مواضع نصب الفعل المضارع بأن المضمرة

كتابة:
مواضع نصب الفعل المضارع بأن المضمرة


نصب الفعل المضارع بأن المضمرة

يُنصب الفعل المضارع بأن المضمرة في ستِ حالات كالآتي:

بعد لام التعليل

الأمثلة:
المثال
المثال مع أن المضمرة
جلستُ لأستريحَ.
جلستُ لأن أستريحَ.
يجتهدُ الطالب لينجحَ.
يجتهدُ الطالب لأن ينجحَ.
بنيتُ بيتاً لأسكنَ فيه.
بنيتُ بيتاً لأن أسكنَ فيه
حضرتُ لأعودَ المريضَ.
حضرتُ لأن أعودَ المريضَ.
إن الأفعال المضارعة في القسم الأول سُبِقت بلام تفيد أن ما ذُكِر بعدها هو علة وسبب في حصول ما قبلها، ففي مثال (جلستُ لأستريح) الاستراحة هي السبب في الجلوس، وفي المثال الثاني النجاح هو السبب لاجتهاد الطالب؛ لذلك تسمى هذه اللام لام التعليل.[١]


والفعل المضارع هنا منصوب، والفعل المضارع لا ينصب إلا بأحد حروف النصب الأربعة وهي: (أن، لن، إذن، كي)، لكن حروف النصب لم تظهر في المجموعة الأولى؛ لذلك لا بد من أن يكون هناك حرف نصب مضمر أي مقدَّر.[١]


بعد لام الجحود

الأمثلة على ذلك كالآتي:

  • "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِـيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ."[٢]
  • "إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِـيَغْفِرَ لَهُمْ."[٣]

الفعلين السابقين اقترنا بلام مسبوقة بكان المنفية أو أحد تصريفاتها مثل: (كان، كنت، يكن، كانت) وغيرها من التصاريف، فسميت هذه اللام بلام النفي أو لام الجحود، الأفعال منصوبة ولم تسبق بحرف نصب هذا الحرف هو (أن) لأن المعنى لا يستقيم بتقدير حرف آخر من حروف النصب، وعند محاولة إظهار أن في الجملة سيتبين أن الجملة غير مستقيمة لذلك كان إضمارها بعد لام الجحود واجباً.[٤]


بعد (أو)

الأمثلة على ذلك:

  • اسْتَمِعْ نُصْحَ الطَّبيبِ أَوْ يَتِمَّ شِفَاؤُكَ.
  • يُعاقَبُ الْمُسِيءُ أَوْ يَعْتَذِرَ.

يُنصب الفعل المضارع بأن المضمرة وجوباً بعد (أو) التي بمعنى (إلى) أو (إلّا)، الأفعال المضارعة مسبوقة ب (أو) وفي المثال الأول معناها (إلى)، فتقدر (استمع نصح الطبيب إلى أن يتم شفاؤك).[٥]

وفي المثال الثاني كان معنى (أو) هو (إلا)، وتقدر (يعاقب المسيء إلا أن يعتذر)، وإن حرف النصب (أن) لا يظهر في الجملة التي سُبقَ مضارعها ب (أو)، ففي هذه الجمل تُضمرُ أن وجوباً.[٥]


بعد (حتى)

يُنصب الفعل المضارع ب (أن) المضمرة وجوباً بعد حتى،[٦]الأمثلة على ذلك:

  • لا يُمْدَحُ الْوَلَدُ حَتّى يَنَالَ رِضَا وَالديْهِ.
  • ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾.[٧]

فالأفعال المسبوقة بحتى في هذين المثالين منصوبة، فوجب أن يكون هناك حرف نصب مضمر وهو (أن)؛ لأنه كما ذكرنا في المواضع السابقة أنه لا يستقيم المعنى إلا ب (أن).[٦]


بعد فاء السببية

يُنصب الفعل المضارع ب (أن) المضمرة وجوباً بعد فاء السببية المسبوقة بنفي أو طلب،[٨] الأمثلة على ذلك كالآتي:

  • ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَـيَمُوتُوا﴾.[٩]
  • اصنع المعروف فتنالَ الشُّكر.
  • كُنْ ليِّنَ الجانب فتُحبَّ.

الأفعال السابقة قد سبقت بـ(فاء)، وما قبل الفاء سبب في حصول ما بعدها في المثال الأول، وإن الفاء قد سبقت بأداة نفي وفي المثالين الآخرين سبقت بطلب والأفعال بعدها منصوبة، لذلك وجب وجود حرف نصب وهو أن لكنه قد أُضمر وجوباً.[٨]


بعد واو المعية

يُنصب الفعل المضارع بأن المضمرة وجوباً بعد واو المعية المسبوقة بنفي أو طلب،[٨] الأمثلة على ذلك كالآتي:

  • لم يفعل الخير ويندمَ.
  • لا تأمر بالصدق وتكذبَ.

الأفعال السابقة مسبوقة بواو تفيد مصاحبة ما قبلها لما بعدها، وأنها في المثال الأول أفادت نفي حصول ما قبلها وما بعدها معاً، أما في المثال الثاني فإنها سبقت بطلب، وهذه الأفعال منصوبة لكن حرف النصب قد أُضمر وجوباً.[٨]





المراجع

  1. ^ أ ب علي الجارم و مصطفى أمين، النحو الواضح، صفحة 123. بتصرّف.
  2. سورة سورة الأنفال، آية:33
  3. سورة سورة النساء، آية:137
  4. ابن عقيل، شرح إبن عقيل على ألفية إبن مالك، صفحة 352. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مصطفى أمين و علي الجارم، النحو الواضح، صفحة 127. بتصرّف.
  6. ^ أ ب مصطفى أمين وعلي الجارم ، النحو الواضح، صفحة 129. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية:187
  8. ^ أ ب ت ث محمد عبد الحميد، أوضح المسالك إلى ألفية إبن مالك، صفحة 27. بتصرّف.
  9. سورة فاطر، آية:36
7009 مشاهدة
للأعلى للسفل
×