موضوع تعبير عن أهمية الغذاء لجسم الانسان

كتابة:
موضوع تعبير عن أهمية الغذاء لجسم الانسان

حاجة الإنسان إلى الغذاء

يقول تعالى في محكم التنزيل: {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[١]، عندما خلق الله تعالى الإنسان، خلق معه حاجاته الضرورية التي لا يُمكنه الاستغناء عنها أبدًا، لأنها سببٌ في استمرار حياته، ومن بين هذه الحاجات الضرورية الغذاء، الذي يُعدّ وقود الحياة بالنسبة للإنسان، فهو الذي يمدّ جسمه بالطاقة والحيوية التي تُبقيه على قيد الحياة.


حاجة الإنسان إلى الغذاء ليست مجرّد خيار بالنسبة له، بل هو مكوّنٌ أساسي في جسمه، وبدونه لن يستطيع الحفاظ على حياته، ولعلّ هذا السبب جعل الإنسان منذ بدء الحياة يبحث عن مصدر غذائه بكلّ الطرق، وكم من الحروب التي قامت بسبب الغذاء، والإنسان بطبيعته يأكل مختلف أصناف الطعام سواء كانت حيوانية أم نباتية، ولهذا فإنّ مصادر الغذاء لديه متنوعة وكثيرة، وهي متوافرة بكثرة في الطبيعة.


حتى يسدّ الإنسان حاجته من الغذاء لا بدّ وأن يكون غذاؤه متنوعًا ويضمّ جميع العناصر الغذائية الهامة لجسمه وهي:الفيتامينات ومضادات الأكسدة والأملاح المعدنية والألياف الغذائية والبروتينات بالإضافة إلى الماء الذي يُعدّ جزءًا هامًا من غذاء الإإنسان، ولا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله بأي مشروب آخر، وتتغير حاجة الإنسان للغذاء بتغيُّر مراحله العمرية، فعند ولادته لا يحتاج إلّا إلى غذاء واحد فقط وهو الحليب سواء كان حليب الأم أم أي مصدر آخر من مصادر الحليب، وكلما كبر في العمر أصبح غذاؤه منوعًا أكثر، فيبدأ بأكل الغذاء النباتي والحيواني كالخضروات والفواكه واللحوم.


من أهمية الغذاء للإنسان جعل الله تعالى قواعد وشروط عديدة لتناول أصناف معينة منه، ونهى عن تناول أصناف أخرى تُسبّب له الضرر، لهذا فإنّ الغذاء يجب أن يكون صحيًا لا يُسبب الأمراض للإنسان، ولا يُذهب بعقله أو يُسبّب له أي نوع من الأذى، كما يجب الامتناع عن تناول الغذاء الذي مصدره غير معروف، أو الغذاء المعرض للملوثات والأوساخ والتلوث.


غذاء الإنسان سببٌ في صحته أو مرضه، والحرص عليه أمرٌ بالغ الأهمية، لهذا فقد حرّم الله تعالى تناول لحم الخنزير ولحم الميتة وكل ما لا يُذكر اسم الله عليه، وذلك حفاظًا لجسم الإنسان من الضرر، وفي هذا قوله تعالى في القرآن الكريم: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.[٢]


أهمية الغذاء الصحية لجسم الإنسان

تبرز أهمية الغذاء الصحية بالنسبة للإنسان لأنّه السبب في حمايته من الأمراض، فالغذاء يقويمناعة الجسم بشكلٍ كبير، ويُساعده في مقاومة الأمراض بمختلف أنواعها، كما يمنح الجسم القدرة على الحركة ويمنحه الطاقة، كما أنّ نقص الغذاء يجعل الإنسان هزيلًا معدوم الصحة، وهذا النقص لا يستطيع تحمله أكثر من أيام معدودة، ثم تبدأ صحته بالتدهور، وربما يُصاب بالعديد من الأمراض التي يُسببها نقص العناصر الغذائية منها: الإصابة بفقر الدم والإصابة بترقق العظام والأمراض الهرمونية مثل مرض الغدة الدرقية الناجم عن نقص اليود، بالإضافة إلى أمراض ناتجة عن نقص الفيتامينات والعديد من المعادن، وقد يؤدي نقص الغذاء إلى الموت في كثير من الأحيان.


