من وضع علم النحو

كتابة:
من وضع علم النحو

واضع علم النحو

ذكر بعض المستشرقين أنّ علم النحو منقول من لغة اليونان؛ وذلك لأنّه ظهر في العراق بعد أن اختلط العرب بالسريان وأخذوا من ثقافتهم، وقال آخرون أنّ علم النحو نشأ عند العرب أولاً، وأنّ كتاب سيبويه لا يحتوي سوى ما ألّفه هو ومن سبقوه، وقد تعلّم العرب من السريان شيئاً من النحو عندما قاموا بالاطّلاع على الفلسفة اليونانية في العراق، ودليلهم على ذلك، أنّ سيبويه في كتابه قسّم الكلمة إلى اسم، وفعل، وحرف، أمّا في الفلسفة اليونانية فالكلام ينقسم إلى اسم، وكلمة، ورباط، وتُرجمت هذه الكلمات من اليونانية إلى السريانية، ومن السريانية إلى العربية؛ فسمّيت كذلك في كتب الفلسفة وليس في كتب النحو، أمّا الكلمات (اسم، وفعل، وحرف)؛ فهي مصطلحات عربية لم تخضع للترجمة أو النقل.[١]


وقد اختلف العلماء في الواضع الأول لعلم النحو؛ فقال الأنباري والقفطي هو الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال آخرون أبو الأسود الدؤلي رضي الله عنه، وقيل إنّه نصر بن عاصم الليثي، أو عبد الرحمن بن هرمز، والأرجح هو أنّ الإمام عليّ بن أبي طالب أوّل من وضع علم النحو للّغة العربية، وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي ذلك،[١] وقد استُمِدَّ علم النحو من الشواهد النحوية العربية؛ وأولى هذه الشواهد القرآن الكريم، ثمّ الحديث الشريف، ثمّ كلام العرب المتمثّل في النثر والشعر.[٢]


سبب وضع علم النحو

دخل أبو الأسود الدؤليّ على عليّ بن أبي طالب، فوجد معه رقعة؛ فسأله عنها؛ فقال له إنّه اطّلع على كلام العرب، وقد وجد أنّ كلام الأعاجم -غير العرب- اختلط بكلام العرب وأفسده، وأنّه يرُيد وضع مرجعٍ يعتمد عليه النّاس في كلامهم، وكان قد كتب على الرقعة (الكلام كلّه اسمٌ وفعلٌ وحرف)، فالاسم يدلّ على المسمّى، والفعل على ما أنبأ به، والحرف ما يُفيد المعنى، وأخبر أبا الأسود الدؤلي بأن ينحو هذا النحو، ويُضيف إليه ما يعرفه؛ فأضاف أبو الأسود بابي العطف والنعت، وبابي التعجب والاستفهام، وعندما وصل إلى باب إنّ وأخواتها عرضها على عليّ، فأمره بضمّ (لكنّ)، وعندما انتهى أبو الأسود من وضع النحو، قال له عليّ (ما أحسن هذا النحو الذي قد نحوت)؛ لهذا سمي بعلم النحو.[١]


تعريف علم النحو

علم النحو هو العلم الذي يبحث قواعد تكوين الجملة وقواعد الإعراب، وهذا يعني أنّ علم النحو يعرض الضوابط والأصول العامّة اللازمة لتأليف جملة، كما يبحث الآثار التي تتخذها الكلمة تبعاً لموقعها ووظيفتها في الجملة؛ فمثلاً إذا أردنا تأليف جملة ندبة؛ فإنّ علم النحو يقدّم أدوات الندبة، مثل: (وا)، ويُخبر أنّ المندوب يكون آخره مضموماً إذا كان مفرداً معرفة؛ فنقول (وا محمّدُ)، وعليه فيتمثّل الإعراب في القول أنّ (وا): هي أداة ندبة لا محلّ لها من الإعراب، و(محمّدُ): مندوب مبنيّ على الضم.[٣]


أهمية علم النحو

يُمكن تلخيص أهمية علم النحو في الآتي:[٤]

  • القدرة على التكلّم باللغة العربية الفصحى.
  • فهم كلام العرب والتعرّف على تراثهم الثقافيّ.


المراجع

  1. ^ أ ب ت محمد الطنطاوى، نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 21 - 25.
  2. أمين السيّد (1994م)، في علم النحو (الطبعة السابعة)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 14، جزء أول.
  3. عبد الهادي الفضلي (1980م)، مختصر النحو (الطبعة السابعة)، جدة - المملكة العربية السعودية : دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 5.
  4. عبد الهادي الفضلي (1980م)، مختصر النحو (الطبعة السابعة)، جدة - المملكة العربية السعودية : دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 7.
5856 مشاهدة
للأعلى للسفل
×