مواقف من حياة المقداد بن عمرو

كتابة:
مواقف من حياة المقداد بن عمرو

مواقف من حياة المقداد بن عمرو

جهاده رضي الله عنه

ثبت في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: (شَهِدْتُ مِنَ المِقْدَادِ بنِ الأسْوَدِ مَشْهَدًا، لَأَنْ أكُونَ صَاحِبَهُ أحَبُّ إلَيَّ ممَّا عُدِلَ به؛ أتَى النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو يَدْعُو علَى المُشْرِكِينَ، فَقَالَ: لا نَقُولُ كما قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اذْهَبْ أنْتَ ورَبُّكَ فَقَاتِلَا، ولَكِنَّا نُقَاتِلُ عن يَمِينِكَ، وعَنْ شِمَالِكَ، وبيْنَ يَدَيْكَ وخَلْفَكَ، فَرَأَيْتُ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أشْرَقَ وجْهُهُ وسَرَّهُ).[١]

وقد شهد مع النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- غزوة بدر، وقد قيل ما كان فيها فارس غير الصحابي المقداد بن عمرو -رضي الله عنه-، وهو أول من قاتل في سبيل الله وهو يركب فرس، فأعطاه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد انتهاء الغزوة سهماً له وسهماً لفرسه.

قصة زواجه رضي الله عنه

كان الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، والصحابي الجليل المقداد بن عمرو -رضي الله عنه- جالسان مع بعضهما يتحدثان، فقال الصحابي عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- للصحابي المقداد بن عمرو -رضي الله عنه-: ما منعك أن تتزوج، فأجاب الصحابي المقداد بن عمرو -رضي الله عنه-: زوجني ابنتك.[٢]

وغضب الصحابي عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- وأغلظ عليه في القول، فذهب الصحابي المقداد بن عمرو -رضي الله عنه- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فرأى في وجهه الهمّ، فقال له: ما بك؟، فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بما قاله الصحابي عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-.[٣]

وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- من يصيبه أمر يشكوه للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقال له: "سأزوجك ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب".[٣]

تطبيقه لقول النبي صلى الله عليه وسلم

ومن مواقف الصحابي المقداد بن عمرو أيضاً أن رجلاً مدح رجلاً في المسجد فقام إليه المقداد، ووضع التراب في وجهه، وقال له: "ما أنت بمنته، وأنا لا أدع شيئاً سمعته من النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ أن نحثو في وجوه المداحين التراب".[٤]

نهي النبي له عن قتل النفس

وأيضاً من مواقفه -رضي الله عنه- أنه جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له: (يَا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي لَقِيتُ كَافِرًا فَاقْتَتَلْنَا، فَضَرَبَ يَدِي بالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بشَجَرَةٍ، وقالَ: أسْلَمْتُ لِلَّهِ، أقتله بَعْدَ أنْ قالَهَا؟).[٥]

(قالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: لا تَقْتُلْهُ قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، فإنَّه طَرَحَ إحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قالَ ذلكَ بَعْدَ ما قَطَعَهَا، اقتله؟ قالَ: لا تَقْتُلْهُ، فإنْ قَتَلْتَهُ فإنَّه بمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أنْ تَقْتُلَهُ، وأَنْتَ بمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتي قالَ).[٥]

الصحابي الجليل المقداد بن عمرو رضي الله عنه

هو الصحابي الجليل المقداد بن عمرو الكندي -رضي الله عنه- ويُكنى أبا معبد، واسم والده هو عمرو، ونُسب إلى الأسود لأنه كان تبناه وهو صغير، وقام بتربيته، وقد توفي الصحابي الجليل المقداد بن عمرو -رضي الله عنه- في خلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.[٦]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3952 ، صحيح.
  2. أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، معجم الصحابة، صفحة 296. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، معجم الصحابة، صفحة 296. بتصرّف.
  4. أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، معجم الصحابة، صفحة 296. بتصرّف.
  5. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المقداد بن عمرو بن الأسود، الصفحة أو الرقم:4019، صحيح.
  6. أبو القاسم علي بن الحسن المعروف ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 150-151. بتصرّف.
3966 مشاهدة
للأعلى للسفل
×