موضوع تعبير عن الشرطي

كتابة:
موضوع تعبير عن الشرطي

من هو الشرطي

الشرطي هو رجل أمن تنحصر مهمّته في حفظ الأمن والحفاظ على البلاد والعباد، ومعنى قولنا رجل أمن هو أنّه من الرجال الذين يقع على عاتقهم مسؤولية تأمين الناس وممتلكاتهم ضمن نطاقٍ مُحدّد، فمثلًا رجل الأمن في سويسرا تكون مهمته حفظ الأمن في سويسرا، وإن ذهب إلى دولة أخرى فهو مواطن عادي لا يحق له ممارسة صلاحياته في تلك الدولة، وإنّ اسم الشرطة اسم قديم في اللغة العربيّة، فقد كان رجال الأمن في العصر العباسيّ يضعون شريطًا على ثيابهم لتميّزهم عن غيرهم، فصار الواحد منهم يُعرف باسم الشرطيّ، وقائدهم اسمه: صاحب الشرطة، وهنالك قصيدة عن الشرطة يقول فيها الشاعر:


أهلًا شرطتنا عزوتنا

مرحى بحضور ووصولِ

قد عادت لُحْمة قوّتنا

بوشائج عزم مجدولِ

بجدائل شوق وتآخٍ

بمبادئ حق لعدولِ

سهروا للأمن بإخلاصٍ

وانتبهوا في كل حقولِ



كان من مهام الشرطي في ذلك الوقت وإلى اليوم ضبط الأمن في البلاد وملاحقة المذنبين بأمر من المسؤولين عن أمن البلاد والقبض على المجرمين واللصوص وقطّاع الطّرق، ولكنّ وظيفة الشرطي لا تنحصر في ذلك فقط، فأيضًا من عمل الشرطي ومهامه أن يحرس الأبنية المهمّة في البلاد كالمصارف التي يطمع فيها اللصوص، فإنّ مهنة الشرطي كثيرة المتاعب ولكنّهم يؤدّونها بحبّ؛ لأنّهم أُناس أقسموا أن يصونوا بلادهم وأبناء بلادهم وإن كلّفهم ذلك أغلى ما يملكون.



أمّا زي الشرطي المختلف الذي يرتديه رجل الشرطة فهو موجود عبر العصور التي وجدت فيها الشرطة، ففي العصر العباسي كان الزي لا يختلف كثيرًا عن لباس الجنود الآخرين، ولكن كان يميّزهم الشريط الذي يضعونه على ثيابهم، ولكن اليوم صار لهم زيًّا مختلفًا عن الناس وعن باقي الجنود بالكامل، فهم يرتدون الثياب ذات اللون الزيتي التي لا يكون معها لونٌ آخر.



ويكون لباس الشرطة بخلاف الجنود في الجيش -مثلًا- الذين يكون لباسهم بحسب المنطقة التي يقيمون فيها، فالذين يقيمون في الصحراء تكون ألوان ثيابهم قريبة من لون الرمال والتراب، والذين في الغابات يكون قريبًا من ألوان أوراق الأشجار؛ وكلّ ذلك من أجل التمويه والتماهي مع المكان الذي يقيمون فيه؛ كي يصعب على الأعداء تمييزهم إذا ما أرادوا بهم سوءًا، وأمّا الشرطة فإقامتهم تكون داخل الوطن فيرتدون لباسًا يميّزهم عن باقي المواطنين، فيكون لباسهم بنطالًا وقميصًا ومعطفًا باللون الزيتي، وينتعلون البسطارَ العسكريّ ذا اللون الأسود.



وقد ترى الشرطي يقف على باب المخفر الذي هو عماد عمل الشرطي، فتراه يضع على خصره الأصفاد كي يضعها في أيدي المجرمين والمُشتبه بهم لئلّا يهربوا من قبضة العدالة، فهذه إحدى أدوات الشرطي، ويُضاف إليها المسدّس الذي يحميهم من المجرمين وأشباههم، والشرطة أقسام وليسوا صنفًا واحدًا، ولكل نوع من رجال الشرطة أدوات خاصّة بهم تميّزهم عن غيرهم.



