من هو ملك الموت

كتابة:
من هو ملك الموت

التعريف بملك الموت

اشتهر عند الناس تسمية ملك الموت باسم عزرائيل، لكنّ هذا الاسم لم يرد بدليلٍ شرعي، سواءً أكان من القرآن الكريم أم من السنة النبوية الشريفة، وإنما وصل هذا الاسم إلى الناس من خلال الاسرائيليات التي وصلت إليهم من طريق الروايات والأخبار.[١]

وإنّما الاسم الذي ذكره الشارع في القرآن والسنة هو ملك الموت بهذه التسمية، وفي ذلك قال ابن كثير في كتابه البداية: وأما ملك الموت فليس مصرّحٌ باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحاح، وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل.[١]

وظيفة ملك الموت

أوكل الله -عزّ وجلّ- مهمة قبض الأرواح لملك الموت، فقال -تعالى-: (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)،[٢] وقد أمره الله بعدما يقبض روح المؤمن أن يدفعها إلى ملائكة الرحمة.[٣]

وإذا قبض روح الكافر أن يدفعها إلى ملائكة العذاب، وهو ما ورد في قوله الله -تعالى-: (تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ)،[٤] فتأخذها الملائكة بعد ذلك وتذهب بها إلى ربّ العزة، قال -تعالى-: (ثُمَّ رُدّوا إِلَى اللَّـهِ مَولاهُمُ الحَقِّ).[٥][٣]

وذكر عكرمة أنّه رأى في بعض الصحف أنّ آدم -عليه السّلام- طلب من الله أن يريه صورة ملك الموت، فأخبره -سبحانه- أنّ ملك الموت له صورة لن يتمكن من أن يراها، وأنه سيُريه إياه بالصورة التي يأتي بها إلى الأنبياء والمصطفين من عباد الله، فأرسل له جبريل وميكائيل وملك الموت بصورة كبش أملح.[٦]

وله أربعمئة جناج، أحدها تجاوز حدّ السماوات والأرض، وآخر تجاوز حدود الأرضين، ومنها ما تجاوز حد المشرق، ومنها ما تجاوز حد المغرب، وقد أحاطت يداه كل ما في الأرض من الإنس، والجن، والحيوان، والبحر، والمحيطات، والسهول، والجبال، وغيرها من أصغر مخلوق، والذي يكاد يبلغ الخردلة في الصحراء البالغة بوسعها كالأرض إلى أعظم مخلوق.[٦]

كيف يموت ملك الموت ؟

تموت الملائكة كما يموت البشر، قال -تعالى-: (فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ)،[٧] وقد فسّر السمعاني قول الله: (إلّا ما شاء الله) بأحد قولين؛ أولهما أنهم الشهداء، وثانيها أنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت.[٨]

وذكر الكلبي إنّ الملائكة تموت جميعها، ولا يبقى إلّا هؤلاء الأربعة بعدما ينفخ الملك في الصور، ثمّ يقبض الله روح ميكائيل، ثمّ يقبض روح إسرافيل، ثمّ روح ملك الموت، ثمّ يكون آخر من يقبض الله روحه هو الملك جبريل -عليه السلام-.[٨]

ولملك الموت عيونٌ مغلقةٌ، لا يفتحها إلا فيما يحتاج به إلا فتحها، وأجنحته لا يُطلقها إلا فيما أراد أن يُطلقها، إن أراد أن يقبض روح العبد المؤمن فإنه ينشر أجنحة البُشرى، وإن كان كافراً أطلق كلاليب تتخطّفه، فلمّا رآى آدم ذلك صُعق ولم يَفِق إلّا بعد سبعة أيام من صعقته؛ من شدّة وهول ما رآى.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ناصر الدين الألباني (2010)، موسوعة العلامة الإمام مجدد العصر محمد ناصر الدين الألباني (الطبعة 1)، اليمن :مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية، صفحة 38، جزء 8. بتصرّف.
  2. سورة السجدة ، آية:11
  3. ^ أ ب أبو عمرو الداني (2000)، الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات وأصول الديانات (الطبعة 1)، الكويت :دار الإمام أحمد ، صفحة 145. بتصرّف.
  4. سورة الأنعام ، آية:61
  5. سورة الأنعام ، آية:62
  6. ^ أ ب ت شمس الدين القرطبي (1425)، التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (الطبعة 1)، الرياض :مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع، صفحة 255. بتصرّف.
  7. سورة الزمر ، آية:68
  8. ^ أ ب مازن عيسى (2016)، آراء الإمام أبي المظفر السمعاني العقدية، من خلال كتابه تفسير القرآن العزيز، السودان :جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، صفحة 452. بتصرّف.
5356 مشاهدة
للأعلى للسفل
×