موضوع تعبير عن الصحافة والإعلام

كتابة:
موضوع تعبير عن الصحافة والإعلام

الفرق بين الصحافة والإعلام 

قد يتوارد كلا المصطلحين الصحافة والإعلام في محفل واحد وكأنهما يدلان على دلالة بعينها، إلا أنّ ثمة فرق كامن في تعريف الصحافة والإعلام، بحيث يشير أحدهما إلى العموم في حين يظهر الآخر دالًا على الخصوص، فالإعلام مفهوم يُطلق على كافة أوجه النشاط التخاطبي التي تستهدف دقائق الحقائق والأخبار الصحيحة وعملية نقل هذه الحقائق بكافة الوسائل الإخبارية المتاحة التي تحفظ للحقائق سلامتها وتضمن نقلها بموضوعية للجماهير من المتلقين.[١]


تعرّف الصحافة في الاصطلاح بأنّها: النشرة المطبوعة التي تشتمل على أخبار ومعلومات عامة، كما أنها تتضمن الوقائع والأحداث وتفاصيل سيرها وتمثل صوت الشارع من خلال ما تضمه من تلك الانتقادات التي تعبر عن آراء العوام، وتباع في مواعيد دورية معروفة وتوزع على الناس بشكل مباشر.[٢]


تبعًا لمفهومي الصحافة والإعلام يتّضح للدارس الفرق بينهما، فالإعلام يشكل المادة العامة التي تنضوي تحتها كافة الوسائل الإخبارية التي تستهدف الجماهير وتعمل على تناقل الأخبار والأحداث الصحيحة، في حين أنّ الصحافة تعد وسيلة من وسائل الإعلام وفرع من فروع الإعلام التقليدية التي ظهرت بداياتها في إنجلترا سنة 1618 على هيئة صحف ورقية، وما نراه اليوم من ألوان الصحافة الإلكترونية.[١]

مجالات الصحافة والإعلام 

على الرغم من الفرق المفهومي بين كلّ من الصحافة والإعلام إلا أنّ لهما ذات المجالات الفاعلة لكونهما فرعًا من أصل واحد، ولعلّ من أبرز المجالات التي تخوضها وسائل الإعلام والصحافة في المجتمعات الإنسانية، المجال الأمني، حيث يعدّ الإعلام والصحافة الوسيلة الأولى والأمثل للتوعية الأمنية ضد جرائم العنف والمخدرات وغيرها، وضمان وصول برامجها لأكثر عدد ممكن من عامة الناس، لا سيما أن الإعلام يعتمد على عدد كبير من الوسائل كالفضائيات ومحطات التلفزة والمرئيات، والصحف اليومية، والمجلات، وبرامج الإذاعة المسموعة.[٣]


قد اجتاحت الصحافة والإعلام مجال الاقتصاد بما أنّها موجهة لمخاطبة كافة فئات المجتمع، فقد عمدت وسائل الإعلام المختلفة إلى إتاحة برامج توعية في مجال الاقتصاد والاستثمار وبيان خطوات النجاح فيه وتبيان سلبياته للمبتدئين، حتى أنّها قد احتلت حيزًا مستقلًا في كافة البرامج الإعلامية والصحافية، حيث تضمّنت الصحف اليومية جزءًا مستقلًا للإعلام الاقتصادي الذي يتناول سعر الأسهم وأخبار استثمارات الشركات الصناعية المحلية والعالمية في المجتمعات الإنسانية، كما خصصت النشرات الإخبارية المرئية التي تعرض على التلفاز وقتًا لعرض نشرة اقتصادية تناقش فيها حالة الاقتصاد الوطني والأسعار العامة وأخبار سوق الأسهم الذي يهتم به الكثير من المستثمرين.[٤]


لعلّ من أبرز مجالات الصحافة والإعلام التي حازت على الاهتمام اليومي الأكبر من قبل العامة من الناس هو الإعلام المختص بالطقس والفلك الرصدي، ونظرًا لأهمية هذا المجال الإعلامي فقد خصصت البرامج الإعلامية أوقات خاصة لتوضيح حالة الطقس اليومية وعلى مدار عدة أيام، كما زودت الصحف اليومية بالنشرات المرفقة الموضحة لحالة الطقس والمناخ العام وقراءات الفلك، وقد أصاب النقد العام هذا الجانب الإعلامي نظرًا لتداخل مفهوم التنبؤ الجوي بالتنبؤ الغيبي الذي حرمه الله تعالى، إلا أنّ كثيرًا من مجالات الإعلام التوعوية الدينية قامت بتوضيح هذا التداخل وتبيان أهمية الإعلام الجوي المعتمد على قراءات علمية ترتكز على الصورالي تقوم الأقمار الصناعية بالتقاطها.[٥]


