محتويات
اجتاحت موجة الحر بعض الدول العربية اليوم لتكون بذلك درجات الحرارة أكثر بحوالي خمس درجات من معدلها السنوي، منذرة بذلك إلى العديد من المشاكل الصحية في حال عدم مواجة هذه الموجة بالطرق السليمة والصحيحة.
ان الخطر الصحي المترافق لموجات الحر ينبع من البقاء بالخارج في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وعدم توافر أجواء بدرجة حرارة لطيفة، وبالطبع يترتب عليها الإصابة بعدد من الحالات الصحية المختلفة، مثل:
- ضربة الشمس: حيث يصاب الإنسان عادة بضربة الشمس عندما تكون درجة الحرارة الخارجية في الظل أكثر من 32 درجة مئوية ويرافقها نسبة رطوبة عالية.
- فرط الحرارة: تظهر الإصابة بفطر الحرارة لدى الإنسان بعد قيامه بمجهود جسمي لفترة طويلة في طقس حار ودرجات حرارة مرتفعة إضافة إلى وجود رطوبة عالية. وتعرض الإصابة بفرط الحرارة الجسم إلى عدة مخاطر قد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات.
- الجفاف وينقسم حسب درجته إلى ثلاث فئات:
1- الجفاف الخفيف- وتكون أعراض هذه المرحلة كالتالي:
- الشعور بالعطش
- فقدان الشهية
- جفاف الجلد
- انخفاض القدرات الجسدية بحوالي الثلث وحتى السهلة منها.
2- الجفاف المتوسط- أما أعراض هذه المرحلة تكون:
- الشعور بالعطش
- انخفاض كمية البول، علماً أن لونه في هذه المرحلة يتحول إلى ما بين اللون الأصفر والبني.
- الشعور بالتعب والإرهاق
- جفاف في الفم
- صداع ودوار
- انخفاض سريع في الدم عند التحول من وضعية الجلوس إلى الوقوف، والذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالدوار والإغماء.
3- الجفاف المرتفع- تعتبر هذه المرحلة المتقدمة من الإصابة بالجفاف، والتي تحدث بسبب خسارة 5% أو أكثر من سوائل الجسم، وتتميز بالأعراض التالية:
- خفقان سريع في القلب
- زيادة في وتيرة التنفس
- انخفاض في ضغط الدم
- الشعور بالنعاس
- الإغماء
- تجعد الجلد والبشرة
- تشنج العضلات
- الاختلاج Convulsion.
هل تعلم: |
ولا تتوقف أعراض الإصابة بالجفاف على المذكورة سابقاً، حيث يصاب الجسم بأضرار غير قابلة للإصلاح، مثل:
- تضرر في عمل الكلى بالإضافة إلى ضرر غير قابل للإصلاح في أنسجة الكلى.
- اختلال وتغير في توازن الأملاح في الجسم والذي يؤدي إلى تغير في مستويات النيتروجين والبوتاسيم إما عن طريق زيادتهم أو نقصانهم.
- انخفاض ضغط الدم نتيجة لفقدان السوائل في الجسم
- تضرر تدفق الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة، مما يؤدي إلى تضرر الأعضاء الحساسة بشكل كبير مثل الدماغ والكلى والكبد.
موجات الحر: لا ننسى أضرار أشعة الشمس
لا تؤثر موجات الحر على الجسم من خلال ارتفاع درجات الحرارة فقط، بل ان التعرض لأشعة الشمس ينطوي على عدد من المشاكل الصحية المختلفة أيضا، والتي قد تصل إلى خطر الإصابة بسرطان الجلد، فما هي المخاطر الأخرى؟
- الإصابة بحروق الشمس بسبب الأشعة فوق البنفسجية، وقد تكون هذه الحروق سطحية، أي تصيب الطبقة الخارجية من الجلد والتي تستمر لعدة أيام وتشفى بعد تقشر الجلد، أو الحروق التي تصيب طبقات الجلد الداخلية والتي قد تصل إلى الأطراف العصبية، حيث تكون هذه الحروق مؤلمة وتستمر لفترة طويلة ويرافقها ظهور بعض البثور المؤلمة والتي يجب عدم تفجيرها، وينصح في هذه الحالة طلب المساعدة الطبية.
- تسريع عملية تجعد الجلد، حيث أن التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية يسبب أضراراً في ألياف الكولاجين والألياف المسؤولة عن مرونة الجلد مما يؤدي إلى تجعدها وترهلها وعدم قدرتها إلى العودة إلى شكلها الرئيسي.
- ان التعرض لأشعة الشمس من الممكن أن يسبب في تغييرات في الأوعية الدموية الصغيرة والمتواجدة تحت سطح الجلد، بالتالي يصبح لون هذه المنطقة أحمراً بشكل دائم.
