يوم التخرج يوم موعود
ها قد جاء يوم التخرج الذي انتظرناه طويلًا، إنّه اليوم الموعود الذي سهرنا لأجله الليالي وتعبنا لنحصد ثمار التعب، واليوم الذي أعددنا له الفرح والأمنيات، ففي هذا اليوم تختلط المشاعر ما بين الفرح الكبير الذي كنا ننتظره بفارغ الصبر، وما بين الفخر الذي نراه بعيون الآباء والأمهات والعائلات، وما بين شعور الثقة الكبير الذي نلمسه في أعماقنا لأننا تجاوزنا كل شيء ووصلنا إلى ما نريد، فالتخرج بداية جميلة للحياة العملية التي تتطلب تحديات كثيرة وإعدادًا صحيحًا لأجل البدء بنجاح وعزيمة واقتدار، ولا يمكن لأي كلمات أن تصف فرحة التخرج الكبرى التي تُشعل القلوب بالبهجة والسعادة، فالتخرج هو النجاح المنتظر والذي يتمناه الجميع.
بمجرد أن دخلنا إلى الجامعة وبدأنا فيها الدراسة في السنة الأولى ونحن نترقب يوم التخرج كما لو أنّه موعد الذهاب إلى الفرح، لهذا نرى هذا اليوم في أحلامنا ونتحضّر له بكامل الحب والبهجة، وننسج حوله القصص والحكايات الكثيرة، ونرتب مواعيدنا وفق هذا اليوم ونتأمل بالكثير من الأمنيات أن تتحقق ونحن مسلحون بالعلم والمعرفة والثقافة التي اكتسبناها في أيام الدراسة الجامعية، خاصة أنّ الجامعة ليست فقط مكانًا لطلب العلم، بل هي أيضًا لتعلّم فنّ الحياة والتعرف إلى أشخاص جدد وأصدقاء يبقون معنا طوال العمر ونفتخر بصداقتهم الجميلة، فيوم التخرج هو المنارة التي تُضيء لنا دروب العلم في جميع سنوات دراستنا الجامعية.
في أحيان كثيرة نشعر أنّ يوم التخرج يحمل في طياته مشاعر متناقضة، فأحيانًا نشعر بالقليل من الحزن الكامن في أعماقنا لأننا سنفارق مكانًا بقينا فيه عدة سنوات ونسجنا به أروع الأحلام وحصدنا منه الذكريات الكثيرة، وسنبتعد عن أصدقائنا الذين ستأخذهم الحياة إلى دروب مختلفة، فالبعض سيُواصل دراسته العليا والبعض سيتزوج ويعمل، والكثير منهم ربما سغادرون أرض الوطن بحثًا عن دروب جديدة، فالتخرج يفتح للجميع آفاقًا واسعة ويمكنهم من مواصلة العمل والحياة بطريقة أخرى بعيدًا عن نمط الحياة الجامعية التي اعتدنا عليها، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن يكون التخرج إلا يومًا للفرح والسرور بما حققناه من درجة علمية.
يوم التخرج هو يوم للانطلاقة نحو الأفضل، وعلى كل واحدٍ وصل إلى هذا اليوم أن يفتخر بنفسه كثيرًا، وأن يسعى لأن يكون الأفضل في حياته القادمة حتى يُحرز ثمن تعبه الذي أمضاه في الدراسة، وحتى يكون مثالًا يحتذى من الزملاء والأصدقاء والأساتذة، وألّا يكون مجرد خريج عادي أحرز درجة علمية، بل يجب أن يترك بصمة واضحة في جميع مجالات حياته وأن يتوفق بها علميًا ومعرفيًا وعمليًا، ولا يعرف المعنى الحقيقي لفرحة التخرج إلا من جرّب هذه اللحظة بكافة تفاصيلها.
