مدرستي منارة العلم
مدرستي هي منارة العلم والمعرفة والشمعة التي تُنير لي الدروب المعتمة، لأخرج من ظلام الجهل إلى نور العلم، وهي المنارة التي تُشع ثقافةً وجمالًا، ويجتمع فيها معلّمونا الأفاضل ليمنحونا شرف التعلّم، لننهل من معرفتهم وتربيتهم وأخلاقهم، فكم من مسألة كانت مستعصية أصبحت سهلة سلسة بعد شرحهم، وكم من نصٍ كان معقدًا أصبح هينًا بين جدران المدرسة التي لو كانت تنطق لنطقت بالعلم والمعرفة، ولأفصحت عن شعور كلّ طالبٍ يجلس في أحضان المدرسة وهو يختزن المعلومات ليبني بها مستقبله، فالمدرسة هي المكان الأوّل الذي نكتشف فيه حبنا للعلم وشغفنا تجاه القراءة، ورغبتنا في أن نحقق أحلامنا وطموحاتنا لنصل إلى ما نريد.
لولا المدرسة لما استطعنا أن نكوّن بذرة الأحلام، ولما كان لدينا تصوّر عما نريد أن نكون في المستقبل، فالمدرسة فتحت لنا أبوابها وذراعيها واحتضنت علمنا ومواهبنا في القراءة والكتابة، وكم من معلومة عرفناها ونحن فيها نقضي أكثر الأوقات متعة مع المعلمين والأصدقاء، ففيها تعرّفنا على صداقات تدوم لآخر العمر، وفيها قضينا أجمل سنوات البراءة من طفولة وصبا، وهي التي جعلت ذاكرتنا تنضج بكلّ ما هو مفيد، فطوبى للمدرسة التي جعلتنا نحبها ونتعلّق بها كما لو أنها أجمل مكانٍ في العالم.
في المدرسة تعلو أصواتنا مُردّدة أناشيد الصباح وكلمات الحماسة التي تنطلق في الإذاعة الصباحية ونحن نقف في الطابور، ونفرح كثيرًا بملابس المدرسة كما لو أنّها ملابس العيد، فيا لها من فرصة رائعة لنصقل شخصيّاتنا ونزداد ثقة بأنفسنا لمجرّد أنّنا نتعلم فيها كلّ يوم كلّ ما هو مفيد ورائع، ولهذا فإنّ مدرستي بالنسبة لي نعمة كبيرة أشكر الله على وجودها لأنها أهدتني أروع الأصدقاء وجعلتني أتقن القراءة والكتابة والحساب، وجعلتني شخصًا متعلمًا، صاحب شخصية جميلة يُحبّها الجميع.
مدرستي بيتي الثاني
مدرستي ليست مجرد مكان عادي أذهب إليه في الصباح لأتعلّم ثم أعود إلى البيت، بل هي بيتي الثاني الذي أقضي فيه وقتًا طويلًا وممتعًا، وهذا يعني أن أُحافظ عليها وعلى نظافتها وأمنع اتّساخها بأيّ طريقة، وأحافظ على كتبي ودفاتري لأنّها من وإلى المدرسة، ومن واجبي أن أتركها نظيفة ومرتبة، كما يجب أن أحافظ على الأدراج والمقاعد والسبورة والجدران وساحات مدرستي الجميلة التي تحتضن ضحكاتي أنا وزملائي في المدرسة، ونلعب بها في حصة الرياضة ونرسم رسوماتنا الجميلة والعفوية في حصة الرسم، وهذا كلّه يظلّ مطبوعًا في الذاكرة ولا يغادرها أبدًا.
من أفضل ما يمكن أن أقدّمه لمدرستي هو تميزي واجتهادي في دروسي، وأن أقدم احترامي لأصدقائي في الصف وفي المدرسة عمومًا، بالإضافة إلى احترامي إلى أساتذتي الذين ينهلون من العلم حتى يعطوني إياه أنا وزملائي، كما أنّ تميزي يُعلي من اسم مدرستي ويجعلها منبرًا للتميز، ولهذا من واجبي أنا وزملائي ألّا يقتصر اهتمامنا على الأنشطة المنهجية فقط، بل يجب أن يكون اهتمامنا بالهوايات المختلفة التي نصقلها على أيدي أساتذتنا لنفوز بالكؤوس والشهادات التقديرية ونهديها لمدرستنا الرائعة حتى يفتخر بنا المعلمون ونترك في المدرسة بصمة لا تُنسى، إذ كنّا طلابًا نجباء نقبل على العلم بصدرٍ رحب.