- ظهور النمش: وهي عبارة عن بقع صغيرة بنية اللون، والتي يمتاز بها من يمتلكون بشرة فاتحة، وعادة ما يكون أمراً وراثيا، إلا أن تعرض هءلاء الأشخاص إلى أشعة الشمس بشكل كبير يعرضهم لأن يتحول هذا النمش إلى خلايا سرطانية.
- الإصابة بالبقع الشمسية بنية اللون في منطقة الوجه، والتي تظهر بعد التعرض لأشعة الشمس، وبالأخص إن لم يتم وضع الكريم الواقي.
- ظهور بقع الشيخوخة بسبب التعرض لأشعة الشمس، وتظهر عادة في منطقة الوجه والصدر واليدين.
- الإصابة بمرض الساد نتيجة تعرض العينين لأشعة الشمس وبالأخص الفوق بنفسجية، مما يؤدي إلى عدم صفاء عدسة العين وتعكرها وبالتالي منع انتقال الضوء إلى الشبكية، لذا ينصح دائماً بارتداء النظارات الشمسية.
إن أضرار موجات الحر وأشعة الشمس لا تقتصر على البالغين فقط، بل تزداد حدة لدى الفئات المعرضة للخطر، وهم:
- الأطفال والرضع
- كبار السن
- المصابين بالأمراض المزمنة
- المرضى الذين يتناولون أنواع من الأدوية تؤثر على عملية التعرق ودرجة حرارة الجسم
- الرياضيين والنشيطين جسمانياً.
الأطفال: خطأ صغير يكلفكم حياتهم
يميل بعض الأهالي أحياناً إلى ترك أطفالهم داخل السيارات المغلقة لإحضار غرض لعدة دقائق فقط، إلا أن هذا الأمر يعتبر من أكثر الأمور التي تهدد حياة أطفالكم وبالأخص في ظل ارتفاع درجات الحرارة، حيث أن درجة الحرارة داخل السيارة ترتفع بشكل سريع، أي أن 75% من الإرتفاع يحدث في أول خمس دقائق من إغلاق السيارة، بمعنى أخر ان كانت درجة الحرارة الخارجية 36 درجة مئوية، فبعد خمس دقائق من إغلاق السيارة، تصل درجة الحرارة بداخلها إلى 55 درجة مئوية، ويزداد الأمر سوءاً في حال كانت السيارة غامقة اللون.
فمع ارتفاع درجة الحرارة داخل السيارة يصاب الطفل بفرط الحرارة والجفاف، ويكون الأطفال الأصغر عمراً أكثر حساسية اتجاه الحرارة من غيرهم، وبالتالي ارتفاع خطر إصابتهم بضرب الحرارة والوفاة في حال تعاظم هذه الأعراض وتركه لفترة أطول.
لنواجه الحر بعيداً عن المخاطر الصحية
"الوقاية خير من قنطار علاج" لذا القيام بالخطوات الوقائية لمواجهة موجات الحر من شانها أن تجنب الإصابة بالعديد من المخاطر الصحية المختلفة والخطيرة، ومن بين هذه الخطوات والإجراءات التي يجب القيام بها:
- التأكد من شرب الكمية المناسبة من المياه دون الإفراط بذلك لتنجنب الإصابة بتسمم الماء water intoxication الذي يؤدي بدوره إلى تخفيف حاد في تركيز الدم وانخفاض معدل الصوديوم.
- التأكد من مسألة التبول، فعدم التبول لفترة تزيد عن 10 ساعات وظهور البول باللون الغامق يعد دليلاً على الإصابة بالجفاف.
- التأكد من عدم ترك الأطفال داخل السيارات المغلقة تحت أي ظروف.
- عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، والتأكد من ارتداء النظارات الشمسية والقبعات أثناء الخروج من المنزل.
- ارتداء ملابس فضفاضة وفاتحة اللون عند الخروج.
- الحفاظ على درجة حرارة معتدلة داخل المنازل من خلال إغلاق النوافذ واسدال الستائر.
- تجنب الظهور تحت أشعة الشمس في ساعات الذروة (11 - 3 عصراً) أو حتى القيام بالنشاط الرياضي الشاق في هذه الفترة، والبقاء في مناطق اظل قدر المستطاع.
- تقليص كمية مدرات البول المتناولة مثل الكافيين (القهوة والشاي ومشروبات الطاقة..).
- الانتباه على الجلد وبالأخص في حال ظهور النمش، والذي قد يكون مؤشراً للإصابة بسرطان الجلد.
في الخلاصة، قد لا تشعر أن ارتفاع درجات الحرارة تؤثر على جسمك بصورة سلبية، واعتمادك على مؤشر العطش هو أمراً غير صحيح، حيث أن الشعور بالعطش يعد أخر المؤشرات لحاجة الجسم للمياه، لذا يجب أن تتأكد من تناولك الكميات الكافية من المياه دائماً وليس عند شعورك بالعطش فقط!