محتويات
إسكندر المقدوني خالد في التاريخ
إسكندر المقدوني بطل يوناني وأسطورة خيالية رائجة قبل الميلاد، ولم أكن أعلم أنّ البحث عن هذه الشخصية مشوقة إلى هذا الحدّ إلى أن وقفت على معلومات عظيمة عن تلك الشخصية الغامضة، ووُلد إسكندر المقدوني في منطقة يُقال لها بيلا وهي في مملكة اليونان القديمة في عام 365 قبل الميلاد، وإنّ ولادة هذه الشخصية في ذلك الوقت كان يُمثل بزوغ الشمس من بين الغيوم المظلمة.
كما أنّ إسكندر المقدوني شخصية استطاعت أن تكون لغزًا تاريخيًا مشوقًا لكثير من المستكشفين، ووُلد إسكندر المقدوني لعائلة حاكمة، حيث ترعرع هو وأخته في بلاط المُلك والحُكم، والمأساة تكمن في أنّ هذا الطفل الصغير لم يتمكّن من رؤية والده كثيرًا، فقد كان والده مشغولًا دائمًا في أمور الحكم والملك.
لكن ذلك الطفل كان يعيش حزنًا في داخله فهو لم يحظ باحتضان والده له، ولم يستنشق رائحته في ليالي الشتاء الدافئة، لقد كان يعيش فراغًا عاطفيًا كبيرًا من هذه الناحية.
رحلة إسكندر المقدوني بين العلم والحكم
ذلك لم يكن ليُبعد الوالد عن واجباته الأبوية، حيث بدأ يُفكر في كيفية تنشئة ابنه، حيث إنّ كل أب ينظر إلى ابنه دائمًا على أنّه الغرسة الناعمة التي يجب أن تُسقى من الماء الصافي ومن نبع الحياة الهانئ.
حاول أن يجد أفضل المدرسين لابنه، وبحث في تلك الآونة كثيرًا، فلم يجد خيرًا من أرسطو، وهو كان رأس الفلسفة في تلك الآونة، فعيّن فيليب وهو والد الإسكندر أرسطو لتدريس ابنه مع مجموعة له من الأصدقاء، فصار يعكف على تعليمه الشعر والمسرح وأمور الحكم والسياسية.
كان لا بُدّ على الإسكندر الكبير من أن يخوض غمار الحكم، ويرى الحروب على أرض الواقع ليتمكّن من الوصول إلى المكان الذي يليق فيه، فالتحق ليكون واحدًا من الجنود، ويُحارب في صفوف المقاتلين، وقد ساعد والده في التغلب على الجيوش الأثينية، لقد استطاع الإسكندر على صغره أن يكون الذراع القاسية التي يستند الأب عليها والكتف الذي يحتمي به.
إسكندر المقدوني ما بين الحقيقة والخيال
تعلّم الإسكندر المقدوني أن يكون قائدًا لنفسه، فاستلم الحكم من بعد والده، واستطاع أن يخط مجموعةً كبيرةً من الانتصارات، وكان يحلم الإسكندر أن يكوّن أسطورةً عظيمةً له حتّى إنّه كان يحلم أن يصنع على قبر والده هيكلًا أعظم من الأهرامات الموجودة في مصر، وقضى حياته ما بين الحروب والسيوف ليكون الرأس الذي لا يخضع لأحد، وكان دائمًا يحلم أن يكون تلك الشخصية التي لا تتكرر.
لمّا تطلعتُ إلى حياة إسكندر المقدوني صرتُ أتساءل، وأسأل نفسي كيف يُمكن لإنسان أن يسرف عمره كاملًا ما بين الموت والحياة ليمد سيطرته على أكبر قدر من هذا العالم، لكنّ جهده لم يكن ليذهب سدى في الريح، فاستطاع أن يُؤسس حضارةً كاملةً يُحكى بها حتى مطالع هذا العصر، إسكندر المقدوني وما جرى على حياته من زيادة وما نُسب إليه من أقوال استطاع أن يفعل ما لم يستطعه كثر حتى هذه اللحظة.
نهاية بطل اليونان إسكندر المقدوني
في الختام، الحياة لا تحتفظ بأحد ولا تهبه الخلد مهما قدّم لها من إنجازات عظيمة، لقد استطاع إسكندر أن يكون شامةً على جبين التاريخ لا يُمكن لأيّ مارٍّ أن يمضي من دون أن يقف ليتأمل تلك الشامة الندية، وما الجمال الذي تهبه للشخص نفسه.
بعد أعوام مديدة من العمل والجهد والحروب والصراعات تُوفي إسكندر المقدوني في عام 323 قبل الميلاد، وقد ترك من بعده إرثًا حضاريًا عظيمًا لمن يخلفه، ويعتلي العرش من بعده، إذ تُوفي بسبب مرض الملاريا في بابل أيّ في العراق اليوم، وقد باغته المرض وهو ما يزال يُفكر في توسعة أرضه ووطنه، حيث كان عازمًا على الاستيلاء على روما، فتُوفيت تلك الشخصية المميزة باكرًا.
خطفته يد الموت، وكان ما يزال في الثانية والثلاثين من عمره، ولمّا كان صارمًا في حكمه كان القتال على السلطة هو سيد الموقف من بعد موته، هكذا أفلت شمس الإسكندر لتسطع من بعده شمس ثانية، فكلما تعاقبت السنين على هذه الأرض كلما تتابعت الشموس وأفل غيرها.