يجب على الإنسان أن يركز في غذائه على الكمية والنوعية في نفس الوقت، أي أن يختار كميات مناسبة للطعام حتى يتناولها، بحيث لا تكون الكميات كبيرة ومبالغ فيها، وفي الوقت نفسه يعرف حتى يوازن بين نوعيات الطعام بحيث يأكل بشكل متوازن ومتنوع ولا يُركز على تناول صنف واحد فقط من الطعام، حيث يكمنالدواء الحقيقي للإنسان في نوعية غذائيه، ومن هنا تبرز أهمية تنوع الغذاء، ولهذا السبب أيضًا شدّد الإسلام على أن يتناول الإنسان طعامه بحرصٍ كبير، لأنّ الجسم وديعة لدى صاحبه، وعليه أن يُحافظ على هذه الوديعة كي يستطيع القيام بالعبادات على أكمل وجه.


الإنسان الذي يتناول غذاءً صحيًا لا بدّ وأن تكون صحته في أفضل حال، خاصة إن كان يتناول الطعام باعتدال، ولا يُسرف في تناول كميات كبيرة منه، كما يجب أن يكون الإنسان حريصًا على عدم الإكثار من بعض أصناف الطعام الضارة مثل الغذاء المحضر بطريقة غير صحية، أو الغذاء الذي يحتوي على نسبة عالية منالدهون والكوليسترول والسكريات، لأنّ هذه النوعيات من الأغذية تُسبب الإصابة بالأمراض المزمنة، ويتحول الغذاء فيها من نعمة إلى نقمة.


عند ذهاب الإنسان إلى الطبيب فإنّ أكثر ما يُشدّد عليه الطبيب هو تناول الطعام الصحي المتزن حتى يكون الجسم أكثر صحة، فالمعدة هي بيت الداء، وكل ما يُدخله الإنسان إلى جسمه من نوعيات غذاء كفيلة بأن تُغير صحته إما للأفضل أو للأسوأ، والإنسان العاقل هو الذي يستطيع أن يُوازن غذاءه بطريقة سليمة، بحيث لا يأكل بشراهة ولا يتناول الغذاء الذي يُسبب له الأمراض أو يزيد من أعراضها، خاصة أنّ الغذاء لا يؤثر على الصحة فحسب، بل يؤثر أيضًا على الحالة المزاجية للإنسان، فمزاج الإنسان مرآة غذائه.


من لطف الله بعباده أن جعل خيارات الغذاء أمامه كثيرة ومتنوعة، ولم يحدد له أصنافًا قليلة ليتناولها، بل بإمكانه أن يحضرها بطرق عدة وأن يُضيف إليها الكثير من المطيبات، أما الأغذية التي لا يجوز تناولها والتي حرّمها الله تعالى فهي كلّها تدمّر صحة الإنسان وتُلقي به إلى الهاوية، وتجعل من الغذاء سمًّا يُسبّب الهلاك، لهذا فإنّ كل شخص يتحمل مسؤولية نفسه في أن يتناول أغذية تقيه من المرض ولا تُسبب له عوارض صحية خطيرة هو في غنى عنها، ويجب أن يحرص كل شخص على تنويع غذائه وألًا يعتمد على صنف واحد فقط ليسدّ النقص الذي يمكن أن يحصل في العناصر الغذائية في جسمه.


يجب ألّا يكون الإنسان شرهًا في تناول الطعام، لأنّ الشراهة تُسبّب أيضًا العديد من الأمراض من بينها: السكري وأمراض القلب والشرايين، كما تُعدّ السمنة من أسباب الشراهة التي تُسبب الكثير من الأمراض للإنسان بشكل غير مباشر، وتُعيقه عن الحركة بالشكل الصحيح، وتسبّب ضغطًا على العظام والمفاصل، لهذا فإنّ الغذاء سلاح ذو حدّين، إما أن يكون دواءً وعافية أو سببًا في الإصابة بالأمراض، وهنا تكمن قيمة التغذية الجيدة، مع ضرورة التوعية الصحيحة للآباء والامهات بأهمية التغذية الصحية للأطفال، الذي يجب أن يتوفر فيه جميع العناصر الغذائية.


