من يملك مفتاح الكعبة

كتابة:
من يملك مفتاح الكعبة

من هم السدنة حَمَلة مفاتيح الكعبة؟

السدانة؛ هي الحجابة، وسدانة البيت حجابته، والحاجب يقال له: السادن.[١]


ومن يتولى السدانة والحجابة يشرف على شؤون الكعبة بما تحتاج إليه من نظافة، أو كسوة أو عناية، ويكون مفتاح الكعبة بحوزته وملكه، لا يفتح بابها في المواسم إلا هو، وهو الذي يغلقها،[٢] ويشرف على تجديد كسوتها، ويكون معه خدم يوليهم الحاكم يعملون على تنظيف البيت وخدمته والقيام بشؤونه، ووظيفة السادن، مستقلة عن سائر وظائف الكعبة، وعن سائر شؤونها.[٣]


متى بدأت سدانة الكعبة؟

إنّ إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام- هو أول من سدن الكعبة، وأورثها من بعده لابنه نابت، فلما كبر نابت، وعجز عن السدانة، وكان أبناؤه صغاراً، جعلها في أخواله من بني جرهم، فبقيت فيهم دهرا طويلا.[٤]


ثم آلت السدانة في خزاعة، وكانت حُبيّ بنت حُليل قد تزوجها قصيّ بن كلاب، وقد ثقل أبوها عن السدانة، فأسندها إلى ابنته، بكفالة أبي غُبشان، فمكر قصي بأبي غبشان، فسقاه حتى اختمر، واشترى منه مفتاح الكعبة بإبريق خمر، وجمل قعود، فثارت خزاعة على قصي، فلم تظفر منه، ثم جعل قصي السدانة لابنه عبد الدار.[٥]


وظلت السدانة في بني عبد الدار حتى فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكعبة، وكان المفتاح عند عثمان بن طلحة، ففتح الكعبة، وأعاده إلى عثمان ثم صار إلى ولده شيبة، فهي في بني شيبة إلى اليوم.[٦]


وقد توالت على سدانة الكعبة قبائل، فإن استقاموا بقي الأمر فيهم، فإن بدلوا وغيروا واستكبروا سلبها الله منهم، وقيل إن أمر الكعبة كان في طسم وهي من العرب البائدة، فلما ظلموا جعلها في جرهم، فظلموا وبدلوا، فجعلها في خزاعة، فغيروا أمر الله -تعالى- فنزعها منهم، وجعلها في قريش، وهي فيهم إلى يومنا هذا.[٧]


سدانة الكعبة في الوقت الحاضر

ما زالت سدانة الكعبة حتى يومنا الحاضر في يد بني شيبة، يتوارثون ذلك جيلاً بعد جيل، ويكون الميراث في ذكورهم، ولا يشترط أن يكون الوارث ابنا لمن سبقه، حيث الاعتماد في ذلك حسب السنّ، ويشرف السادن على العناية الكاملة بالكعبة، واالقيام على شؤونها، ولا يزال مفتاح الكعبة مع بني شيبة، يفتحون بابها في العالم مرتين، من أجل تطهيرها وتطييبها.[٨]


أما مفتاح الكعبة فهو مصنوع من الحديد، يبلغ طوله 35سم، يتغير هذا المفتاح على مرّ العصور، كلما تغير تجديد البناء، أما الكسوة، وإن كان المسؤول عنها اليوم هو مصنع كسوة الكعبة إلا أن تغيير الكساء لا يتم إلا بوجود السادن، ولا يتم تغيير الكسوة أو فتح الباب إلا بوجود هذا السادن، ويحظى آل شيبة بمكانة رفيعة بين الناس، من أجل هذه الوظيفة الشريفة.[٨]


وقد خصصت الدولة السعودية في كل عام، مبلغ ستين ألف ريال، يدفع إلى آل شيبة قبل موعد كسوة الكعبة وتطييبها، حيث يقوم بنو شيبة بشراء الطيب الفاخر، والذي يدوم من الغسلة إلى الغسلة.[٨]


خلاصة المقال: السدانة؛ تعني خدمة الكعبة، والقيام على شؤونها، وهي مهنة قديمة، منذ آلاف السنين، بدأت بإسماعيل -عليه السلام- وبقيت فيهم حتى يومنا الحاضر، يشرف السادن في أيامنا على تغيير كسوة الكعبة، وهو من يقوم بفتح الباب، حيث يفتح الباب في العام مرتين؛ من أجل تطييب الكعبة وتطهيرها، ويبقى مفتاح الكعبة محفوظا مع السادن، مفتاح الكعبة مصنوع من الحديد، ويبلغ طوله 35 سم.


المراجع

  1. القاسم بن سلام (1384)، غريب الحديث (الطبعة 1)، حيدر آباد الدكن:مطبعة دائرة المعارف العثمانية، صفحة 237، جزء 1. بتصرّف.
  2. النووي، المجموع، صفحة 475، جزء 7. بتصرّف.
  3. توفيق برو (1422)، تاريخ العرب القديم (الطبعة 2)، صفحة 180. بتصرّف.
  4. أبو البقاء الحلي (1984)، المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية (الطبعة 1)، عمان :مكتبة الرسالة الحديثة، صفحة 305. بتصرّف.
  5. ابن كثير (1418)، البداية والنهاية، صفحة 244، جزء 3. بتصرّف.
  6. العصامي (1419)، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية ، صفحة 267، جزء 2. بتصرّف.
  7. ابن الجوزي (1415)، مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن (الطبعة 1)، القاهرة:دار الحديث، صفحة 258. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت الراية القطرية (16/4/2013)، "سدانة الكعبة .. شرف يتوارثه الشيبيون"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 3/9/2021. بتصرّف.
5221 مشاهدة
للأعلى للسفل
×