محتويات
رفيدة أول ممرضة في الإسلام
تنحدر رُفيدة الأسلميّة من قبيلة أسلم، وقيل اسمها رفيدة الأنصاريّة، كانت تداوي الجرحى، وتبذل قصارى جهدها في خدمة ضِعاف المسلمين ومرضاهم،[١] وهي امرأة صالحة،[٢] كانت لها خيمةٌ بالمسجد تعمل بها على مداواةِ الجرحى من صحابة رسول الله،[٣][٤][٥] وتَلُمّ الشّعث*، وتعتني بمن ليس له أحد،[٤]وقد كانت تُعرَف خيمتها بِخيمة رفيدة بنت سعد الأسلميّة،[٦] وقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجلب سعد بن معاذ -رضي الله عنه- إليها حين أُصيب بغزوة الخندق،[٧][٨][٩] وجعل مع سعد مجموعةً من الصحابة لتقوم على مداواتهم،[٩] وقد أَسْماها ابن سعد كُعيبة، فقال: كُعيبة بنت سعد الأسلميّة، وقد بايعت رسول الله بعد الهجرة.[٣]
خيمة رفيدة للعلاج
كانت خيمةُ رسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم- في غزوة أحد وغزوة الخندق أوّل مكانٍ يُعالج فيه المصابين إثر الغزوات، وكانت تقوم عليها رُفيدة -رضي الله عنها- فتقّدم العلاج للمرضى وتخدمهم،[١٠] وتُعَدّ هذه الخيمة أوّل مستشفى حربيٍّ متنقّل في الإسلام،[١١] وقد كانت الخيمةُ موجودةً في المسجد النبوي الشريف.[١٢]
الأعمال التي كانت رفيدة تقوم بها
اشتُهرت رُفيدة بمعرفتها بالطِّبِّ،[١٣] فقد قامت بخيمتها التي تقع في المسجد النبوي على مُداواة المُصابين والجرحى الذين كانوا يشاركون رسول الله في الغزوات من أجل نشر رسالة الإسلام بين النّاس،[١٤] فما أن يُصاب أحدُ الصحابةِ حتى يأمرَ رسولُ الله بأخذه إلى خيمتها لتقوم بمُداواة جِراحه،[١٥] ولا تقتصر على البقاء في الخيمة وحسب؛ بل تخرج إلى أرض المعركة، فتقومُ بسقايةِ الماء ومُداواة الجرحى،[١٦] وتعتني بالضائع الذي لا أحد له.[١٧]
ممرّضات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
هناك العديد من الممرّضات في زمن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ومنهم:
- الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية: كانت الشِّفاء بنت عبد الله تقوم على الاعتناء بالنِّساء المقبلات على الولادة، وتَرقي رُقية النَّملة،[١٨] وهي رُقيةٌ كانت تَرقي بها في الجاهلية، فلمَّا أسلمت أتت لرسول الله تسأله أن تبقى عليها، فلمّا عرضتها على رسول الله وافق عليها، وطَلَب منها أن تُعلّمها لحفصة.[١٩] َ
- الربيع بنت معوذ: كانت الرُّبيِّع بنت معوّذ تخرج مع رسول الله إلى الغزوات فتُداوي الجرحى،[٢٠] وتقوم بالسّقاية، وتعود بالجرحى والقتلى إلى المدينة المنورة.[٢١]
- حمنة بنت جحش: شاركت مع رسول الله في غزوة أحد، وكانت تَسقي العطشى، وتَحمل الجرحى وتداويهم.[٢٢][٢٣]
- أم سليم: كانت تخرج مع رسول الله لتداوي الجرحى، وقد روى أنس بن مالك عن رسول الله فقال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَغْزُو بأُمِّ سُلَيْمٍ وَنِسْوَةٍ مِنَ الأنْصَارِ معهُ إذَا غَزَا، فَيَسْقِينَ المَاءَ، وَيُدَاوِينَ الجَرْحَى)،[٢٤][١٨] فتخرج مع رسول الله بالغزوات من أجلِ أن تداوي المرضى، وتقوم على الجرحى، وتنقل الماء على ظهرها.[٢٥]
- أم سنان الأسلمية: أتت لرسول الله يوم خيبر واستأذنته من أجل الخروج معه، لتداوي المرضى والجرحى، فأذن لها رسول الله بذلك فخرجت.[٢٦][٢٧]
_______________________________________
الهامش
* لمّ الشّعث: أي جمع شمل المتشتّتين بعد تفرّقهم بالضّياع.[٢٨]
المراجع
- ↑ عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 111، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ ابن حزم الأندلسي (1900)، جوامع السيرة وخمس رسائل أخرى لابن حزم (الطبعة الأولى)، مصر: دار المعارف، صفحة 194. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن حجر العسقلاني (1326)، تهذيب التهذيب (الطبعة الأولى)، الهند: مطبعة دائرة المعارف النظامية، صفحة 418، جزء 12. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد غلوش (2004)، السيرة النبوية والدعوة إلى الله في العهد المدني (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 463. بتصرّف.
- ↑ أحمد الزيات، مجلة الرسالة، صفحة 30، جزء 254. بتصرّف.
- ↑ أحمد غلوش (2004)، السيرة النبوية والدعوة إلى الله في العهد المدني (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 463. بتصرّف.
- ↑ أحمد كرمي (1427)، الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار السلام، صفحة 197. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر (1992)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الجيل، صفحة 1838، جزء 4. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، صفحة 1280، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ طارق حجار (2003)، تاريخ المدارس الوقفية في المدينة المنورة (الطبعة مئة وعشرون)، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 478. بتصرّف.
- ↑ مصطفى السباعي (1999)، مقتطفات من كتاب من روائع حضارتنا (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الوراق، صفحة 221. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار (1425)، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم (الطبعة العاشرة)، الرياض: مدار الوطن للنشر، صفحة 410. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، صفحة 1554، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ ماجد الوبيران (6-6-2011)، "رفيدة الأسلمية أول ممرضة في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2021. بتصرّف.
- ↑ مصطفى السباعي (1999)، المرأة بين الفقه والقانون (الطبعة السابعة)، بيروت: دار الوراق، صفحة 121. بتصرّف.
- ↑ محمد إمام (2009)، صلاح البيوت في جهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم (الطبعة الأولى)، مصر: مطبعة السلام، صفحة 343. بتصرّف.
- ↑ تقي الدين المقريزي (1999)، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 248، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، صفحة 1283، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر (1992)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الجيل، صفحة 1869، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ عز الدين ابن الأثير (1989)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت: دار الفكر، صفحة 107، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 328، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 71، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ أبو نعيم الأصبهاني (1998)، معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن، صفحة 3292، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1810، صحيح.
- ↑ عمر الأشقر (2012)، التقوى «تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها» (الطبعة الأولى)، الأردن: دار النفائس، صفحة 131. بتصرّف.
- ↑ عبد الله العفيفي (1932)، المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها (الطبعة الثانية)، المدينة المنورة: مكتبة الثقافة، صفحة 39، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ ابن سعد (1968)، الطبقات الكبرى (الطبعة الأولى)، بيروت: دار صادر، صفحة 292، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ "تعريف ومعنى الشعث في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2021. بتصرّف.