مناسك العمرة خطوة بخطوة

كتابة:
مناسك العمرة خطوة بخطوة

الإحرام

ما هي المواقيت المكانية للإحرام؟ الإحرام من الأمور التي يجب على المعتمر القيام بها أثناء أداء مناسك العمرة، والإحرام يبدأ من الميقات، ويقسم الإحرام من الميقات إلى قسمين:

الميقات الزماني للإحرام بالعمرة

وفي بيان الميقات فإنه لا ميقات زماني في العمرة، فالمسلم يستطيع أداء العمرة في كل وقت من أيام السنة بدون الالتزام بأشهر أو أيام معينة، فجميع السنة وقت عمرة، ويُستثنى منه وقت إحرام الحج فقط.[١]

وفي بيان ذلك ما ورد عن قتادة عن أنس أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قد اعتمر طوال حياته أربع عُمر، وكانت هذه العُمر كلها في شهر ذي القعدة إلا واحدة قام بها -عليه الصلاة والسلام- مع حجته،[١] ولم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كراهة القيام بأداء مناسك العمرة في أيام التشريق أو في يوم النحر أو يوم عرفة.[١]

الميقات المكاني للإحرام بالعمرة

هو ذاته ميقات الحج، حيث يجب على المعتمر أن يبدأ مناسك عمرته منها، ويختلف باختلاف الجهة التي يأتي منها المعتمر، وهذه المواقيت تتضمن أهل الجهات ولمن مر بها أو سار منها أو حاذاها جواً، وهذه المواقيت وبيانها كما يأتي:[٢]

  • ذو الحُلَيْفَة: وهو ميقات أهل المدينة ومن جاء منها، وبينها وبين مكة تسع مراحل، ويعد ميقات ذو الحليفة من أبعد المواقيت عن مكة.
  • يَلَمْلَم: وهذا ميقات أهل اليمن وتهامة والهند، والمقصود بيلملم هو جبل صغير على بعد مرحلتين من مكة.
  • قَرْن المنازل: وهو ميقات أهل نجد والحجاز، وقرن المنازل جبل مشرف على جبل عرفات وهو على بعد مرحلتين منه.
  • ذاتُ عِرْق: وهذا ميقات أهل العراق وسائر أهل المشرق، وذات العرق قرية على بعد مرحلتين من مكة، وقد سميت بذلك الاسم لوجود جبل فيها يسمى عِرقاً يشرف على وادي العقيق.
  • الجُحْفَة: وهي ميقات أهل الشام ومصر، وهي ميقات لكل من مرّ عليهما وهو ليس أهلها، وقد أبدلت في الوقت الراهن برابغ.

وأما بالنسبة لأهل مكة فميقاتهم الحرم، والدليل على هذه المواقيت ما روي عن عبد الله بن عباس أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (وَقَّتَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لأهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِ أهْلِهِنَّ لِمَن كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فمَن كانَ دُونَهُنَّ، فَمُهَلُّهُ مِن أهْلِهِ، وكَذاكَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْها).[٣][٢]

لبيك اللهم عمرة

إنّ التلبية سنة قولية وعلى المعتمر أن يأتي بها في قلبه، وله أن يقولها بالوقت الذي يدخل به للإحرام،[٤] والتلبية ليست دعاءً يقوله المعتمر عند دخوله بأداء مناسك العمرة، وإنما يقصد بها توجه نية العبد فيقول: "لبيك اللهم عمرة, لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك".[٥]

ومن الأمور التي يستحب للمحرم القيام بها:[٦]

  • يستحب لمن أراد الإحرام أن يغتسل.
  • يستحب لمن أراد الإحرام أن يتطيب.
  • يستحب لمن أراد الإحرام أن يلبس ثوبين أبيضين ويمسيان بالإزار والرداء.

