موضوع تعبير عن الصلاة وأهميتها

كتابة:
موضوع تعبير عن الصلاة وأهميتها

تعريف الصلاة   

الصلاة عبادة فرضها الله تعالى على عباده المسلمين خمس مرات في اليوم، وهي ركنٌ أساسي من أركان الدين الإسلامي، وهي الركن الثاني بعد شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدًا رسول الله، ولهذا لا يقوم إيمان المسلم إلّا بالتزامه بها كما أمر الله تعالى، وكما بيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- كيفيتها، وتعريف الصلاة يأتي من كونها فريضة على كلّ مسلمٍ ومسلمة، وهي فرض عين يجب أن يؤديها المسلم كما أمره الله تعالى ومهما كانت الظروف والأحوال، فمن كان مريضًا يجوز له أن يُصلي وهو نائم، المهم ألّا يترك فرضًا فيها، لأنّها هي الحدّ الذي يفصل بين الكفر والإيمان، فهي عمود الدين الذي تقوم باقي العبادات عليه، ولا تكتمل بدونها.


الصلاة في الإسلام بمثابة المرجعية التي تُحدد مدى إيمان العبد والتزامه بما أمر الله تعالى، وهي تنهى المسلم عن فعل الفحشاء والمنكر لقوله تعالى في محكم التنزيل: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}[١]، وهي أوّل ما يحاسب عليه العبد المسلم يوم القيامة، فإن كانت صلاته صالحة فقد صلح عمله، وإن فسدت صلاته فسد عمله، لهذا على المؤمن أن يحسن صلاته وأن يخشع فيها وأن يؤديها على وقتها كما أمر الله تعالى.


الواجب على المسلم أن يؤدي صلوات السنن مع الفرائض جميعها دون نقصان، وأن يُحاول ألّا تفوته أيّ واحدة منها، وأن يُكثر من قيام الليل وصلوات النوافل التي تسدّ النقص الحاصل في الفرض، مما يضمن للإنسان أن تقبل صلاته كاملة، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلي السنّة الخاصة بكل فرض، خاصة أنّها هي الصلة بين العبد وربّه، فالمؤمن عندما يُصلي يقف بين يدي الله، لهذا عليه أن يُحسن هذا الوقوف وأن يكون خشوعه كاملًا لله وحده، وألّا ينشغل المرء بأي شيء عنها.


أوّل مرة فرضت فيها الصلاة على المسلمين كانت في ليلة الإسراء والمعراج، وبعدها بدأ المسلمون يقيمونها في المساجد والبيوت، ويتلهفون لسماع صوت الأذان لأنه نداءٌ للمسلم حتى يقف بين يدي ربه ويُناجيه، والأجدر بالمسلم أن يُصلي الصلاة بشكلٍ كامل وألّا يسهو عنها أبدًا مهما كانت الظروف، فقد توعد الله بالويل لمن يسهو عن صلاته ويقطّع فيها، لأنّ ما من شيء يثقل في ميزان العبد يوم القيامة أكثر من أن يؤدي عبادته هذه بالصورة الصحيحة الكاملة التي يؤديها المؤمن بخشوعٍ تام.

تعليم الصلاة للأطفال

تعليم كيفية الصلاة للأطفال واجبٌ على الآباء والأمهات، إذ يقول تعالى في القرآن الكريم: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}[٢] لهذا يجب عليهم أن يعلموها للأطفال وهم في عُمر السبع سنوات كما أمر النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويكون تعليمهم تدريجيًا وبطريقة تجعلهم يحبون الصلاة ويلتزمون بها، فيتعلمون أولًا طريقة الوضوء الصحيحة، ثم يتعلمون خطواتها خطوة خطوة، وتعليمهم أركان الصلاة التي لا تصحّ إلّا بها.


