موضوع تعبير عن الانتماء للوطن

كتابة:
موضوع تعبير عن الانتماء للوطن

كيف يكون الانتماء للوطن؟

الوطن هو الخيمة الكبيرة التي تظلل الشعب وتحضنهم وتحميهم من كلّ شيء، والوطن هو بمثابة أم حنون تحمي أبناءها من كلّ شيء، لهذا لا بد أن يشعر الإنسان بالانتماء إلى وطنه بشكلٍ فطري، وأن يشعر بحبه الكبير يسري في عروقه، فالانتماء للوطن يأتي من حقه على أبنائه في أن يصونوه من كل الشرور، وأن يحافظوا عليه من هجمات الأعداء ويحموه بالأرواح والدماء، ولهذا فإنّ الانتماء للوطن لا يكون بالكلمات والأشعار والمدح، بل يكون بالعمل الدؤوب في سبيل رفعته ووضعه في المقدمة في كلّ الأوقات حتى يكون مميزًا له اسمه الكبير دائمًا، وحتى يظلّ منارة الإبداع.


يكون الإنسان منتميًا لوطنه إذا تعب لأجله وأعطاه وقته وجهده، وتعلّم واجتهد ولم يسمح لأي شيءٍ يلوث نقاءه، فالوطن أغلى من المال والولد، ومن أراد أن يكون منتميًا له كما يجب، فعليه أن يعقد العزم على أن يتعب على نفسه حتى يرفع راية بلده في جميع الميادين، كما أنّ الانتماء يكون بالحفاظ على موارده ومصادره الطبيعية وثرواته وعدم هدرها، وعدم تلويث بيئته سواء الماء أم الهواء أم التربة، والحفاظ عليه كما لو أنه قطعة من الروح، ويجب أن يحرص الإنسان على الحفاظ على نظافة بلده وأن يتعامل مع زائريه بأخلاق عالية حتى يعطي صورة جميلة عنه.


يكون الإنسان منتميًا لوطنه إذا حافظ على تاريخه الحضاري وإرثه الذي تركه الآباء والأجداد، وسعى إلى أن يظلّ هذا الإرث يحكي قصص البطولات التي عاشها الوطن، والاغتراب عن الوطن لا يوقف الانتماء إليه، بل يزيده بشكل كبير عندما يعكس المتغرب صورة جميلة عن وطنه بتعامله اللطيف المليء بمكارم الأخلاق والمبادئ السامية، وهذا الانتماء لا يقتصر على الإنسان فقط، فالحيوانات أيضًا تنتمي لأوطانها وتعود إليها مهما هاجرت وابتعدت، لأنّ الكرامة الحقيقية تكون فيه، ومن يبتعد عن وطنه يفقد جزءًا كبيرًا من استقرار حياته، ويظلّ شعور الاغتراب ساكنًا في قلبه.


يكون الانتماء للوطن بالعمل الدؤوب في جميع ميادينه، والعمل على تنمية مصانعه ومزارعه وشوارعه ومدارسه وجامعاته، ومحاولة خلق الابتكارات والإبداعات التي ترفع سمعة الوطن إلى الأعلى، وتُسهم في تعزيز مكانته ومهابته بين الناس، كذلك بأن يكون أبناء الوطن يدًا واحدة تعمل معًا لأجله، وألّا يسمحوا لأي شيء أن يعكر صفو الأمن والأمان فيه، وأن يكونوا في وجه جميع المتربصين به بحيث يكون في الطليعة دائمًا، فالوطن مهما كان قاسيًا يظلّ أحنّ على أبنائه من بلاد الغربة، لهذا فإنّ الانتماء أيضًا يوجب على الآباء والأمهات أن يغرسوا في نفوس أبنائهم حبه في كلّ وقت ومهما اختلفت الظروف والأحوال.