للتعرف أكثر إلى كيفية الإحرام يمكنك الاطلاع على هذا المقال: كيفية الإحرام للعمرة

الطواف حول الكعبة

ما هي الأمور التي يجب مراعاتها بالطواف حول الكعبة؟

  • يجب على المعتمر أن يقوم بالطواف من وراء الحجر؛ لأنه جزء من الكعبة، فإن قام المعتمر بالطواف غير ذلك، لم يقبل له الطواف حول الكعبة.[٧]
  • يجب على المعتمر أن يقوم بالطواف في مكانه المخصص لذلك وهو داخل المسجد الحرام.[٧]
  • يجب على المعتمر أن يقوم بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط لا يجزئها ولا يقلل منها.[٧]
  • يجب على المعتمر أن يتمتع بالطهارة من الحدث والخبث وستر العورة وهذا من شروط الطواف.[٨]
  • يجب على المعتمر أن يجعل البيت على يساره.[٨]
  • يجب على المعتمر أن يوالي بين الموالاة.[٨]

تنبيه: سنة الاضطباع: وهي سنة من سنن الطواف للرجال، وهي أن يتوشَّح الرجل بردائه بشكل كامل ويخرجه من تحت إبطه الأيمن، ويلقيه بعد ذلك على منكبه الأيسر، ومن ثم يغطيه، وبذلك يكون قد أبدى منكبه الأيمن.[٩]

ومن صفة الطواف أن يدخل المعتمر المسجد الحرام، ويقصد الحجر الأسود ويلمسه ويقبله، فإن لم يستطع إلى ذلك سبيلا حاول أن يلمسه بعصا أو مسواك وعليه أن يحذر وينتبه من أن يؤذي أحدا، فالمعتمر إذا رأى الطواف يسيرا واستطاع أن يقترب منه ويلمسه دون أن يشكل عليه خطرا كان له ذلك، وإن لم يستطع وكان الزحام مؤذي للمعتمر وغيره، فلا يقبل ولا يقوم بلمس الحجر.[١٠]

صلاة ركعتي الطواف

ما هي الآيات التي تُقرأ قبل أداء ركعتي الطواف وأثناء أداء صلاة الطواف؟

  • يسنّ للمعتمر قبل القيام بأداء ركعتي الطواف أن يقوم بقراءة قوله -تعالى-: (وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).[١١][١٢]
  • يقوم المعتمر بأداء صلاة الطواف ركعتين، فيقرأ بالركعة الأولى سورة الفاتحة ومن ثم يقرأ سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية يقرأ الفاتحة ومن ثم يقرأ بعدها سورة الإخلاص.[١٢]

وأما في حكم صلاة ركعتي الطواف؛ فهي سنة مؤكدة ولا حرج فيما لو تركها المعتمر أو الحاج فطوافه صحيح، إلا أنه لا ينبغي للمسلم تعمد تركها، بل ينبغي عليه المحافظة عليها وأن يحرص على القيام بها بعد ذلك في أي مكان من المسجد الحرام، وإذا فعلها بعد السعي لا حرج في ذلك.[١٣]

السعي بين الصفا والمروة

كيفية أداء السعي بين الصفا والمروة ومن أين يبدأ المعتمر؟ ومن واجبات السعي بين الصفا والمروة ما يأتي:[١٤]

  • يجب على المعتمر أن يبدأ سعيه من الصفا.
  • يجب على المعتمر أن ينهي سعيه ويختم بالمروة.
  • يجب على المعتمر أن يعلم ويقوم بأداء عدّ السعي شوط واحد من الصفا إلى المروة، وبذلك يكون شوطا واحدا.
  • يجب على المعتمر أن يعلم ويقوم بعدّ سعيه من المروة إلى الصفا هذا شوط ثان، وهكذا فالمقصود بسبعة أشواط، أن يبدأ الساعي من الصفا ويختم بالمروة.

ما هي سنن السعي بين الصفا والمروة؟ ومن سنن السعي بين الصفا والمروة ما يأتي:[١٥]

