موضوع تعبير عن الأمانة وأهميتها
الأمانة خلقٌ عظيم، وقد حض الله -سبحانه وتعالى- ورسوله الكريم على حفظ الأمانة، وإنّ من أجلِّ المواضيع وأعظمها أن يكتب الإنسان موضوع تعبير عن الأمانة وأهميتها في الحفاظ على المجتمع، فالأمانة هي خلق سيد المرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم- التي عرُف بها حتى قبل أن يُبعث رسولا، وعلى الرغم من تكذيب قومه له إلا أنهم لم يتخلوا عن إيداع أموالهم عنده، ولم يتركوا التعامل معه، كيف لا وهو البيت الحافظ لأموالهم ولودائعهم الثمينة، وما استخلاف سيدنا محمّد لعليّ بن أبي طالب لإيصال الأمانات إلى أهلها بعد هجرته إلا درسًا علمنا إياه بأداء الأمانة إلى أهلها.
وإنّ الأمانة من مكارم الأخلاق ومن شيم الإنسان المستقيم، وقد جاءت جميع الشرائع لتحض على الأمانة وأدائها لأصحابها، وكان الإسلام كمدرسةٍ يخرج أبناء هذه الأمة جيلًا من بعد جيل، فالإسلام يرقب فيمن دخل هذه المدرسة واعتنق هذا الدين، أن يكون مؤمنًا حقًا يؤدي حقوق الله وحقوق العباد ويحفظها من الضياع والإهمال، وللأمانة صورٌ عديدة يجب أن يمتثلها المسلم بحياته، فالجوارح التي أنعم الله بها على عبيده هي أمانة من عنده، ويجب المحافظة عليها وأداء حقّها فلا ينظر المرء ولا يسمع إلا ما أحله الله له، ولا يتجسس على حرمات الناس، قال تعالى:{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}،[١]
ومن صور الأمانة التي حض الله -سبحانه وتعالى- عليها، والتي تجد فيها الكثير من الإهمال والتضيع من قبل الأهل، هي الأولاد فمن باب الأمانة أن يقوم المسلم على تربية أولاده تربيةً إسلاميةً صحيحية، فلا يتركه للأجهزة الحديثة والأجهزة الالكترونية والشبكات العنكبوتية كي تغرس به ما تشاء، بل يجب على الأهل تعهد أخلاق هذا الطفل منذ نعومة أظافره إلى أن يصبح شابًا قد اشتد عوده.
فقد قال رسول الله:"كُلُّكُمْ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالإِمامُ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِها راعِيَةٌ وهي مَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِها، والخادِمُ في مالِ سَيِّدِهِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، قالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلاءِ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَحْسِبُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: والرَّجُلُ في مالِ أبِيهِ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ".[٢]
بهذا الحديث اختصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكثير من قيم الأمانة المهمة في المجتمع، فتحدث عن أمانة الوالي بمنصبه وألّا يستغله لمصالحه الشخصية، وأمانة الزوجة في بيت زوجها، فقد علم الإسلام أن الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع، والزوجة والمرأة هي أساس هذه اللبنة، فإن أدت أمانتها التي كتبها الله عليها من صيانة بيت الزوجية وتربية الأولاد صَلُحت اللبنة الأولى.
كل هذا سيتضافر للنهوض بهذه الأمة، ولبناء مجتمع متكاتف ومتماسك، فعندما يأمن الإنسان على عرضه وماله ودينه، سيعمل بكل راحة بال، عندما يتقن الشخص عمله من باب الأمانة التي زرعها فيه رسول الله، سيُنشَأ عندها اقتصادًا قويًا وسيصبح البلد منيعًا على أعدائه، هذا كان شيئًا قليلًا من موضوع تعبير عن الأمانة وأهميتها في الحفاظ على المجتمع متعاضدًا.