موضوع تعبير عن الأمانة للصف السادس
الأمانة هي واحدةٌ من الأخلاق الحميدة التي يجبُ على الإنسان أن يتخلّق بها، فلا يكون إسلام المرء صحيحًا حتى يكون أمينًا، بل هي من الأخلاق العالميّة التي تُنادي بها جميع دول العالم، وسيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبير عن الأمانة للصف السادس بإذن الله، منذ عهد الجاهليَّة حتّى الآن، إذْ ما تزال الأخلاق الحميدة نفسها، ومن بينها الأمانة، فهي فضيلةٌ اجتماعيَّةٌ يُثاب عليها المرء.
فلقِّب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصَّادق الأمين، وقد أَكبر به رجال قريش هذه الصِّفة، حتى كانوا يوكلون إليه تجاراتهم، وهذا أوَّل ما أعجب خديجة -رضي الله عنها- بسيِّد الخلق أجمعين، فإنَّ الأمانة تعود على صاحبها بالخير العميم، والفضل الكثير، قال الشَّاعر فيها:
أَرْعى الأمانةَ لا أَخُونُ أمانتي
- إِن الخَؤُونَ على الطريقِ الأنكبِ
ولا تشتمل الأمانةُ فقط على حفظِ أموال الآخرين، بل حفظ العين عن الحرام أمانةٌ من أعظم الأمانات، وحفظ أسرار الآخرين أمانة، وحفظ أعراض النّاس أمانةٌ لا يخوض فيها الشَّخص مهما سمع، فيجب عليه أن يكفَّ لسانه عمَّا حرّمه الله، وحفظ الجسد من المهلكات أمانةٌ، قال الله -عزَّ وجل- في كتابه العزيز: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[١] إذًا فلا يجوز أن يوديَ الإنسانُ بنفسه في المخاطر، ويقول هذا قَدَر الله، على العكس من ذلك فهذا تفريطٌ بالأمانة الموكلة من الله إلى عبيده.
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "القَتْلُ في سبيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنوبَ كلَّها ، أوْ قال : يُكَفِّرُ كلَّ شيءٍ إلَّا الأَمانَةَ ، يؤتى بِصاحِبِ الأَمانَةِ فيقالُ لهُ: أَدِّ أَمانَتَكَ، فيقولُ: أنَّى يا رَبِّ وقَدَ ذَهَبَتِ الدنيا؟ فيقالُ لهُ: أَدِّ أَمانَتَكَ، فيقولُ: أنَّى يا رَبِّ وقَدَ ذَهَبَتِ الدنيا؟ فيقالُ لهُ: أَدِّ أَمانَتَكَ، فيقولُ: أنَّى يا رَبِّ وقَدَ ذَهَبَتِ الدنيا؟ فيقولُ: اذْهَبُوا بهِ إلى أُمِّهِ الهاوِيَةِ، فَيُذْهَبُ بهِ إلى الهاويةِ فَيَهْوِي فيها حتى يَنْتَهيَ إلى قَعْرِها فَيَجِدُها هُناكَ كَهَيْئَتِها، فَيَحْمِلُها فَيَضَعُها على عَاتِقِهِ فَيَصْعَدُ بِها إلى شفيرِ جهنمَ حتى إذا رأى أنَّهُ قد خرجَ زلَّتْ فهوَى في أَثَرِها أَبَدَ الآبِدِينَ، قال: والأَمانَةُ في الصَّلاةِ والأَمانَةُ في الصَّوْمِ والأَمانَةُ في الحَدِيثِ، وأَشَدُّ ذلكَ الوَدَائِعُ، فَلَقِيتُ البَرَاءَ فقُلْتُ: أَلا تَسْمَعُ إلى ما يقولُ أَخُوكَ عبدُ اللهِ؟ فقال: صَدَقَ."[٢]
فها هي الشَّهادة لا تغفر لصاحبها تفريط الأمانة؛ لعظمها ومكانتها، هذا ليس فقط موضوع تعبير عن الأمانة للصف السادس بل هي كلمات لو وضعت على جبل لهدمته من ثقلها، وهي دستور حياة، ومنارةٌ لو مشى عليها الإنسان ما أخطأ طريقه قط.