من هو نيلسون منديلا

الفصل العنصري

اتفقت الدول المجتمعة في عام 1973م، بأنّ الفصل العنصري جريمة يعاقب عليها القانون الدولي في ميثاق الجمعية العامة للأمم المتحدة، فالفصل العنصري هو: الأعمال اللاإنسانية التي ترتكبها مجموعات أو فئات عنصرية، لتهيمن وتقمع مجموعات إنسانية أخرى بشكل ممنهج، وتضمنت هذه الاتفاقية مجموعة من المواد ومن أهمّها: أنّ كل إنسان له حقوق وحريات يتمتع بها دون تمييزه بسبب نوع أو لون أو عرق أو أصل، كما نوّهت بأنّ حركة التحرر لا يمكن عكس وجهتها ومقاومة مسارها، وأعلنت أنّه من واجب المجتمع الدولي المحافظة على الكرامة الإنسانية ووضع حد لجميع أساليب التمييز العنصري، ولعل نيلسون مانديلا كان من أبرز الشخصيات التي قاومت ووقفت في وجه التمييز العنصري، فمن هو نيلسون مانديلا.^[١]

من هو نيلسون مانديلا

هو نيلسون روليهلاهلا مانديلا، ولد في جنوب إفريقيا عام 1918م في ولاية ترانسكاي، وهو من قبيلة الهوسا، من عائلة تهمبو المالكة، وكان جدُّه حاكمًا لشعب تيمبو، إلا أنَّ والده لم يرث عرش أبيه فشغل منصب مستشار الملك وزعماء القبائل، عاش مانديلا مع أخويه في مسكن أمه، وكان راعيًا للماشية في طفولته، إلى أن قامت أمه التي اعتنقت المسيحية بتعميده، فحصل على اسم إنكليزي وهو نيلسون، بدأ دراسته في مدرسة تابعة للبعثة الميثودية، فدرس الإنكليزية والجغرافيا والتاريخ، إلا أنّه تعلّق بالتاريخ الإفريقي، أكمل دراسته الثانوية في معهد كلاركبري، وحصل على الشهادة، ثم انتقل إلى التعليم الجامعي، وحضر لليسانس وحصل عليه من جامعة فورت هير.^[٢]

انتقل إلى جوهانسبورغ، ودرس القانون في جامعة ويتواترسراند، من ثمَّ انضم لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، وآمن بأنّ الأفارقة عليهم الكفاح من أجل تقرير مصيرهم السياسي، وعمل على تعبئة شبابية للأفارقة المعارضين، وعند تأسيس رابطة الشبيبة للمؤتمر الوطني الإفريقي عُيِّن عضوًا في اللجنة التنفيذية، بدأ مانديلا العمل ضدَّ الفصل العنصري بعد انتخابات عام 1948م التي لا يصوت فيها غير البيض، وبعد فوز حزبٍ يحمل نزعة العنصرية العلنية، وفي عام 1950م، أصبح مانديلا رئيسًا للهيئة التنفيذية لحزب المؤتمر الوطني، واستمرّ في نضاله ضدَّ الفصل العنصري، وتمَّ القبض عليه عدة مرات، وحكم بالسجن لفترات قصيرة أكثر من مرة، ولم يمنعه ذلك عن مناهضته للعنصرية، وفي عام 1964م حُكم عليه بالسجن المؤبد، ولكن مناصريه من حزب المؤتمر الوطني لم يتوقفوا عن نضالهم، إلى أن أُفرج عنه دون قيد أو شرط في عام 1990م، وبعد أن قضى 27 عامًا في السجن، وفي نفس العام بدأ المفاوضات مع دي كليرك لإنهاء العنصرية في جنوب أفريقيا، وبعد عدة جولات من المفاوضات تم فضُّ النزاع بين الطرفين، وحصل كل من نيلسون مانديلا و دي كلارك على جائزة نوبل للسلام، وفي عام 1994م تمَّ انتخاب نيلسون مانديلا كأول رئيس أسود لدولة جنوب افريقيا، واستمر في الحكم حتى تقاعد في عام 1999م، وعاش حياة هادئة مع عائلته إلى أن أُصيب بالتهاب في الرئتين أدّى إلى وفاته في عام 2013م، عن عمر ناهز 95 عامًا، قضى معظمها مناضلًا وسجينًا لكنه لم يتخل عن حلمه.^[٢]

مقتطفات من أقوال نيلسون مانديلا

بعد الحديث عن نيلسون منديلا، وعن طفولته ونشأته ودراسته، ومن هو نيلسون مانديلا المناضل الإفريقي، الذي نال شهرة واسعة في العالم أجمع، والذي استطاع نقل بلاده وشعبه من العنصرية والتفرقة العرقية، إلى مصاف الدول الديمقراطية المتحضرة، نورد بعضًا من أقواله المشهورة.^[٣]

• لا شيء في السجن يبعث على الرضا سوى شيء واحد هو توفر الوقت للتأمل والتفكير.
• الصدق، والإخلاص، البساطة والتواضع، والكرم، وغياب الغرور، والقدرة على خدمة الآخرين وهي صفات في متناول كل نفس، وهي الأسس الحقيقية لحياتنا الروحية.
• دائما يبدو مستحيلًا حتى يفعل.
• تعلَّمت أنَّ الشجاعة ليست غياب الخوف، ولكن القدرة على التغلب عليه.
• إني أتجول بين عالمين، أحدهما ميت والآخر عاجز أن يولد، وليس هناك مكان حتى الآن أريح عليه رأسي.
• يقال إنَّما تُعرف الأمم بسجونها، إذ ينبغي الحكم على أمةٍ ما من خلال معاملتها لأدنى مواطنيها وليس لأرقاهم.

المراجع

1. ↑ "جريمة الفصل العنصري"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-1-2020. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} "نيلسون مانديلا"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-1-2020. بتصرّف.
3. ↑ "نيلسون مانديلا"، ar.wikiquote.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-1-2020. بتصرّف.