الآن حصدنا ثمار التعب
الآن جاء يوم التخرج الذي انتظرناه طويلًا وكنا نتعب ونسهر الليالي لأجله حتى نرى الفخر في عيون أمهاتنا وآبائنا، وها نحن نقف اليوم مسلحين بالعلوم المختلفة، وتملؤنا الثقة الكبيرة بأننا سنواصل رحلة العلم، ولن يكون التخرج هو النهاية وإنما بداية الفرح وبداية لانطلاقة حقيقية لتحقيق المزيد من العلم والمعرفة والثقافة، فهنيئًا لمن تخرج بتفوق وحقّق أعلى الدرجات وتمكّن من تذوق ثمار تعبه بكل راحة واطمئنان لأنه يعرف تمامًا أنّ ما حققه سيجعله يفتخر بنفسه كثيرًا، وما إن نمسك شهادة التخرج بأيدينا ونرتدي ملابس التخرج ونرى الفرحة في عيون الجميل حتى نشعر بقيمة التعب الذي لم يذهب هباءً أبدًا، وإنما جاء التخرج إلينا مثل المكافأة التي حصلنا عليها بعد الجهد الكبير.
يظلّ يوم التخرج هو اليوم الذي ينتظره الجميع، فالخرّيج ينتظر أن يرى نفسه وهو متهيء لاستقبال الفرح والإمساك بشهادته العلمية التي يختال بها بينه وبين نفسه، لكنها في الحقيقة تزيده تواضعًا وحبًا للعلم والمعرفة، وتجعله ممتنًا لكل الأساتذة الذين تعلّم على أيديهم، فالحياة لا تتوقف عند هذه الشهادة، وإنما هي بداية للتميز والإبداع الذي لا ينتهي أبدًا، وشهادة التخرج لا تعني فقط أننا حصلنا على شهادة علمية في تخصص ما، وإنما هي شهادة لأيام جميلة وأيام تعبنا فيها وانتظرنا لنحصد فرحة التعب، فيا له من شعور جميل يغمرنا بهذا اليوم الذي يرتسم في أحلامنا كل ليلة وننتظره بكل ما أوتينا من شغف.
في أيام الدراسة ربما نشعر أحيانًا بالتعب الكبير الناتج عن السهر وتصفح الكتب والأوراق، لكن بمجرد أن نصل إلى يوم التخرج نرى كل التعب وقد تحول إلى سببٍ من أسباب الفرح، فنأتي إلى يوم التخرج ونحن نستعد للأحلام الجميلة التي زرعناها في أعماقنا،
ونسترجع أجمل الذكريات التي قضيناها في القاعات الدراسية مع الزملاء والأصدقاء ونحن نتشارك معًا الهموم الدراسية التي أتعبتنا، ونخطط معًا ليوم التخرج وكيف سنفرح معًا وننتظر انطلاقتنا نحو الحياة العملية والمزيد من العلم الذي سنحصّله في أماكن أخرى، لأن طلب العلم لا يتوقف أبدًا، وحتى لا يندم الخريج على أي لحظة مضت في أيام دراسته عليه أن يحصل على شهادته بتعبه ومجهوده فقط بعيدًا عن الغش والواسطة والمحسوبية التي تفسد علمه وتجعله غير مستحقٍ لثمار التعب.
كل شخص يمتلك طموحًا عاليًا يُحقّقه في يوم تخرجه سيوفقه الله تعالى الذي يمهد لطالب العلم كل سبل المعرفة والخير، لأنّ الله تعالى أمر بطلب العلم، وكل طالب علم يتخرج من درجة علمية فهو يحقق رسالته التي بدأها ليكون بهذه الرسالة قد أدّى الأمانة التي كان يحملها، ومَن يرغب بالاستزادة من العلم يستطيع أن يكمل المسير محفوفًا بالطموح والأمنيات والدعوات الكثيرة، بالإضافة إلى الرغبة والشغف الذي تذكيه مشاعر الفرح بما يحققه النجاح الدراسي، فكلّ التعب يتلاشى بنظرة واحدة من أم أو أب أو معلم يرى فرحة التخرج والفخر في عيون تلميذه أو ابنه، ويتذكر به أيامه في طلب العلم، ويرى ثمرة جهده وقد أينعت وأصبحت جاهزة لتكون في مكان العمل.