  • أن يوالي المعتمر في طوافه وسعيه، بمعنى ألا يترك وقتا طويلا بين الأشواط، أو بين السعي من الصفا إلى المروة.[١٢]
  • أن يقرأ المعتمر في سعيه قوله -تعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ).[١٦][١٢]
  • أن يكبر المعتمر في السعي بين الصفا والمروة، وباتفاق جمهور الفقهاء بأنه يندب للمعتمر بعد أن يصل إلى المروة ويرى الكعبة أن يقوم المعتمر بالدعاء ويهلل ويكبر ثلاثا فيقول: "اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا".[١٧]
  • أن يستقبل المعتمر البيت وهو واقف على الصفا والمروة، وأن يكون متجها أمامه.
  • أن يجتنب المعتمر النجاسة.
  • أن يستر المعتمر العورة بين الصفا والمروة.
  • أن يدعو المعتمر وهو رافع يده.
  • أن يسعى المعتمر للطهارة من الحدث الأكبر والأصغر.
  • أن يسعى المعتمر سعيا شديدا من الرجال دون النساء إلى العلمين الأخضرين.
  • أن يسعى المعتمر أن تكون الأشواط متصلة لا منفصلة فلا يفصل بينها؛ لأنه من الراجح أن الموالاة لا تشترط ولكن الأحوط والأصح الموالاة.
  • أن يقوم المعتمر بالدعاء وذكر الله وهو يسعى بين الصفا والمروة.

تنبيه: وقد ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا انتهى من طواف القدوم شرب من ماء زمزم وارتوى منه، وإذا انتهى من طواف الإفاضة وركعتي الطواف، شرب من ماء زمزم وصبّ على رأسه، وللمسلم أن يقتدي بفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-،[١٢] وإن من آداب الدعاء التي على المسلم أن يتمتع فيها عند الدعاء في العمرة، أن يستقبل الكعبة وقت دعائه، ويتذلل إلى الله في طلبه عسى أن تُقبل دعوته.[١٨]

الحلق أو التقصير

أيهما أفضل الحلق أم التقصير في العمرة؟ الحلق أفضل من التقصير في العمرة والحج، وذلك لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما دعا للمحلقين بالمغفرة والرحمة ثلاث مرات ودعا للمقصرين رؤوسهم مرة واحدة، وعليه فكان الحلق أفضل للمعتمر إلا في حالة واحدة، وهي أن تكون العمرة قريبة من موعد الحج، فيستحب للمسلم أن يقوم بالتقصير في العمرة والحلق في الحج.[١٩]

ما هو حكم من نسي الحلق أو التقصير في العمرة؟ في حال تذكر المعتمر أنه لم يقم بالحلق أو التقصير، فعليه في الوقت الذي انتبه فيه إليه حتى وإن كان قد طاف وسعى أن يخلع ثيابه ومن ثم يحلق أو يقصر، ويفعل ذلك حتى بعد أن يحرم، وأما إن بقي مرتديا ملابسه جهلاً منه وعدم معرفته بضرورة قيامه بذلك الفعل، فلا بأس عليه في ذلك، ويكون قيامه بالحلق أو التقصير صحيحا.[٢٠]

هل يختلف أداء العمرة للرجال عنها للنساء؟ لمعرفة ذلك يمكنك الاطلاع على هذا المقال: كيفية أداء العمرة للنساء

المراجع

  1. ^ أ ب ت سعاد زرزور، كتاب فقه العبادات على المذهب الحنبلي، صفحة 491. بتصرّف.
  2. ^ أ ب نجاح الحلبي، كتاب فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 182. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1526، حديث صحيح.
  4. ابن باز، كتاب مجموع فتاوى ابن باز، صفحة 77. بتصرّف.
  5. ابن عثيمين، كتاب دروس للشيخ العثيمين، صفحة 4. بتصرّف.
  6. المقدسي عبد الرحمن، كتاب الشرح الكبير على المقنع ت التركي، صفحة 135. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية، صفحة 184. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت أحمد بن تركي المالكي، كتاب خلاصة الجواهر الزكية في فقه المالكية، صفحة 47. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية، صفحة 188. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 250. بتصرّف.
  11. سورة سورة البقرة، آية:125
  12. ^ أ ب ت ث ج سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 327. بتصرّف.
  13. ابن باز، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 466. بتصرّف.
  14. ابن باز، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 12. بتصرّف.
  15. سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 328. بتصرّف.
  16. سورة سورة البقرة، آية:158
  17. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 215. بتصرّف.
  18. ماهر بن عبد الحميد بن مقدم، شرح الدعاء من الكتاب والسنة، صفحة 51. بتصرّف.
  19. عبد الله بن محمد البصيري، كتاب الحج والعمرة والزيارة، صفحة 230. بتصرّف.
  20. ابن باز، كتاب مجموع فتاوى ابن باز، صفحة 436. بتصرّف.
6375 مشاهدة
للأعلى للسفل
×