موضوع إنشاء عن النبي موسى
أرسلَ الله -تعالى- الأنبياءَ والرسل إلى الناس كي يُخرجوهم من ظلمات الكفر والشرك إلى نور الإيمان، ومن بين الأنبياء الذين ذُكرت قصّتهم في القرآن الكريم، النبي موسى -عليه السلام-، وهو من الأنبياء الذين أُرسلوا إلى بني إسرائيل، حيث أرسلَه الله -تعالى- في زمن الفراعنة، حيث كانت له قصة شهيرة مع فرعون مصر، وقد مرّت حياة النبي موسى -عليه السلام- بالكثير من المحطات، بَدءًا من وضعه في اليمّ من قبل أمّه خوفًا عليه من بطش فرعون الذي كان يقتل الأطفال الصغار، ومرورًا برحيله إلى أرض مَدين، وحديث الله معه في الوادي المقدّس، وقصته مع سحرة فرعون وعبوره البحر، إذ إنّ قصة موسى -عليه السلام- من قصص الأنبياء التي فيها الكثير من العبر.
عاش النبي موسى -عليه السلام- في قصر فرعون، حيث التقطته زوجة فرعون من البحر الذي قذفته أمّه فيه، وأحبته واتخذته ولدًا، ومن حكمة الله أنه رفضَ المرضِعات قاطبةً ولم يَقبل إلا أمّه الحقيقيّة لتكون مرضعتَه، ومرّت الأيّام حتى كبر وأصبح شابًا وهربَ إلى مدين بعد قتلِه رجلًا من قوم فرعون بالخطأ، ولبثَ في مدين مدّةً من الزمن وتزوّج من إحدى بناتها، وبعد مضيّ عشر سنين عاد إلى مصر، وفي طريق عودته كلّمه الله تعالى في منطقة جبل الطور، ووردَ ذلك في قوله تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى}[١]، وفي تلك اللحظة اختارَه الله تعالى ليكونَ نبيًّا، وكلّفَه بحمل رسالة إلى فرعون، فطلب النبي موسى -عليه السلام- من الله -تعالى- أن يرسل معه أخاه هارون؛ وذلك ليكون عونًا له، خصوصًا أنّ هارون كان أكثر فصاحة من موسى، فاستجاب الله له وأرسل معه هارون نبيًّا.
أيّد الله -تعالى- النبي موسى بالمعجزات التي واجه بها فرعون، وأوّلها عصاه التي تحولّت إلى حيّة تسعى والتهمت حبالَ سحرة فرعون كلّها، ومنها أنّ الله تعالى شافاه من البرص، كما شقّ له البحر نصفَين، ومرّ هو وأتباعه وأغرق فرعون وجنوده، وبهذا نَجا موسى -عليه السلام- وقومه من بطش فرعون، وذهب لمناجاة ربّه، لكنه عندما عاد إلى قومه وجدهم يعبدون العجل، وصدّوا عن دعوته، فعاقبهم الله تعالى بالتيه بعد أن دعا النبي موسى عليهم، ومن المعروف أن النبي موسى -عليه السلام- من الأنبياء أولي العزم الذي تحمّلوا الكثير من قومهم في سبيل الدعوة إلى الله تعالى وصبروا عليهم كثيرًا.
المراجع
- ↑ سورة طه، آية: 12، 13.