من هو مصطفى محمود

كتابة:
من هو مصطفى محمود

الفكر المعاصر

بعد قرن ونيّف من امتداد الفكر المعاصر، يجد نفسه على عتبة تطورات فكرية مختلفة، تتسارع على نحو واسع، وعلى جميع المستويات واختلاف اللغات، فالفكر الحديث أو المعاصر هو تطوير وتجديد فيما هو متأصّل، ودمجه في الواقع المعاصر، بمفاهيم تواكب العصر والمجتمع، وتحليل ودراسة ما هو قديم، وما هو جديد ليتماشى مع الواقع، ويقدم له ما ينفعه، فإنّ ذا الفكر العميق له نظرته الحادّة، فكأنّه يقلِّبُ قضايا مجتمعه بين كفّيه، فيتمحّصها، ويبيّنها ويبيّن مآلها، والفرق بين الفكر المعاصر والفكر الإسلامي المعاصر أنه متى جاء منضبطًا بالضوابط الإسلامية فيسمى بالفكر الإسلامي، ولا يخفى أن الله يأمر خلقه بأن يتفكروا، حيث قال: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}،[١] ولا شك أن هذا يدل على علو شأن المفكرين.[٢]

من هو مصطفى محمود

هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، كان مسقط رأسه عام 1921م في مصر، في محافظة المنوفية، كان من النجباء الأذكياء في مرحلته الدراسية، وكان محبا للعلوم بكافة أنواعها، وكان مع دراسته يحب العمل، فقد أنشأ معملا صغيرا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية، وقد درس الطب، وكان متخصصًا في أمراض الصدر، ولكن أعطى جلَّ وقته للقراءة والكتابة والبحث، وفضّل الميل إلى الأدب والأدباء لا إلى الطب والأطباء، ومن هذا التفرغ الذي خصصه العظيم مصطفى محمود أنه أثرى المكتبات في جميع أنحاء العالم بما لا يقلّ عن 89 كتابًا، ولم يدع فنّ ولا علم إلا وكان له يد فيه، وتنوعت كتبه بين فلسفة، واجتماع، ودين، وروايات، وقصص، وأكثرها جاءت كرحلة يرحل بين صفحاتها للبحث عن الحقائق، وعرفت كتابته بالسهولة والقوة في آن واحد، وبالتأثير والجاذبية.[٣]

قام الأديب الأريب مصطفى محمود بإنشاء مسجد في القاهرة باسمه " مسجد مصطفى محمود" عام 1979م، وكما أنه بعد أن ظهر على التلفزيون المصري صار له نصيب في الظهور على المحطات الفضائية، فوصل إلى درجة كبيرة من الشهرة والذيوع، وقد قيل عندما توقف برنامجه عن العرض في القناة المصرية أن ابنه أدهم مصطفى محمود قال: جاء قرار توقف برنامج أبيه من الحكومة المصرية إلى وزير الإعلام آنذاك صفوت الشريف، بضغوط صهيونية، لم يكن مصطفى محمود موفقًا في الحياة الأسرية، فقد تزوج مصطفى محمود مرتين، في هذين الزواجين تم الطلاق، فزواجه من الأولى استمر لمدة 12 سنة، أمّا زواجه من الثانية ما يقارب الخمس سنوات، وقد وافته المنية في عام 2009 في اليوم 31 من أكتوبر.[٣]

مصطفى محمود بين العلم والإيمان

قدم الدكتور مصطفى محمود ما يقارب 400 حلقة تلفزيونية في برنامجه الشهير العلم والإيمان، تحدث عن الله وعن معجزاته، وكان البرنامج يعرض مساء يوم الإثنين، على التلفزيون المصري، واستطاع الدكتور مصطفى محمود أن يمزج بين العجيب والغريب وقدرات هذا الكون وبين الإيمان بوجود الله -عزّ وجلّ-، فتكلم في الوجود والموجودات، وخاض في الشك بحثا عن اليقين، حتى استخلص زبدة أفكاره، وأجاب عن كثير من التساؤلات الفلسفية التي حيّرت العقول، فصار يلج في غياهب الأمور ودقائقها من ثم يخرج بإجابة ترضي العقل والروح ولا تجعلهما يختلفان، ومن أهم كتب مصطفى محمود في هذه الفترة التي كان عليها كتابه المشهور "الله والإنسان"، فأثار جدلًا كبيرًا، فتمّت مصادرة الكتاب وحظر نشره وقد اتّهم بالكفر والإلحاد، فكثيرا ما كان يشغل ذهنه عن ماهية الكون ووجود لله، وقد قرأ الكثير من الكتب، مثل البوذية والبراهمية والزرادشتية، وقضى ثلاثين عاما بين الشك واليقين بحثا عن الله، وانتهى هذا الفكر العملاق بالكاتب والمفكر والأديب الإسلامي مصطفى محمود.[٤]