مهما كبر الإنسان ومهما سافر ودرس في أرقى الجامعات حول العالم، لا بدّ وأن يظلّ باستمرار يحنّ إلى مدرسته وصفه الدراسي، ويتمنى لو يعود الزمن ولو يومًا واحدًا إلى الوراء ليقضي بين صفوفها يومًا دراسيًا رائعًا مع الأصدقاء والزملاء، لهذا تظلّ للمدرسة مكانتها الكبيرة في نفس كلّ شخص والتي لا يُمكن أن تتغيّر، ولا يمكن بأيّ حال إغفال أهمية المدرسة وتأثيرها في شخصية كلّ واحدٍ فينا، وكيف أنها تجعل منا جنودًا أوفياء للوطن والعلم، نسعى بكلّ جدٍ وعزيمة أن نكون الأفضل، فالمدرسة تُشعل فينا جوًا من التنافس البريء الذي يسود بين الأصدقاء وهم في قمة حماسهم وإقبالهم على الحياة.
مدرستي بوابة المستقبل
بمجرد أن أذكر اسم مدرستي يتبادر إلى ذهني كيف أنّها صاحبة الفضل عليّ في تكوين شخصيّتي وتوضيح خطّة مستقبلي لي، فالمدرسة هي بوابة الأحلام التي سأقضي بين جدرانها سنوات طويلة كي أصنع حلمي في أن أُصبح ما أريد عندما أكبر، فالطبيب والمعلم والمحامي والصيدلي وغيرهم، كلّهم بدأت أحلامهم بين جدران المدرسة وانطلقوا منها إلى الجامعة لتنفتح بوابات المستقبل الرحب لهم، ولهذا فإنّ كل طفلٍ يُحرم من الذهاب إلى المدرسة سيظلّ جاهلًا وينقصه الكثير كي يتعلم أساسيات الأبجدية، وحتى أنّ شخصيته ستكون مختلفة عمّن يذهب إلى المدرسة.
تُساعدنا المدرسة على تنظيم أوقاتنا وإدارة يومنا بالشكل الصحيح، فنحن بمجرد استيقاظنا في الصباح الباكر نبدأ يومنا بحماسة ونشاط ونرمي الكسل بعيدًا ونستعدّ لننهل من العلم ونلتقي أصدقاءنا ومعلّمينا في المدرسة بكلّ روح إيجابية، فالمدرسة تعمل لدينا حافزًا للاستيقاظ مبكرًا، لهذا فهي تصنع لنا أهدافنا وتُساعدنا على تبلور شخصياتنا بالشكل الصحيح، فنحن في المدرسة نتعلم من بعضنا بعضًا، ونكوّن أفكارًا عن الحياة؛ لأن المدرسة ليست فقط مجرّد مكان للتعلم، بل هي أيضًا مكان للمرح وقضاء الوقت الجميل الذي يحمل الكثير من الفائدة.
مهما اختلفت طبيعة المدرسة ومهما اختلف شكل المبنى الذي تكون فيه، فالمدرسة بمعناها المعنوي تحمل الكثير من المعاني العميقة التي لا يُمكن حصرها بمجرد جدران ومقاعد، لهذا فإنّ كلّ شخص يحمل ذكريات أيّامه المدرسية في عقله إلى الأبد، ولا ينساها أبدًا مهما طال به الزمان لأنه يقضي فيها أجمل أيام العمر، وهذا بحدّ ذاته من أعظم ما تقدمه المدرسة لطلابها، وهذا أيضًا يجعلنا ننظر بعين الحزن إلى الكثير من الأطفال الموجودين في المناطق الأقل حظًا ومناطق الحروب، والذين تمّ حرمانهم من الالتحاق في المدارس بسبب الظروف الصعبة.
لقراءة المزيد، انظر هنا: موضوع تعبير عن المدرسة وواجبنا نحوها.