موضوع تعبير عن الرحمة للصف السادس
إنَّ الله -عزَّوجل- أقامَ هذه الأرض على مبدأِ التَّراحم والتَّكافل والتَّعاضد، فخلق الأمَّة الإسلاميَّة جسدًا واحدًا إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر، والحمَّى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى." [١] وسيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبير عن الرحمة للصف السادس بإذن الله، فها هو الإسلام يشرفُ حتَّى على القلب، فكان العطف من أهمِّ الصِّفات الإنسانيَّة التي يجب على المرء أن يتحلَّى بها.
تُحاولُ الآن الدُّول الأوروبيَّة أنْ تسعى نحوَ حقوق الإنسان وحقوق الطِّفل والحيوان، فهي تسنُّ القوانين الصَّارمة ضدَّ من يحاول مخالفة تلك القوانين الوضعيَّة التي يظنُّون ربما أنَّها توفِّر الحقّ للجميع، ولكنَّهم غفلوا عن شيءٍ مهمٍّ وهو أنَّ النَّبي، وسيِّد الخلق أجمعين محمد -صلى الله عليه وسلم- قد سنَّ حتَّى قوانين التّّعامل مع العدوِّ، فيأمر صحابته بحسن التَّعامل مع الأسير، وإطعامه، وسقايته، ومعالجته، حتَّى ترتدَّ عافيته إليه، ولشدَّة حرص الإسلام على مشاعر الإنسان فقد حرَّم الله -عزَّ وجلّ- التَّمثيل في جثث القتلى حتَّى، وإن كانوا مشركين عاصين، ومهما كانت ذنوبهم فيحرم إيذاؤهم بهذا الشَّكل.
وقد ورد أنَّه كانَ لأبي طلحةَ ابنٌ، مِن أمِّ سُلَيْمٍ يقالُ لَهُ أبو عُمَيْرٍ وَكانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يضاحِكُهُ إذا دخلَ، وَكانَ لَهُ نُغَيْرٌ، فدَخلَ رسولُ اللَّهِ فرأى أبا عُمَيْرٍ حَزينًا فقالَ: ما شأنُ أبي عُمَيْرٍ؟ فقيلَ: يا رسولَ اللَّهِ ماتَ نُغَيْرٌ فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: يا أبا عُمَيْرٍ، ما فعلَ النُّغَيْرُ؟ [٢] نعم، إنَّه رسول الخلق أجمعين، ونبي الأمة، وقائد جيش، ورئيس دولة، همومه فاقت الأرض، وتطاولت إلى عنان السَّماء، وهو ينزل إلى طفلٍ صغيرٍ ليسأله عن سبب حزنه، ويلاطفه، ويداعبه، فلو وُضعت قوانين الأرض، واجتمع جميع العالمين لإيجاد تعريف للرَّحمة ما استطاعوا أن يصلوا إلى التَّعريف الذي وضعه هذا الموقف المهيب.
إنَّ للرَّحمة صورًا كثيرةٌ لو تقصَّاها الإنسان ما استطاع حصرها، فإطعام قطة جائعةٍ على قارعة طريق مهجور هو أعظم الرَّحمات، حماية عصفور صغير من بلل الشِّتاء هو رحمة، مسحةٌ من يدٍ حانيةٍ على رأس طفلٍ يتيمٍ قد قاسى من ألوان العذاب ما سلب منه طفولته هو الرَّحمة بعينها، إنَّ الرَّحمة هي ما تميِّز الإنسان عن سائر المخلوقات جميعهم، هذا ليس فقط موضوع تعبير عن الرحمة للصف السادس، بل هو منهاج حياةٍ لو سار عليه الإنسان لأدخله الجنَّة من أيِّ الأبواب شاء فالرَّحمة من أهمّ ما جاء به ذلك الدِّين العظيم.