أهمية الانتماء للوطن

تكمن أهمية الانتماء للوطن بأنّه هو الذي منح للإنسان كرامته، فالإنسان خارج وطنه يشعر وكأنه ضائعٌ تائه يفتش عن ملجأ لأحلامه وآماله، ومن لا ينتمي لوطنه يفتقد الشعور بالحب والاستقرار، والانتماء إليه يعزز الشعوربالسعادة الكبيرة والطاقة الإيجابية، ويزيد من شغف الإنسان ورغبته في العمل والتطوّع لأجل وطنه وشعبه، كما يُسهم في تشجيع أبناء الوطن على أن يكون أبناءً صالحين يسعون إلى رفعة أوطانهم، وأن يسعوا إلى تعزيز الوفاء وزيادة الولاء والانتماء للوطن بكلّ الطرق.


أهمية الانتماء لا تقتصر على فائدة واحدة فقط، لأنّ المنتمي يشعر بحاجته إلى أن يكون مخلصًا في دفاعه عن وطنه، فلا يشعر بالتعب أبدًا وهو يذود عنه أو يعمل لأجله، كما يحفز الإنسان على أن يُتابع مسيره نحو العمل والإنجاز حتلى لا يجعل أي بلاد تسبق بلاده نحو التقدم والتطور، وهذا يرفع الكفاءة ويزيد من الهمة ويجعل الإنسان يعمل لأجل هدف وغاية سامية وهي أن يرى وطنه أوّل الأوطان في النمو والمسير نحو المجد، لهذا فإنّ تعزيز الانتماء والولاء للوطن يجب أن يأخذ مساراتٍ عدة وألّا يقتصر الإنسان جهده وانتماءه على شيءٍ واحد.


يُعزّز الانتماء الرغبة لدى طالب العلم أن يجتهد أكثر ليكون مخترعًا في وطنه يقدّم الفائدة له، كما يحفز الطبيب على أن يكون مخلصًا في عمله، وكذلك المعلم الذي يعرف أنّ رسالته تُحتّم عليه تدريس أبناء الوطن بكل حب وشغف حتى يكونوا متميزين، ويزرع في قلوبهمالحب والعطاء والرغبة في تمكين بلادهم من الوصول إلى العلياء، والعمل على رفع رايات الوطن في جميع المحافل الدولية، وخاصة في المجالات الحيوية كالصحة والتعليم، كما أنّ الانتماء يمنع الإنسان من أن يقطع شجرة فيه أو يرمي القاذورات على الأرض، بل يحرص على أن يجعل بلده أخضر يتنفس الهواء النقي.


يُعزّز الانتماء الحقيقي والصحيح الرغبة في تحسين السلوكيات التي يتصرف فيها الإنسان على وجه العموم مع وطنه وأبناء وطنه، فلا يؤذي أحدًا ولا يكون جزءًا من الفساد بكافة أشكاله، ولا يسرق أو ينهب ثرواته، بل يحافظ عليها كما لو أنها ملكٌ شخصي له، كما يجعله الانتماء إنسانًا راقيًا يتصرف بشكل متزن بعيدًا عن الخرابوالفساد والدمار الذي يُلحقه البعض بأوطانهم مقابل مصالح شخصية زائلة، لأنّ مصلحة الوطن فوق المصلحة الفردية وفوق الجميع، ولا يمكن أن يحلّ أحدٌ مكانه لأن الوطن لا بديل له أبدًا، ولهذا يسعى الفرد على أن يُظهر انتماءه بشكله الحقيقي ليفيد المجتمع في وطنه.

تعزيز قيمة الانتماء للوطن

يمكن للإنسان أن يُترجم هذا الانتماء بالعديد من الأفعال التي يقوم بها لأجله، والأهم من هذا أن يعمل على تعزيز قيمة الانتماء للوطن ويدعو إليها الجميع من كبار وصغار، وأن يعرف الناس أهمية هذا الانتماء، وكيف أنّ حماية الوطن من الداخل يكون بانتماء أبنائه إليه بشكل تام، وألّا يعلو أي حب على حب الوطن، ويكون هذا بالإيمان المطلق أنّ الوطن هو القضية الأهم في حياة كل إنسان ويجب عليه أن يحمل قضيته في قلبه أينما ذهب، وأن يحرص كلّ الحرص على أن يكون مرآةً لوطنه فلا يعكس في هذه المرآة إلًا الأفعال الجميلة.


