية القرن التاسع عشر ظهور حركة الفنون والمهارات الفنية التي ضمّت إلى جانب الفنون السابقة عددًا من الفنون التطبيقية كالخزف والنجارة وتصميم الحليّ والأزياء مع ظهور بعض الأنماط الفنية التي تجمع بين الفنون التشكيلية وغيرها من الفنون المسموعة أو المنطوقة، واشتُهر على مرّ العصور وتعاقب الحضارات عددٌ من الفنانين التشكيليين الذين تركوا بصمة خالدة في تاريخ الفن التشكيلة، ومن أبرزهم مايكل آنجلو.[١]

من هو مايكل آنجلو

هو مايكل آنجلو بوناروتي، رسّام ونحّات ومهندس إيطالي، ولد في مدينة كابريزي الإيطالية سنة 1475م، وعُرِف كواحدٍ من أعظم الفنانين في عصر النهضة، فقد نال خلال حياته التي استمرت نحو 70 عامًا شهرةً منقطة النّظير في مجال الفنون التشكيلية، إضافة لكتابته الشعر أيضًا؛ ولذلك فقد كان له أكبر الأثر على فنون عصره وفنون العصور اللاحقة.[٢]

ترعرع مايكل آنجلو في فلورنسا، لكن موت والدته وهو في سن صغير أثّر في حياته، فتنقل بين عدّة بيوت بسبب انشغال والده الذي تولى في تلك الفترة عدّة مناصب حكومية، ومن تلك البيوت التي نشأ مايكل آنجلو فيها بيت رجل يعمل في مقلع للحجارة في إحدى البلدات، أخذ عنه الطفل الصغير حبّ الضرب بالإزميل والمطرقة، ثم أرسله والده ليتعلم اللغة، فلم يبدِ الغلام رغبة في العلم إلى أن اقتنع والده بإرساله ليتعلم فنون النحت، فاكتسب خبرات كبيرة ومتنوعة لدى عددٍ من النحاتين، وقد أنهى في تلك الفترة عددًا من أعماله الفنية التي نالت قبولًا واسعًا ما جعله موضع حسدِ وغيرةِ أقرانه من التلاميذ، حتى أن أحد زملائه ضربه ذات مرّة على أنفه، فشوه شكله، وهو ما يبدو دائمًا في صور مايكل آنجلو الشخصيّة.[٣]

أعمال مايكل آنجلو الفنية

كان مايكل آنجلو ممن يرون أن جسد الإنسان العاري هو الموضوع الأساسي للفن، فقد احتوت جميع أعماله من الرّسم والنحت على جسد الإنسان في مختلف الوضعيات، وكان يعطي اهتمامه الأكبر للوضعيات الدقيقة التي تتطلب مزيدًا من الجّهد والإبداع في تصويرها، وقد كان حريصًا على تحدي نفسه في إخراج أعماله بأبهى حلّة بحيث تعطي الناظر عدّة معاني.[٣]

استقى ماكل آنجلو أغلب أعماله من القصص والأساطير، وأولى المواضيع الدينية المسيحية اهتمامًا كبيرًا، فهو من الفنانيين شديدي التديّن، وهذا ما أتاح له فرصة التعرّف على عددٍ كبير من الشخصيات الدينية في زمانه من باباوات وقديسين، إضافة إلى علاقاته الواسعة مع مثقفي عصره من ذوي النفوذ الكبير والثراء الفاحش، والذين قدّموا له الدّعم الكبير خلال مسيرته الفنية.[٣]

كان لتنقّل مايكل آنجلو بين مدن إيطاليا الدور الأكبر في انتشار اسمه بين أوساط المهتمين بالفن، فبسبب بعض الأحداث السياسية انتقل إلى البندقية، ثم إلى روما، وهناك تلقّى عدّة عروض من رجال الأعمال والسفراء؛ ليقوم بنحت عدد من التماثيل من أبرزها منحوتة إله الخمر الروماني باخوس، وكان من أعظمها على الإطلاق منحوتته الشهيرة المعروفة باسم تمثال بيتتا، ومنحوتة لاوكون وأبناؤه، ثم عاد إلى فلورنسا ليتلقى عرضًا بإتمام عملٍ بدأه النحات المشهور أغسطينو دي دوكسيو قبل أربعين عامًا، وهو تمثل النبي داود الذي يعبّر عن حرية فلورنسا، والذي صار بعد ذلك أهم أعمال مايكل آنجلو على الإطلاق بسبب دقته وإتقانه رغم صعوبة الصخر الذي نُحت منه وطول المدّة التي مرّت قبل إتمام العمل، وهو ما أدى إلى قساوة الصخر وشبه استحالة العمل به، وفي تلك الفترة أنهى آنجلو رسم لوحتي العائلة المقدسة والقديس يوحنا، وعددًا آخر من أهم لوحاته الفنية.[٣]

عاد مايكل آنجلو سنة 1505م إلى روما بدعوة من البابا يوليوس الثاني الذي كلّفه بمهمة نحت ضريحٍ له؛ لكن الضريح لم يكتمل إلا بعد أربعين سنة بسبب انقطاع مايكل آنجلو عن العمل به، وتولي مهام فنية عدّة كان من أبرزها رسم وزخرفة سقف كنيسة سيستان الذي شكل تحديًا كبيرًا لآنجلو، وقد تمكّن من إنجازه خلال أربع سنوات لم ينفّذ خلالها مايكل آنجلو العمل كما طلب منه، وهو رسم تلامذة المسيح على خلفية سماوية براقة؛ بل فضّل سلوك الطريق الأصعب؛ ليثبت لجميع المنافسين الذي حاولوا مرارًا وتكرارًا التقليل من شانه أمام البابا أنّه الأحق بهذه المهمة، والقادر على إخراج سقف الكنيسة بأبهى حلّة، وهكذا قام برسم خلق الإنسان الأول، وهبوطه مع حواء من الجنة، ثم خلاصه الموعود عن طريق الأنبياء، وضمّ سقف الكنيسة ما يزيد عن 300 لوحة اقتبس مايكل آنجلو أغلب موضوعاتها من سفر التكوين أول أسفار التوراة.[٣]

عُرف مايكل آنجلو بتواضعه وعدم إسرافه في حياته الخاصة، فقد شغل كل أوقاته بالفن بمختلف أنواعه وأشكاله فقد قدّم عددًا كبيرًا من الروائع الشعرية في الحب، والتي يرى فيها كثير من النقّاد حبًّا أفلطونيًا للذكر فيما يعتبرها آخرون تعبيرًا عن حب المثيل، وقد نسج مايكل آنجلوا قصائده فيما كان يبدع في نحت ورسم عدد هائل من الأعمال الفنية، وقد تطّور فنّه في النهاية ليصبح قادرًا على القيام بمشاريع معمارية ضخمة كان من أبرزها واجهة كنيسة القديس لورينزو في فلورينسا، والتي عاد وبنا فيها مصلى جنائزيًا قبل أن يتعهد القيام بمشروع المكتبة الأنيقة في الكنيسة نفسها، وتابع بعدها إتمام تصميم قبة كاتدرائية القديس بطرس، ووضع التصاميم التي تشكل أساس ساحة كامبيدوجليو البرلمان التي أكملت لاحقا على يد آخرين.[٣]

المراجع

  1. "فنون تشكيلية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-02-2020. بتصرّف.
  2. "مايكل أنجلو – حقائق مُذهلة لا تعرفها حتماً عن الرسام والمهندس الإيطالي.. مايكل أنجلو"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-02-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "ميكيلانجيلو"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-02-2020. بتصرّف.
5093 مشاهدة
للأعلى للسفل
×