ها نحن نحتفل بيوم التخرج
ها قد جاء اليوم الذي انتظرناه كثيرًا وتعبنا لأجله، فالتخرج هو البداية الفعلية والجديدة للحياة العملية، وهو من أهم المراحل التي ينتظرها الطالب الجامعي حتى يجني ثمار التعب والجهد ويبدأ بالمشي في المسار الصحيح للحصول على الوظيفة أو المهنة المناسبة لتخصصه، ومنذ اليوم الأول لبدء الدراسة الجامعية يبدأ الطالب الاتهاد وعدّ الليالي والأيام التي تحفزه على الدراسة والعمل والإنتاج للوصول إلى ما يُريد، فتكون الدراسة مليئة بالتحدي وتخطي الصعوبات والعقبات، وهذه العقبات جميعها ما هي إلا دروس عملية للطالب الذي يأتي إلى يوم التخرج وهو يختزن الكثير من الخبرة العملية والعلمية والحياتية، ويعرف ماذا يريد لينجح في الحياة العملية على أتمّ وجه.
يوم التخرج هو الهدف الذي يسعى إليه كلّ طالب، لهذا يظلّ هذا اليوم هو اليوم المرتقب الذي ينظر إليه الجميع بروح الأمل والتفاؤل، خاصة أنّ الطالب الجامعي في أيام دراسته لا يكون معتمدًا على نفسه بالدرجة الأولى، وإنما يكون معتمدًا على أهله سواء في مصروفه أم في العديد من شؤون حياته، وما أن يصل إلى يوم التخرج حتى يشعر بأنه أصبح قادرًا على العمل والاعتماد على نفسه، لأنّ يوم تخرجه يُتيح الفرصة للإنتاج والانخراط في المجتمع بالطريقة الصحيحة، والعمل بكفاءة واقتدار وتميز وإبداع، والمزيد من الإنتاج في جميع المجالات على اختلافها.
يوم التخرج هو اليوم الفعلي للبدء في رسم مسار الطريق بالنسبة للطالب، فهو يتحول من صفة طالب معتمد على أهله ومُدرّسيه إلى شخص ينتظر الذهاب إلى العمل أو على الأقل يبحث عن فرصة للعمل ليكون عنصرًا فاعلًا، وعلى الرغم من الوقت الطويل الذي مضى ونحن ننتظر يوم التخرج، إلا أنّ رؤية الزملاء وهم يجلسون معًا مسلحين بالأمل ويرتدون ثياب التخرج ويتزينون بالورد والعطر، يشتعل في القلب الأمل بغدٍ أفضل، لأنّ الحياة لا تتوقف عند مرحلة واحدة، بل هي مراحل كثيرة والتخرج إحداها.
في قلب كلّ طالب خريج الكثير من الأمل في أن تكون أيامه القادمة فيها حصاد للتعب وثمار توصله إلى هدفه وطموحه، وعلى الرغم من أنّ الخريج يُنهي مواده الدراسية ظاهريًا إلا أنه يعرف في أعماقه أنّ يوم التخرج بداية للعمل والتعب بشكلٍ أكبر لتحقيق النجاح في مسار العمل، ولا يُمكن تحقيق الأحلام إلّا بالوصول إلى التخريج؛ لأنّه يُعدّ نقطة الانطلاق نحو باقي الأحلام، فمعظم الطموحات من عمل ودراسات عليا وغيرها تتوقف على لحظة التخرّج لأنّها نقطة بداية وليست نهاية، ويُمكن للخريج أن يجعل يومه مميزًا إذا كان مكرمًا ضمن الأشخاص المتفوقين، فهو بهذا يستطيع أن يكون فخورًا بنفسه أكثر من أي وقتٍ مضى.