إنشاء حول البيئة
تُعدُّ البيئة الحاضنَ الأساسيّ لحياة الإنسان، فهي المكان الذي يمارس فيه نشاطاته اليومية ويتفاعل فيها مع ما يحيط به من أحداث ومواقف، وتتكون البيئة من مجموعة من العناصر الأساسية، وقد تختلف مكونات البيئة الطبيعية من بيئة إلى أخرى؛ بسبب تنوع البيئات الحيوية واختلاف خصائصها والمكونات التي تحتويها، فبيئة الغابات مثلًا تتميّز بكثافة الغطاء النباتي، ووجود العديد من الكائنات الحية التي يتوافق أسلوبها المعيشي مع وجود الغابات الكثيفة، أما البيئة الصحراوية فتتميز بارتفاع درجات الحرارة، وندرة الغطاء النباتي وكثافة الرمال، ووجود بعض الكائنات الحية التي تكيّفت على العيش ضمن ظروف الصحراء القاسية حيث درجة الحرارة المرتفعة وقلة المصادر المائية.
وإنّ حدوث أي خلل في البيئة يؤثر بشكل مباشر على الكائنات الحية التي تعيش فيها، فكل مكون من مكونات البيئة الطبيعية له دور محوري في الأنظمة الحياتية للكائنات الحية في تلك بيئة، وعند حدوث أي خلل في هذه المنظومة المتكاملة فإن ذلك يلقي بظلاله على النمط المعيشي لهذه الكائنات التي كانت تعيش حالة من الاتزان ضمن الظروف الطبيعية، وقد أدّت الاختلالات والمشكلات البيئية على اختلاف أنواعها إلى التأثير على حياة بعض الكائنات الحية، الأمر الذي أدى إلى نفوق العديد من الكائنات الحية في بيئات حيوية مختلفة، كما أسهمت المشكلات البيئية في انقراض بعض أنواع الكائنات الحية، وهناك أنواع أخرى ما زالت المشكلات البيئية تهدّدُها بالانقراض بسبب تأثيرها على أعدادها بشكلٍ ملحوظ، الأمر الذي قد يقود إلى انتهاء وجود هذه الأنواع بشكل كامل.
وتتعدّد أسباب المشكلات البيئية التي ينتج عنها حدوث اختلالات داخل المنظومة البيئية، فقد تؤثر الظروف الطبيعية على البيئات من خلال التغييرات المناخية التي تطرأ على بعض المناطق، حيث تتغير معدلات درجات الحرارة في بعض البيئات مما يؤدي إلى التأثير على الكائنات الحية التي تعيش في تلك المناطق، كما تؤثر الكوارث الطبيعية على البيئة بشكل كبير من خلال حدوث الفياضات المائية أو الانفجارات البركانية التي تُحوّل مساحات كبيرة من الغطاء النباتي إلى رماد، كما تؤثر الأمطار الحامضية على البيئة الطبيعية من خلال التأثير على مصادر غذاء الكائنات الحية.
ويعدُّ الإنسان السبب المباشر في أهم المشكلات البيئية التي أثرت بشكل كبير على معظم البيئات الحيوية، ومن أهمها مشكلة الاحتباس الحراري، وارتفاع معدل درجات الحرارة على سطح الأرض، يضاف إلى ذلك الأنشطة البشرية التي تؤثر بشكل مباشر على البيئات مثل: تلويث الهواء من خلال عوادم السيارات والتدخين، وما ينتج من عمليات الاحتراق والتصنيع، بالإضافة إلى السلوكيات الخاطئة في التخلص من النفايات الصناعية أو المنزلية حيث يتم التخلص من بعضها في القنوات المائية، إضافة إلى ما يحدث من عمليات تسرب النفط في البحار والمحيطات وما يؤثر به ذلك على الثروة المائية ويهدد حياة العديد من الأسماك والكائنات البحريّة الأخرى.