مواقف من حياة الصحابة

كتابة:
مواقف من حياة الصحابة

موقف أم سلمة في صلح الحديبية

بماذا أشارت أم سلمة على رسول الله في صلح الحديبية؟

لما ذهب المسلمون معتمرين إلى مكة المكرمة، حدث عندها صلح الحديبية الذي تضمّن بنودًا أحزنت المسلمين ورأوا أن فيها إجحافًا بحقهم، ومنهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حيث رأى أن في ذلك تنازل في دينهم، حتى نهره أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- لكيلا يزعج رسول الله صلى الله عليه وسلم.[١]


فدخل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى أم سلمة رضي الله عنها، وكان يملؤه الحزن والغضب؛ بسبب الحال التي كان عليها المسلمون، ويقول هلك المسلمون، ولا زال يكررها حتى سألته أم سلمة -رضي الله عنها- عن السبب فأخبرها بأمره لهم، وأنه قد أمرهم أن يحلقوا رؤوسهم ويذبحوا الهدي ليتحللوا وهم لا يستجيبون لكلامه.[١]


فطلبت أم سلمة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا يلومهم على ما بدر منهم؛ للمشقة التي أصابتهم بسبب رجوعهم من غير أدائهم للعمرة، ثم أشارت عليه بأن يخرج إليهم فلا يُكلم أحدًا منهم ثم يحلق رأسه وينحر هديه أمامهم، فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برأيها وخرج إلى الناس فتحلل أمامهم ففعلوا مثلما فعل.[١]


موقف الحباب بن المنذر في غزوة بدر

لماذا اقترح الحباب بن المنذر تغيير المكان الذي نزلوا عنده؟

لما خرج المسلمون للقاء قريش في غزوة بدر، نزلوا في مكان بعيد عن بئر بدر، فسأل الحباب بن المنذر -رضي الله عنه- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إن كان المنزل الذي نزل به للمعركة هو أمر من الله تعالى -قبل أن يعرض عليه رأيه لأنه إن كان كذلك فليس لهم إلا السمع والطاعة- أم هو من شؤون الحرب وفنونها، فأجابه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأن هذا من رأيه وليس من أمر الله تعالى.[٢]


فأشار الحباب على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يغيروا المنزل الذي نزلوا له، ويتجهوا إلى مكان قريب من الماء، فتكون الآبار وراءهم، فيشربون هم ولا يشرب العدو، فاستجاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لرأيه وتحوّل إلى المكان الذي أشار إليه الحباب بن المنذر رضي الله عنه.[٢]



موقف أبي ذر الغفاري في غزوة تبوك

لماذا تخلّف أبو ذر عن المسير في غزوة تبوك؟

كان المسلمون في غزوة تبوك ذوي عسرة، فكان البعير الواحد يشترك به رجلان أو ثلاثة رجال من المسلمين، ولما ارتحل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعقد الألوية، بدأ الصحابة يذكرون له تخلّف الرجال عن المعركة، وكلما ذكروا له تخلّف رجل، يذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ من أراد الله به خيرًا فسيُلحقه بهم، وإن لم يلحق فإن الله قد أراحهم منه، حتى ذكر له الصحابة تخلّف أبو ذر رضي الله عنه، وإبطاء بعيره به، فأعاد عليهم نفس الكلام.[٣]


وكان أبو ذر رضي الله عنه يحاول أن يسرع ببعيره، فلما أبطأ عليه لم يصبر عليها، فأخذ متاعه عنه وحمله على ظهره، ومشى ليلحق بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- في حر الشمس، وكان قد أخذ منّ الناس العطش، حتى أدرك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في بعض منازله، فامتدحه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأخبره أن الله تعالى غفر له بعدد خطواته التي خطاها حتى وصل إليه.[٣]


موقف عمر بن الخطاب وأرضه في خيبر

كيف تصرّف عمر بن الخطاب في الأرض التي أصابها في خيبر؟

جاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأخبره أنه اشترى أرضًا بخيبر، ووصفها بأنها أفضل ماله على الإطلاق، ثم سأل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما يفعل بها، فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إن شئتَ حبستَ أصلَها وتصدقتَ بها فتصدق بها عمرُ أنها لا يُباعُ أصلُها ولا يُوهبُ ولا يُورثُ تصدق بها في الفقراءِ والقربَى والرقابِ وفي سبيلِ اللهِ وابنِ السبيلِ والضيفِ لا جناحَ علَى مَن وِلِيها أن يأكلَ منها بالمعروفِ أو يطعمَ صديقًا غيرَ متموِّلٍ فيه"، [٤] فجعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنفس ماله صدقة موقوفة ينتفع بها المسلمون.[٥]



موقف أبي بكر وسماع صوت السيدة عائشة مرتفعًا

ماذا فعل أبو بكر الصديق عندما سمع صوت عائشة يرتفع على رسول الله؟

جاء مرة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يستأذن للدخول على بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسمع صوت عائشة -رضي الله عنها- وقد رفعته على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فغضب من ذلك ودخل إليهما وسألها مستنكرًا عن رفع صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأراد أن يتناولها بيده، فمنعه عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلما خرج ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعائشة رضي الله عنها كيف حال بينها وبين والدها ومنعه عنها، ثم عاد الصديق بعد ذلك ووجدهما يضحكان فسألهما أن يشركاه في ساعة الصلح بينهما كما أشركاه ساعة الخلاف.[٦]


موقف الزبير بن العوام في معركة اليرموك

ماذا فعل الزبير بن العوام في صفوف الروم؟

كان الزبير بن العوام -رضي الله عنه- من الصحابة الذي شهدوا اليرموك وأبلوا بها بلاء حسنًا، فقد كان فارسًا شجاعًا، فاجتمع إليه مجموعة من الفرسان في أثناء المعركة وعرضوا عليه أن يهجموا على العدو سويةً، فأخبرهم الزبير رضي الله عنه: بأنهم لا يثبتون، فأجابوه بأنهم سيثبتون ويقدرون على ذلك، فلما تواجهوا مع الروم، أقدم وحده وخافوا فاخترق صفوف الروم وخرج من الجانب الآخر، ورجع إلى أصحابه، ثم اخترق صفوف الروم مرة أخرى وفعل كما فعل في المرة الأولى، وجرح بين كتفيه بجرحين.[٧]


وللتعرّف إلى المزيد من قصص الصحابة والتابعين يمكنك الاطلاع على هذا المقال: أشهر قصص الصحابة والتابعين

المراجع

  1. ^ أ ب ت الشعراوي، تفسير الشعراوي، صفحة 2180. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 258. بتصرّف.
  3. ^ أ ب الصالحي الشامي ، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، صفحة 443. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:1375، حديث صحيح.
  5. ابن عثيمين، تعليقات ابن عثيمين على الكافي لابن قدامة، صفحة 444. بتصرّف.
  6. محمد إسماعيل المقدم، عودة حجاب، صفحة 109. بتصرّف.
  7. ابن كثير ، البداية والنهاية، صفحة 559. بتصرّف.
5345 مشاهدة
للأعلى للسفل
×