أسماء بنت أبي بكر: ذات النطاقين
ذات النطاقين هي الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-، ولدت قبل أربعة عشر عامًا من بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم،- وتعود أصولها إلى نسب مشرف فهي ابنة الصديق أبو بكر -رضي الله عنه- خليفة المسلمين، وأول من أسلم من الرجال، وثاني اثنين في الغار.
أطلق عليها لقب ذات النطاقين بعد أن شقّت خمارها نصفين، وكلمة نطاقين تشير إلى نصفين، لتعد للرسول صلى الله عليه وسلم سفرته في أحد النطاقين وقربته في النصف الآخر، وكانت أسماء تزوّد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وصاحبه أبا بكر الصديق بالماء والطعام في طريقهم للهجرة إلى المدينة المنورة.[١]
التعريف بذات النطاقين
هي ابنت الصديق صاحب النبي في الغار، وأخوتها هم الصحابة -رضوان الله عليه-: عبد الله بن أبي بكر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وأم المؤمنين عائشة زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتزوجت من أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو الصحابي الزبير بن العوام، وأنجبت أول مولود للمهاجرين في المدينة المنورة وهو عبد الله بن الزبير.
اعتنقت أسماء رضي الله عنها الإسلام بعد سبعة عشر شخصًا، وكان ذلك بعد أن عاد أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى بيته مشرق الوجه مبتسمًا مستبشرًا بنبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبشّر ذويه بصدق نبوة محمد الأمين صلى الله عليه وسلم، وأعلن إسلامه على الملأ، وأصبحت أسماء رضي الله عنها راوية للحديث، فنقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وخمسين حديثاً.
توفيت ذات النطاقين رضي الله عنها في شهر جمادى الأولى، وكانت آخر المهاجرين، وكان عمرها آنذاك ثلاثة وسبعين عاماً.[٢]
صفات أسماء
اتصفت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بالسخاء وطيبة النفس، وكثرة التصدّق، ووصفها زوجها بأنها ذات جود، ومتواضعة، كما كانت تشتهر بعلمها، وعرفت بصبرها وتضحيتها للإسلام.
كانت أسماء شجاعة قوية وقد أشارت إلى ابنها عبد الله بن الزبير أن لا يتراجع عن صموده في وجه الحجاج عندما انتهك حرمة بيت الله الحرام، وكانت نصيحتها هذه رغم أن النتيجة محتومة، فكانت الشهادة لعبد الله في تلك الحادثة.[٣]
المراجع
- ↑ ابن الأثير، أبو السعادات، جامع الأصول، صفحة 145. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير، أبو الحسن، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن رأفت الباشا، صور من حياة الصحابيات، صفحة 50-56. بتصرّف.