العصر الأموي
يبدأ العصر الأموي سنة 40هـ، وينتهي في 132هـ، يقابله في التقويم الميلادي 660 إلى 750، ويعود نَسَب الأمويّين إلى أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، فبني أميّة يعود نسبهم إذًا إلى قبيلة قريش، بل وهم من كبرى أُسر قريش، ومن ساداتهم أبو سفيان بن حرب وهو صحابي ووالد صحابي وهو معاوية بن أبي سفيان وهو أوّل خلفاء الأمويين، وفي هذا العصر كان الأدب والشعر في أوجه، وكان في هذا العصر الشعراء العذريين الذين كان منهم قيس المُلقّب مجنون ليلى التي هي ليلى العامرية، وسيقف هذا المقال مع قصة ليلى العامرية وحبها لقيس وحب قيس لها.[١]
ليلى العامرية
اسمها ليلى العامرية، ولدت في عصر الخلافة الراشدة سنة 28هـ، وتنتمي لقبيلة هوازن إحدى القبائل العربية المشهورة، وهي ابنة عم الشاعر المعروف قيس بن الملوح التي عشقها وكتب فيها قصائد من عيون الشعر العربي، عاصرت من الحكّام الأمويين مروان بن الحكم وابنه عبد الملك بن مروان، وقد كانت أصغر من ابن عمّها قيس بأربع سنوات، وعندما كانا صغيرين كان كلّ منهما يرعى ماشية أهله، وعندما كبرا حُجبت عنه، وعندما طلبها قيس للزواج رفض أهلها لأنّه قد شبّب بها؛ أي: قد قال فيها قصائد غزل وصرّح باسمها، وكانت هذه عادة العرب حينها، فهام قيس على وجهه في البراري وسُميّ بالمجنون ليس لأنّه مجنون، ولكن لأنّه قد هام في حبّها وغرامها حدّ الجنون، وكانت ليلى العامرية أيضًا شاعرة مُجيدة، وممّا قالته من شعر في قيس:[٢]
تقول: كلانا مُظهِرٌ للنّاس بُغضًا
- وكُلٌّ عند صاحبه مَكينُ
وأيضًا قولُها:
نفسي فداؤكَ لو نفسي ملَكتَ إذًا
- ما كان غيرك يجزيها ويرضيها
وكذلك قولها:
أُخبِرتُ أنَّكَ من أجلي جُنِنتَ وقد
- فارقتَ أهلَكَ لم تعقل ولم تفقِ
قصة قيس وليلى
بعد أن انتشرت قصة قيس وابنة عمه ليلى العامرية رفض أهل ليلى تزويجهما من بعض؛ وذلك لأنّ قانون العرب آنذاك هو أنّ العاشق يجب ألّا يتزوّج بمعشوقته التي قال فيها شعرًا وقد صرّح باسمها، وهذا ما يُسمّى بالتّشبيب، فرُفض قيس ابن عمّها وصديق طفولتها حين كانا يرعيان بُهُم والديهما قرب جبل التوباد، وعندما كبرا وتعلّق كلّ منهما بالآخر قرّر أهلهما أبعادهما عن بعض، وبعد رفض قيس تقدّم شابّ اسمه ورد من الطائف لخطبتها، فوافق أهلها ليضمنوا بذلك إبعادها عن قيس نهائيًّا، فجُنّ جنون قيس عندما وصله ذلك النّبأ، فهام على وجهه في البراري يأنس بالوحوش ويستوحش من البشر، فحينًا يُرى بالشّام، وحينًا آخر في الحجاز، وفي نجد وغيرها من الأماكن الأخرى التي كان يرتادها، وفي نهاية الأمر عُثر عليه ميتًا بين أحجار في الصحراء، ويُروى أنّ قيسًا قد لقي وردًا بعد زواجه من ليلى العامرية وقد جلس مع قومه يتدفّؤون حول النار، فخاطبه قيسٌ قائلًا:[٣]
بربّك هل ضممتَ إليكَ ليلى
- قُبيل الصّبح أو قبّلتَ فاها
وهل رفّت عليكَ قُرون ليلى
- رفيف الأقحوانة في نداها
كأنّ قرنفلًا وسحيقَ مِسكٍ
- وصوبَ الغانياتِ شمَلْنَ فاها
فقالَ له ورد: اللهمّ إذا حلّفتني فنعم، فقبض قيس بيديه على النار ولم يدعها حتى سقط مغشيًّا عليه، وهذا باختصار ما يمكن قوله حول ليلى العامرية وحبيبها قيس بن الملوح.[٣]
المراجع
- ↑ "الدولة الأموية .. وقفة إنصاف"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "ليلى العامرية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "قيس بن الملوح"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-01-2020. بتصرّف.