يجب تعليم الأطفال أنّ الصلاة لها موعد محدّد يجب أن يكون كل فرض في موعده الذي أمر الله تعالى به، فلا يجوز أداء صلاة الفجر في موعد الظهر، وهذا ينطبق على كافة الصلوات لقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}[٣]، فهي ريحانة القلب وطمأنينة الروح، وهي التي تُعطي اليقين للمؤمن بأنّ الله يسمع دعاءه وسيستجيب له، وهي التي تمنح الإنسان السكينة التي يحتاجها، وتُبدد عنهالهم والأحزان، وتجعل له أفقًا متّسعًا وإيمانًا قويًّا بأنّ غدًا أفضل، لهذا فالصلاة سلاح المؤمن، ما إن يقف بين يدي الله تعالى حتى يستشعر بالعظمة والجلالة.


فضل الصلاة عظيم، لهذا حتى يتعلّم الأطفال أداءها بشكلٍ فطري فيجب أن يُشاهدوا الآباء والأمهات وهم يصلّون أمامهم، ويعتادون على هذا المشهد الإيماني، خاصة أنّ الأطفال يعدّون أمهاتهم وآباءهم قدوة لهم في كلّ شيء ويُحاولوا تقليدهم، لهذا يجب ألّا يتهاون الآباء والأمهات في أدائها والالتزام بها على وقتها حتى يكونوا خير قدوة لأبنائهم، وحتى يحبوا صلاتهم ويلتزموا بها، فالطفل الذي يُصلي سينشأ على هذه العبادة العظيمة وسينعكس هذا على أخلاقه وتصرفاته في المستقبل، وسيكون ابنًا صالحًا بارًا بوالديه، لأنّها تُعلم الالتزام بالأخلاق الحسنة.


عندما يرى الأطفال الناس مجتمعون للصلاة فإنهم يشعرون بعزّة الإسلام وقوته ومدى تأثيره في المسلمين، وهذا يقوّي إيمانهم ويُساعد في تنشئة جيل يحبّ دينه ويفتخر بالانتماء إلى الإسلام ويدافع عنه، ممّا يعزّز لديهم القدرة على التعاون والتكاتف والبقاء في وحدة الصف حتى ينهض المجتمع الإسلامي نحو العزّة والتطوّر، فبمجرّد أن يقف الإمام للصلاة ويأمر الناس أن ينتظموا في صفوفهم، تتوحد جميع الصفوف وتبدأ بالخشوع وذكر الله تعالى، وهذا بحدّ ذاته رسالة إيمانية عميقة يحتاجها الأطفال.

أهمية الصلاة

أهمية الصلاة أهمية عظيمة، فهي سبب في دخول الجنة، وسبب للحصول على الأجر والثواب ونيل رضا الله تعالى، كما أنّها سببٌ من أسباب تيسير الرزق والتوفيق في الدنيا، لأنّ العبد الذي يُصلي تنفتح أمامه دروب الخير، ويكون دعاؤه مستجابًا، ويستشعر الإيمان في قلبه وعقله، لهذا فالعبد الذي يُصلّي تكون حياته مستقرّة أكثر من الآخرين، ويكون لديه من الصبر والإيمان ما يُعينه على تحمّل مصائب الدنيا، فالله تعالى أمر عباده أن يستعينوا بها في كلّ شيء لأنها طريق الخير والفلاح.


الصلاة طريقٌ للوصول إلى رضا الله تعالى، خاصة أنّ المسلم يقف فيها خمس مرّات وهو يناجي الله تعالى ويدعوه، وهي صلة وثقية جدًا لا يمكن لأحدٍ أن يقطعها، فهي تفتح أبواب الرحمة وتجعل المُصلّي في أعلى مراتب الجنة، وكلّما كان ملتزمًا وخاشعًا بها، كلّما استشعر حلاوة الإيمان ولذته في قلبه، والله تعالى منح المصلّين روحانية عالية تجعلهم يترفعون عن أذى الدنيا وهمومها، فتسمو في قلوبهم نسمات الرحمة، وينعكس هذا على المجتمع بأكمله فيصبح أكثر صلاحًا.