من هو شرطي المرور

وهناك قريبًا من إشارة المرور قرب ممر المشاة يقف رجلٌ يرتدي ملابس الشرطة ولكنّه يضع في فمه صافرةً ويحمل بيده عصًا ويشير بيده للسيّارات وكأنّه يقول لها قفي، ثمّ يُشير بيده للمارّة الذين يقفون فيمرّون مسرعين من الممر المخصّص لهم، إنّه شرطي المرور، مهندس السير وضابط إيقاع الحركة في الشوارع، الذي يدافع عن عدالة المارّة ويُعطي الطريق حقّه، فلا يسمح لسيارة أن تصعد الرّصيف، ولا يسمح للمارّة عبور الشارع في غير الوقت الذي تخصّصه لهم إشارة المرور، إنّه كقائد الأوركسترا يكفي أن يشير بيده لتنتظم الحياة في الشارع.



وعمل شرطي المرور يقتصر على تنظيم السير وضبط حركته بين المشاة وسائقي السيارات المختلفة، فإنّ أولى المهمّات عند شرطي المرور هي أرواح المواطنين التي يجب حمايتها والحفاظ عليها والحدّ قدر الإمكان من حوادث المرور التي يروح ضحيّتها كلّ عام كثير من المواطنين الأبرياء الذين لا يكون لهم ذنبٌ سوى تهوّر بعض السائقين الذين يتجاوزون الحدّ المسموح في القيادة، يقول الأديب عبّاس محمود العقّاد في قصيدة يسرد فيها صفات شرطي المرور:


متحكّم في الراكبين

وما له أبدًا ركوبهْ

لهم المثوبةُ من بنانك

حين تأمر والعقوبهْ

مُر ما بدا لك في الطريـ

ـق ورُض على مهلٍ شعوبهْ

أنا ثائرٌ أبدًا وما

في ثورتي أبدًا صعوبهْ

أنا راكبٌ رِجلي فلا

أمْرٌ عليَّ ولا ضريبهْ


فيرى العقّاد أنّ صفات شرطي المرور التحكّم في الحركة المروريّة للناس، ولكن ليس التحكّم الضار بالآخرين، وإنّما التحكّم المفيد الذي قد يقتضي فرض العقوبة على المخالفين للقوانين، فالناس أمامه جميعًا سواسية كأسنان المشط، فلا يعلو فوق القانون أحدٌ كائن من كان، فأهمّ صفة في شرطي المرور هي العدل في مواطن والمساواة في مواطن أخرى.


وقد يكون شرطي المرور حمامة سلام يزرع الابتسامة على شفاه الضائعين وسط الزحام، فلو أنّ طفلًا قد ضاع من أبيه وأمّه في الزحام فأوّل شخص يلجؤون إليه هو شرطي المرور، فعندها لن يدّخر جهدًا في البحث عنه وتكليف زملائه بالبحث معه إلى أن يجدوه ويعيدوه إلى أهله الحائرين الذين يكونون على أشدّ من النار ذات الجمر واللهب، وكم من طفل قد ظنّ أهله أنّه لن يعود إليهم، ثمّ بفضل الله -تعالى- ثمّ همّة رجال المرور يعود إلى أهله سالمًا معافًى من كلّ مكرور، ضاحك الوجنات طلق المُحيّا، يرى الحياة مرّة أخرى من خلال عينَي ذلك الشرطي الرحيمَتَين.


وقد يدافع شرطي المرور عن الأبرياء إن كان في موقف يتطلّب منه التدخل كأن يمنع سرقة في الشارع أو ما شابه، فيمكن القول إنّ الشرطة هو جهاز مهمّته حفظ الأمن والأمان في البلاد بعد مشيئة الله تعالى، فينقسم عملهم عدّة أقسام وكلّ قسم منهم له مهمّات معيّنة تتقاطع في نقطة واحدة وهي حفظ الأمن والسلامة العامّة للمواطنين والمرافِق العامّة والحدّ من الجريمة وأسبابها، وقد يتساعدون معًا للإيقاع باللصوص والمجرمين وإن كان ذلك ليس من عمل بعض الشرطة، ولكن في سبيل الوطن يتآزر الجميع مهما كانوا مختلفين.



