الحيوانات المنقرضة
إنّ المُتأمِّل في مخلوقات الله تعالى يدرك عظمة الله -عزّ وجل- من خلال وجود ملايين الأنواع من الكائنات الحيّة التي تختلفُ في أشكالها وأحجامها وألوانها، كما تختلف هذه الكائنات في طريقة الحركة، فمنها من يمشي على قدميْن، ومنها من يمشي على أربع، ومنها من يسبح في الماء، ومنها من يطير في الهواء، ومنها من يزحف على بطنه، أمّا طرق التكاثر فهي متنوعة وتتناسب مع الأسلوب المعيشيّ لكلّ نوع من هذه الأنواع بسبب تكيّف هذه المخلوقات على العيش ضمن بيئة تحتوي على خصائص محدّدة، وهناك بعض الكائنات الحية التي لم يعد لها وجود على كوكب الأرض لأسباب كثيرة، وتسمى هذه الحيوانات بالحيوانات المنقرضة.
إن الحيوانات المنقرضة كان لها في يوم ما وجودٌ على وجه هذه البسيطة لكنها اختفت تمامًا، حيث مات جميع أفراد أنواعها، ومن أبرز الأمثلة على الحيوانات المنقرضة الديناصورات، التي تتميز بضخامة حجمها مقارنة بالإنسان، وتنوع أسلوبها المعيشي، واختلاف تراكيبها التشريحية وخصائصها الوظيفية، كما تختلف الديناصورات في حجمها من نوع إلى آخر، وفي الأسلوب الذي كانت تتبعه في الحصول على الغذاء، وفي طبيعة الغذاء الذي كانت تتناوله، ومن الأمثلة على الحيوانات المنقرضة أيضًا حيوان الماموث العملاق الذي يشبه حيوان الفيل، والنمور السيفيّة التي تتميز بأسنانها القاطعة ورشاقتها الكبيرة.
وهناك العديد من الأسباب التي أدت إلى انقراض الحيوانات التي كانت تعيش على كوكب الأرض، ومن هذه الأسباب حدوث العديد من الكوارث الطبيعية التي أدى بعضها إلى القضاء على أنواع بأكملها، كما أدى تدخل البشر إلى انقراض العديد من أنواع الكائنات الحيّة الأخرى إثر عمليات الصيد الجائر، والاعتداء على هذه الحيوانات من أجل الاستفادة من قرونها أو أنيابها أو جلدها، كما كانت بعض أنواع الكائنات الحية سببًا في انقراض بعض الأنواع الأخرى؛ بسبب استهداف الحيوانات لبعضها البعض للحصول على الغذاء، كما أدت بعض العوامل البيئية إلى القضاء على بعض أنواع الكائنات الحية بسبب التأثير على البيئة الطبيعية التي تعيش فيها، ومن ذلك تصحُّر المساحات الخضراء، وقلة الماء والغذاء في بعض المناطق، الأمر الذي أدى إلى عدم حصول الحيوانات على متطلبات البقاء.
وتبذلُ العديد من الجهات المهتمة بحقوق الحيوان جهودًا جبارة في سبيل الحفاظ على حياة العديد من الحيوانات المهدّدة بالانقراض، وتتمثل هذه الجهود في إنشاء المحميات الطبيعية، وحصر أماكن وجود هذه الحيوانات، وحظر عمليات الصيد التي تهدِّدُ وجودها في البيئة الطبيعية التي تعيش فيها، وإجراء العديد من الدراسات التي تعطي تفسيرات لتراجع أعداد أنواعها المختلفة في سبيل حصر العوامل التي أسهمت في قلة عدد هذه الأنواع من الحيوانات، والتي قد تقود إلى انقراضها نهائيًّا.