مؤلفات مصطفى محمود

كتب وألّف الكاتب مصطفى محمود ما يقارب 89 كتابًا، وكل هذه الكتب متغايرة في موضوعاتها وفنونها ومجالاتها، فمنها الأدبية، والسياسية، والإجتماعية، والدينية، كما أنه أبدع في كتابة المسرحيات، فجُلّ ما كتب من المسرحيات قد مُثّل على خشبة المسرح، فمن جميل مؤلفاته:

  • الله: في رحلة فكرية يحملنا الأديب مصطفى محمود لفهم الإنسان لذات الله وكيف كانت: في الإسلام، في العبادات منذ فجر التاريخ، عند أهل العلم والفكر، وعند الذين أنكره.[٥]
  • رائحة الدم: مجموعة قصصية تأخذنا إلى العديد من المعاني الإنسانية القيمة، والرسائل المبطنة التي تتكلم عن الحرب والحب، ومعنى الطيبة، وعن الأحلام التي نرفع من سقفها، ثم ما تلبث أن تتهاوى فوق رؤسنا.[٦]
  • حوار مع صديقي الملحد: الكتاب هو مجموعة من المقالات يجمعت فيه معظم الأسئلة التي يتبناها الفكر الإلحادي، ثم يقوم بمناقشتها والرد عليها، وذلك في صورة حوار بين صديقين.[٧]
  • الطريق إلى الجحيم: هو حزن الواقع تحت مطرقة سياسات عالمية يقف حيالها بلا حول. يتطرق الكاتب إلى مواضيع شتى وهموم عالمية وعربية متفرقة، محللًا وناقدًا وكاشفًا.[٨]
  • الغابة: كتبها قبل ارتحاله من الشك إلى الإيمان، يتحدث بأسلوب شيق وسلس حول أفريقيا وعادات أهلها وما فعله الاستعمار بها، وما نقله الأوربيون عن أهلها.[٩]

أقوال مصطفى محمود

مضى أكثر من 10 سنوات على وفاة الطبيب الأديب مصطفى محمود، ولكن لم تزل مؤلفاته وصوته وكلماته تلوح في الأفق، وكما هو معلوم أن النقش على الحجر قد يمحى ولا تمحى أقوال ولا كلمات العظماء كأمثال مصطفى محمود، وهذا من بعض أقواله:[١٠]

  • أصبح التفكير الديني موضة قديمة، والعلوم الوضعية والعقول الإلكترونية أصبحت هي الأصنام العصرية.
  • خلقنا الله لعبادته وليعطينا لا ليأخذ منا.
  • إننا سجناء دقائق مفلسة، يمكن أن نعيشها سنين خصبة غنية، إذا عرفنا كيف نخرج من أسراها لنحلق في أجواء ذلك العالم الآخر.
  • الارتواء هو الذي يميت يا ولدي، أما العطش فيُحيي.
  • مركبك إلي الله هي سجادة صلاتك، بقعة الأمان الوحيدة في هذه الأرض.
  • الكراهية تكلف أكثر من الحب لأنها إحساس غير طبيعى، إحساس عكسي، مثل حركة الاجسام ضد جاذبية الارض، تحتاج الى قوة إضافية وتستهلك وقودا أكثر.
  • فليعكف كل منا على نفسه، يروضها ويربيها ويزكيها ويكافحها، فذلك هو الجهاد الأكبر الذي صنع الفرد المؤمن.
  • الصلاة الإسلامية هي رمز لهذه الوحدة التي لا تتجزأ بين الروح والجسد، الروح تخشع، واللسان يسبح، والجسد يركع.

المراجع

  1. سورة الحشر، آية: 21.
  2. "ما معنى الفكر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019.
  3. ^ أ ب "مصطفى محمود"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  4. "مصطفى محمود"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  5. "الله"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  6. "رائحة الدم"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  7. "حوار مع صديقي الملحد"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  8. "الطريق إلى الجحيم"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  9. "الغابة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  10. "إقتباسات مصطفى محمود"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
4455 مشاهدة
للأعلى للسفل
×