من المجالات الإعلامية التي استولت على اهتمام الغالبية العظمى من عامة المجتمعات العربية والغربية والتي استدعت جمهورها ليتابعها بفضول وشغف مجال الإعلام الرياضي، فقد تولت وسائل الإعلام متابعة الأخبار الرياضية ومجريات المباريات على اختلاف أنواعها وأبرز نتائجها من الفوز أو الخسارة وأحوال اللاعبين ومواقف الجماهير، بالإضافة إلى أخبار الإصابات بين اللاعبين، وكل ذلك بأدق التفاصيل التي تشترك في ملاحقتها الصحف اليومية الإلكترونية والورقية ومحطات التلفزة وغيرها، هذا بالإضافة إلى حرص بعض وسائل الإعلام على تغطية المباريات بشكل كامل وبث مجرياتها على الشاشات لتمكن الجمهور من متابعتها عن بعد.[٦]


لم يغفل الجانب الإعلامي عن المجال الديني وأهميته في تثقيف الناس وتوعيتهم بمبادئ الدين القويم، وعلى الرغم من أن هذا المجال الإعلامي رغم أهميته لم يُخصّص له الوقت المحدد من النشرات الإخبارية اليومية كالتي احتلتها المجالات الاقتصادية والجوية والرياضية، إلا أنه كان قد شغل العديد من البرامج الدائمة المستقلة المخصصة للتوعية الدينية، وكذلك البرامج الموسمية التي تنتج بغزارة في الأيام الفضيلة كشهر رمضان المبارك والأيام العشرة من ذي الحجة وأوقات الصلاة والأعياد الدينية وموسم الحج وغيرها، ويعد هذا اللون الإعلامي إعلامًا هادفًا تربويًا يسعى للإصلاح المجتمعي من خلال إعادة تجديد صلة العبد بدينه وتوعيته بمبادئه وأركانه.[٧]

من المجالات الإعلامية البارزة التي احتلت قسمًا كبيرًا من أقسام برامج التلفزة والمساحات الكتابية في الصحف والجرائد الإلكترونية والورقية، المجال الصحي، حيث إنّ استجابة الإعلام لمناقشة العديد من المشكلات في هذا المجال من خلال وسائله المختلفة يعد استجابة وتلبية لمتطلبات العامة من الجماهير المتابعين لشتى الوسائل الإعلامية، ولتحري الدقة والشمولية في المعلومات التي تطرحها وسائل الإعلام في المجال الصحي فإنها تعمل على استضافة المتخصصين في هذا المجال من الأطباء والممرضين وعلماء الأحياء والجينات بالإضافة إلى الكيميائيين والصيادلة وغيرهم، تحقيقًا للموثوقية الإخبارية ومحاولة لكسب المزيد من الفائدة.[٨]


أمّا الأدب فقد كان له مجال واسع في الإعلام منذ القدم في العصر الجاهلي، حينما ارتبط الشعر بحياة الناس وشكل مادتهم الإعلامية الأولى التي يتناقلون بها تاريخهم وأخبارهم وثقافاتهم، وعلى العكس أيضًا فكما تبنى الشعر الحملة الإعلامية منذ القدم فقد تبنى الإعلام المجال الأدبي كافة من خلال تلك البرامج المعدة في سبيل نشر اللغة والثقافة، والتي تُعقد فيها مجالس لمناقشة الشعر إلقائه ونقده، بالإضافة إلى الكثير من القضايا الأدبية واللغوية الأخرى، ولعل الصحافة والإعلام الورقي المكتوب لم يكن ليغفل عن أهمية هذا المجال، لا سيما أنّ له جماهيره الغفيرة التي تتلقف ما ينشر في طياتها من خطوط الأدب وبصماته بلهفة وشغف.[٩]


بما أنّ الأدب كان قد نال نصابه من الاهتمام الإعلامي، فإنّ المجال العلمي لم يكن أقل حظًا منه، فقد أسست الكثير من الوسائل الإعلامية برامج مخصصة للتثقيف العلمي وعرض التقنيات الصناعية والتكنولوجية لكل بلد حتى شكّل الإعلام في هذا المجال وسيلة لعرض المفاخر والتباهي بين الأمم، مما جعل الإعلام العلمي ثروة تسعى الدول المتقدمة وتتنافس في السيطرة والهيمنة عليها، وتكمن ثروة الإعلامية العلمية في تلك البحوث العلمية التي تُذاع وتنشر في المجلات والصحف المخصصة لذلك، وهي تتفاوت بين المشاريع العلمية الكبيرة كالاختراعات وتسجيل الاكتشافات، وبين تلك البحوث والمقالات العلمية الجامعية التي تحاول الوقوف على بعض الظواهر العلمية والتقنية الجديدة.[١٠]