الصلاة تُعلم المسلم الالتزام بالوقت والدقة في المواعيد، خاصة أنّ المصلّي يحرص على أن يؤدي صلاته في وقتها، وأن يضبط ساعته على مواعيد الأذن، فتراه يهرع للوضوء والصلاة بمجرد أن يسمع نداء الله، كما أنّها تقوّي الصلة بين الناس الذين يجتمعون في المسجد لأداء الفرائض ويتدارسون القرآن الكريم، ويظهر هذا واضحًا في أداء التراويح أيضًا في شهر رمضان المبارك، وهي تعلم المسلم الإتقان بأن يلتزم بأركانها وواجباتها بالشكل الصحيح، وأن يحرص على أن تقبل صلاته كما أرادها الله تعالى.


الصلاة رياضة رائعة مفيدة للجسم، خاصة أنّ الحركات التي يقوم بها المسلم أثناء الركوع والسجود والوقوف تجعل عظامه ومفاصله تتحرّك بطريقة صحيحة، كما أنّها تخلص الإنسان من الطاقة السلبية بمجرّد أن يلمس جبينه الأرض ساجدًا لله تعالى، ويُصبح لديه طاقة إيجابية، وعند السجود تتساقط ذنوب المسلم وسيئاته عن كتفيه، فيصبح خاليًا من الذنوب بفضل الله تعالى، لهذا من واجب المسلم أن يُعظّم شعائرها بكل خشوع وشف إيماني عميق، وأن يؤديها بحضور كامل للقلب والروح، فهي من شعائر الإسلام التي تُعدّ جزءًا لا يتجزأ من الدين والعبادة، لأنّها تجعل المسلم هاديًا مهديًا يدعو لنفسه في كلّ ركعة بأن يكون ثابتًا على الصراط المستقيم.


كانت الصلاة بالنسبة للنبي -عليه السلام- قرّة عين له، حتى أنّه كان يصفها بأنها الراحة والسكينة والطمأنينة، والدليل على أهميتها وفضلها العظيم أنّها أكثر الفرائض ذكرًا في القرآن الكريم، واقترنت بالعديد من الأوامر، فهي مقرونة بالصبر والخشوع والإيمان، فهي غذاء للقلب والروح، وهي البلسم الشافي لكلّ ما يمرّ بها العبد المسلم في الحياة، فمن كان ملتزمًا بصلاته سيرى أثر الخير والسعادة في طريقه، ويظهر أثرها في القلب وعلى الجوارح لأنّها تنير الوجه، فالمسلم الملتزم يشعٌ وجهه بنور الإيمان، لهذا فهي بالنسبة للعبادات بمنزلة الرأس من الجسد.


الصلاة تعلّم الإنسان الطهارة والحفاظ على النظافة، لأنه حين يهمّ بها يجب أن يكون طاهر الجسد والثياب، وأن يصلّي في مكانٍ نظيف وطاهر، كما أنّها حجة لصاحبها يوم القيامة، وتُدافع عنه وتشفع له وتجعله يدخل الجنة من أوسع أبوابها، والصلاة تعلّم النساء والرجال على العفة وصون النفس عن الوقوع في الخطأ، وتنهى عن الغيبة والنميمة، وتُساعد المسلم على أن يكون إنسانًا صالحًا، وتمنح المسلم أفقًا واسعًا تتجلّى فيه نظرته للحياة لتصبح أفضل وأكثر سموًا، وما إن يستعدّ المسلم ويقف لأدائها حتى تحفّه الملائكة عن اليمين والشمال، وترفع دعواته خالصة لله تعالى وحده.


لقراءة المزيد من الموضوعات، نقترح لك هذا المقال: عبارات عن الصلاة.

المراجع

  1. سورة العنكبوت، آية: 45
  2. سورة طه، آية: 132
  3. سورة النساء، آية: 103
4220 مشاهدة
للأعلى للسفل
×