دور الشرطي في خدمة المجتمع

لو حدثَ أنّ لصًّا سرقَ بيتًا أو متجرًا أو حقيبة من يد سيّدة تعبر الطريق وهو على درّاجته الناريّة فإنّ الحلّ أمامك هو أن تتوجّه إلى أقرب مخفر للشّرطة وتبلّغهم بما تعرف من أوصافٍ للسارق، سواء له هو أم لمركبته أو دراجته التي كان يركبها، سيطالعك في بهو المخفر أشعار قد قيلت في حب الشرطة، فربّما تجد قصيدة تقول:


أنتُم حُرّاسُ مسيرتِنا

بأمانِ السّيفِ المسلولِ

في وجهِ الظّالِم نبتُرُه

بترًا بجُنودٍ وخُيولِ

وكذلكَ نحنُ برفقتكم

نتبارى في حسن مثولِ


وقد ترى كذلك فوق مكان جلوس رئيس المخفر لوحةً مشغولةً بخطٍّ عربيّ رفيع مكتوب عليها: الشرطة في خدمة الشعب، وأخرى مكتوب عليها الآية القرآنيّة: {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ}،[١] عندها لن ينتابك إلّا شعور واحد وأنت في حضرة هذا الجمال والجلال وهو شعور الاطمئنان، عندها ستطّلع على عمل الشرطة الذي لم تكن تعلم عنه شيئًا، فرئيس المخفر سيستدعي ضابط التحقيق ليستمع لإفادتك، فعندما ستخبره بما شاهدتَ وسمعتَ، وعندما تخبره بإفادتك كاملة سيمسك الضابط الجهاز اللاسلكيّ الذي تحمله الشرطة وسيتواصل مع شرطة المرور وسيعمّمَ عليهم أوصاف اللّصّ ورقم درّاجته.


ستجلسُ حينها في مكتب في ذلك المخفر ترى الشرطة حولكَ يعملون أنشَطَ من النحلات، سترى الشرطي الذي يعمل في مكتب الديوان وهو يقلّب أوراق القضايا ويسجّل أقوال الناس الذين يأتون لتقديم شكاوى على المجرمين واللصوص أو من ينتهكون القانون بسبب أو من غير سبب، وسترى المحقّق وهو يجلس أمام المتّهم يأخذ أقواله ويدوّنها مساعده ثمّ يبصم على الورقة التي قد دُوِّنَت عليها اعترافاته، وأيضًا سترى ذلك الشرطي العجوز الذي تتلخّص مهمّته في أخذ المتّهين إلى نظارة المخفر ومن ثَمّ يرافقهم إلى المحكمة ليُحاكموا هناك، حقًّا إنّ المخفر خليّة نحلٍ ولكن بأفراد من البشر.


ولن يمرّ عندها سوى وقتٍ قصيرٍ وستسمع نبأ القبض على ذلك اللص، وعندها ستكون جريمة وانتهت، وما تبقّى من جرائم أخرى من المؤكّد أن يكون جهاز الشرطة يعمل على حلّها، فحفظ الأمن والقبض على المجرمين وحماية المواطنين كلّ تلك الأمور هي أساس عمل جهاز الشرطة، فهم وإن اختلفت أسماؤهم وتسمياتهم إلّا أنّ مهمّتهم وأولويّتهم تكمن في جعل المواطن يشعر بالأمان وألّا يخشى في بلاده أحدًا من البشر، فلا يخاف إلّا الله تعالى، ويأمنُ على نفسه مهما كان الوقتُ في الليل متأخّرًا، ومهما كانت الشوارع تخلو من المارّة، فالأمن يجب أن يسود البلاد، ويجب أن يُنبذَ المجرمون إلى السجن حيث يليق بهم.

المراجع

  1. سورة القصص، آية:17
7510 مشاهدة
للأعلى للسفل
×