أهمية الغذاء الجمالية لجسم الإنسان

تأثير الغذاء على جسم الإنسان كبير، وتكمن أهمية الغذاء الجمالية في أنّه يمنح الإنسان بشرة مشرقة وجميلة، كما يمنحه جسمًا متناسقًا ليس هزيلًا، بشرط أن يكون الغذاء صحيًا ومتوازنًا، فالإنسان الذي يأكل غذاءُ غنيًا بكلّ ما هو مفيد، ينعكس هذا على جسمه بشكلٍ كبير، فتظهر النضارة في جلده وشعره وبريق عينيه، ويكون جسمه قويًا ورشيقًا، بعكس الشخص الذي يُهمل في غذائه، فتكون بشرته شاحبة وجسمه هزيلًا غير متناسق، وشفاهه متشققة وشعره ضعيف، لهذا فإنّ للغذاء ميزة إضافية بأنه يزيد من الجمال ويُعوض خلايا الجسم التالفة، ويؤخر علامات الشيخوخة، خاصة إن كان الشخص حريصًا على تناول غذاءً صحيًا.


من أبرز أنواع الغذاء التي تزيد من جمال الإنسان وإشراقة وجهه وجمال شعره، الخضروات والفواكه بمختلف أصنافها، نظرًا لاحتوائها على الكثير من العناصر الغذائية اللازمة للنضارة وتجديد الخلايا مثل الفيتامينات ومضادات الأكسدة، لهذا فإنّ أفضل نصيحة يُمكن تقديمها للشخص الذي يحب أن يزداد جمالًا هي أن يحرص على تناول الغذاء الجيّد الخالي من المواد الحافظة والدهون المصنعة والأصباغ، لأنّ هذه كلّها تدمر جمال الجسم وصحته في الوقت نفسه، مع مراعاة تناول الغذاء في الوقت المناسب، وتقسيم الوجبات بطريقة صحيحة وعدم اختصارها في وجبة واحدة.


نظرًا للأهمية الكبرى للغذاء فإنّ المنظمات الدولية المنبثقة عن الدول الكبرى تسعى إلى تأمين الشعوب الأقل حظًا بالغذاء، خاصة في ظلّ انتشار المجاعات في مناطق عديدة مثل إفريقيا، وهذا بدوره يُسبّب الكثير من الأمراض، فتأمين الغذاء كفيلٌ بإبقاء الأشخاص على قيد الحياة، وتعويض أي نقص لديهم فيه، وهذه مسؤولية كبيرة يجب أن يتحمّلها الجميع، لأنّ من حق أي إنسان أن يحصل على الغذاء بصفته حاجة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها أبدًا، ولتأمين وجود الغذاء يجب حل جميع المشاكل التي تُسبب نقصه سواء الجفاف المائي أم التلوث البيئي الذي يقضي علىالحيوانات والنباتات، أم الأمراض أم الفقر.


الحصول غلى الغذاء من حق الجميع، لهذا يجب توفيره والعمل على تعزيز المشاريع الاقتصادية التي تؤمن غذاء للأشخاص الذين لا يحصلون عليه، إما بالزراعة أو بالتصنيع الغذائي، وأن تتحمل جميع المجتمعات الدولية دورها الإنساني في إيصال الطعام للأطفال والنساء وكبار السن، لأنّ هؤلاء هم الفئات الأكثر تضررًا من نقص الغذاء.



لقراءة المزيد من الموضوعات ذات الصّلة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: موضوع عن الغذاء الصحي.

المراجع

  1. سورة النحل، آية:114
  2. سورة البقرة، آية:173
4327 مشاهدة
للأعلى للسفل
×