أهمية الصحافة والإعلام  

إنّ للصحافة والإعلام ووسائلهما أهمية بالغة في المجتمعات الإنسانية، إذ إنّ لها دورًا كبيرًا في توجيه الميول والمشاعر ووتنمية بعض القدرات والمواهب من خلال بعض البرامج والمنشورات التي تستقصد مثل تلك المواهب، لا سيما أنّها تستميل قلوب الجماهير وعقولهم من خلال البرامج التي تشكل مزيجًا من المتعة والتثقيف[١١]، تُسهم وسائل الإعلام بتعزيز التغذية اللغوية والتربوية للطفل، وذلك من خلال البرامج المخصصة للأطفال والتي يتم بثها من خلال قنوات التلفزة، حيث تكون مدعمة بالفكرة واللغة على المستوى المثالي الذي يرجى منه إيصال الرسالة الأفضل للطفل.[١١]


يعد الإعلام في الوقت الراهن حاجة إنسانية أساسية، فهو عبارة عن موسوعة معرفية تقوم بجمع وتخزين ومعالجة ونشر الأخبار والمعلومات والحقائق بالصوت والصورة وغيرها، لذلك فإنّ من أبرز أهداف الصحافة والإعلام أن تقوم بسد حاجات المرء للاطلاع والمعرفة وتزويده بأخبار العالم من حوله[١١]، وقد لعبت بعض الوسائل الإعلامية كالتلفاز أهمية بالغة في التنشئة اجتماعية وتعديل السلوكات الإنسانية لارتباطه الوثيق بالبيئات الاجتماعية التي يقوم بتصويرها وتجسيدها وإكساب الجماهير الخبرات الحياتية والاجتماعية التي لم يخوضوا صعابها.[١١]


إنّ أهمية الإعلام والصحافة تنبع من تأثيرها الكبير والمباشر على النسبة الأكبر من الأفراد، لا سيّما أنها تكون موجهة لكافة فئات المجتمع المختلفة وتكون محملة بالثنائية الغائية المتمثلة في المتعة والهدف في الوقت ذاته، وهو ما يجعلها تبدو كسلاح ذي حدين له آثاره السلبية الهدامة كما أنّ له آثاره الإيجابية البناءة[١١]، وتعد وسائل الإعلام والصحافة المختلفة نوعًا من أنواع السلطات المتحكمة، وهذا ما يجعلها محط أنظار الساعين وراء السلطة والتأثيرعلى الآخرين واستقطاب الأصوات والجماهير، ممّا قد يجعلها تبدو بالغة الضرر إذا ما أسيء استخدامها ووقعت بأيدي الطامعين، في حين أنها تكون أداة للرقي والرفعة والنهضة الثقافية والسياحة الفكرية إذا ما استغلت على النحو السليم.[١١]


يعد الإعلام والصحافة من أهم أدوات الربط التي تقوم بربط أجزاء العالم من مختلف القارات والربط بين أفراده وخلق نوع من التقارب الإنساني المتمثل في الذوق العام للمعارف وأنواع الملاهي والصلات الاجتماعية المختلفة.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب الطيب بوداود، الإعلام والتنمية المجتمعية في الجزائر، صفحة 18. بتصرّف.
  2. علي كنعان، الصحافة مفهومها وأنواعها، صفحة 6. بتصرّف.
  3. وجدي حلمي عيد عبد الظاهر ، دور وسائل الإعلام الحديثة في التوعية ومواجهة الأزمات الأمنية (الطبعة 1)، صفحة 11. بتصرّف.
  4. "الإعلام الاقتصادي"، الألوكه، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2021. بتصرّف.
  5. "التوقعات الجوية بين الإخبار والاعتبار"، الالوكه، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2021. بتصرّف.
  6. عمرون مفتاح (2008)، اتجاهات معهد طلبة التربية البدنية والرياضية نحو حصة أستوديو الكرة (الطبعة 1)، الجزائر:جامعة الجزائر، صفحة 44. بتصرّف.
  7. محمود الرجبي، اتجاهات الخطاب الإسلامي في المواقع الإلكترونية الإخبارية تحليل مضمون موقع البوصلة الإخباري، صفحة 23. بتصرّف.
  8. مصعب عبد السلام المعايطة، دور التلفزيون الأردني في التثقيف الصحي دراسة في برنامج صحتك بالدنيا، صفحة 37. بتصرّف.
  9. عصام المشهراوي، الخطاب الأدبي الإعلامي في الشعر الجاهلي دراسة وصفية تحليلية، صفحة 50. بتصرّف.
  10. المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الحقيبة التدريبية في مجال الإعلام العلمي، صفحة 11. بتصرّف.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح خ قرين إكرام، موسوني لاميه، تأثير وسائل الإعلام والاتصال في اكتساب اللغة عند الطفل قناة سمسم أنموذجًا، صفحة 12. بتصرّف.
4332 مشاهدة
للأعلى للسفل
×