يكون تعزيز الانتماء للوطن بأن يتم وضع المناهج الدراسية التي تحث على حب الوطن وتزيد من التربية الوطنية في النفوس، وأن يتم تعليم طلبة المدارس والجامعات الأسس الصحيحة والأخلاقيات التي من المفترض أن يتمتع بها المواطن الصالح، وأن يتم إيقاع العقاب بكل فاسد يشكّك في قيمة الأوطان، ويعدّ هذا التخريب بالنسبة له منهج حياة، وهذا خطأ كبير يدمر كل القواعد التي يبنيها الإنسان لنفسه لأجل أن يكون جزءًا من وطن متطوّر وشعبه منفتح على الديموقراطية والحوار ولا يعرف الأذى أو الإرهاب أو الفساد الأخلاقي والاجتماعي.


الشعور بالفخر يُعزّز الانتماء إليه، وقراءة تاريخه العريق ومجده وحضارته يجعل الإنسان متمسكًا بأرضه وحريصًا على رفعة شعبه، ويُجسّد انتماءه إليه بطرقٍ كثيرة فلا يُفكّر أي شخص بالمساس بأمنه وأمانه، ويمكن أيضًا تكثيف المشاركة بالأعمال التطوعية والخيرية التي تفيد المجتمع وأبناء الوطن وتزيد من الحركة الحيوية والفعاليات المختلفة فيه، بحيث يكون كل شخص جنديًّا في مكانه ويحمل رسالة عليه أن يؤديها على أكمل وجه، فالطبيب الذي يُعالج المرضى بإخلاص يعزز انتماءهم لأوطانهم، وهكذا المعلم والصيدلاني والمحامي والقاضي وغيرهم، لهذا يجب على أبنائه أن يتجاوزوا جميع الاختلافات في الأصول والمنابت والاهتمامات وأن يكون هدفهم الأسمى والأنبل إحراز التقدم المستمر للوطن.


عندما يكون الإنسان معتزًا بانتمائه لوطنه يلمس حب الوطن في الحقيقة بشكلٍ كبير، ويشعر أنه يريد أن يصنع المجد له بأي طريقة، المهم أن يرى أعلامه ترفرف في كلّ مكان، وأن يذكره الجميع بالخير ويتمنون لو أنهم جزءٌ منه، لهذا فإنّ عمل الخير في الوطن سواء له أم لأبنائه يجعل الإنسان منتميًا له بالشكل الصحيح، ويكون هذا بتجسيد معنى الانتماء للوطن سلوكًا وفعلًا وعدم خيانته ولو بأصغر الأشياء، ويكون الولاء والانتماء أيضًا بالحفاظ على رموزه وطاعة أولياء الأمر فيه وعدم إثارة الشغب أبدًا حتى لا يصبح الوطن لقمة سائغة للأعداء، وحتى يظلّ جمرة مشتعل يحرق كل من يفكر بالهجوم له أو الكيد له.


احترام العادات والتقاليد والأعراف الخاصة بالوطن جزءٌ لا يتجزأ من الانتماء إليه وحبه، خاصة أنّ البعض يستورد عاداته من بلاد الغربة ويحاول فرضها في وطنه دون أن يعي أنّ عادات وطنه هي جزءٌ من ثقافته وحضارته، وأنّها هويته التي يجب أن يفتخر بها أبناؤه في كل مكان، فالشعوب المنتمية لأوطانها تُحافظ على الموروث الشعبي والثقافة الشعبية المترسخة في ذهن المواطنين، وتعمل على حمايتها ونشرها للعالم أجمع بكلّ فخر واعتزاز وانتماء ورحابة صدر تُشعر الشعوب الأخرى بأنّ هذا الشخص ينتمي لوطنه بكلّ حبّ.  


لقراءة المزيد من الموضوعات، اخترنا لك هذا المقال: موضوع تعبير عن حب الوطن والدفاع عنه.

3706 مشاهدة
للأعلى للسفل
×