تعبير عن احترام المعلم
يعدُّ التعليم من أهمّ الأمور التي تؤدي إلى تطوّر المجتمعات، فمِن خلال التعليم يتم إنشاء جيل قادر على مواجهة التحديات، ومواكبة التطور التقني الهائل الذي يغزو حياة الناس، وتوظيف التقنيات الحديثة في خدمة الحياة الإنسانية، وقد تطورت المنظومة التعليمية في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى صُلب العملية التعليمية، ورغم التغييرات الجذرية التي شهدتها المنظومة التعليمية مُؤخرًا إلا أن دور المعلم ما زال محوريًّا فيها، فالتعليم منظومة متكاملة لا تقتصر على إيصال المعلومة العلمية إلى الطلاب، ومساعدتهم على الاستفادة منها في بناء المعرفة المتخصصة وتطوير الذات، بل إن دور المعلم يتقاطع مع دور الأبوين في العملية التربوية، من خلال غرس الأخلاق الحميدة فيهم، وهذا ما يجعل المعلم في مقام الأبوين، وعليه يجب أن يحظى بكل الاحترام والتقدير من قبل الطلاب وذويهم والمجتمع ككل.
وتتجلّى صور احترام المعلم في تعامل الطلاب بشكلٍ مهذّب معه، وتقدير الجهد الذي يبذله في العملية التعليمية، كما يقع دور مهمّ على إدارات المؤسسات التعليمية من خلال منح المعلمين حقوقهم كاملة، وعدم الإساءة إليهم بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك عقود العمل التي يتم توقيعها بين المعلمين والمؤسسات التعليمية أو المدارس الخاصة وما قد تحمله هذه العقود من بنود تظلم المعلمين بشكل صريح، كما يجب على هذه المؤسسات الوقوف في صف المعلم ضدَّ كل ما يسعى إلى التقليل من احترامه، أو إضاعة حق من حقوقه أو التمييز بين المعلمين أنفسهم داخلها، كما يجب على الأبوين تعزيز قيم احترام المعلم في أبنائهم من خلال بيان أهمية المعلم في المجتمع، ودوره في صناعة الأجيال التي حققت العديد من المنجزات على الأصعدة كافة.
ويعدُّ يوم المعلم من أهمّ مظاهر تكريم المعلم على مستوى العالم، حيث يتم إحياء هذا اليوم في العديد من المدارس بتخصيص العديد الكلمات في الإذاعة المدرسة لذكر أهمية المعلمين ودورهم البارز في قيادة المجتمعات نحو الحضارة والتميز، كما يتم في هذا اليوم تكريم مجموعة من المعلمين الذين كانت لهم إسهامات بارزة وأثر كبير على نجاح طلابهم وتحقيقهم مستويات متميزة من التحصيل الدراسي، بالإضافة إلى تكريم بعض المعلمين بناءً على عدد سنوات الخدمة في القطاع التعليمي، وما أسداهُ هؤلاء المعلمون من خدمة للأجيال طيلة السنوات التي قضوها في تخريج الأجيال وتأهيلهم للوصول إلى المراحل التعليمية المتخصصة، ثم إلى الحياة المهنية التي يمارسون فيها بعض الأعمال ذات العلاقة بالتخصصات التي درسوها كي يبنوا مستقبلهم ويحققوا ذاتهم ويصلوا إلى الأحلام التي كانت تراودهم عندما كانوا صغارًا.