موضوع تعبير عن الطموح والطمع
عند كتابة موضوع تعبير عن الطموح والطمع فإنّه سيتمّ الحديثُ عن صفتين مُتقاربتين ومتضادّتيْن في آن واحد، فكلتا الصفتيْن تهدفان إلى بلوغ غاية محدّدة، أو الحصول على أمر بعينه، لكنّ الوسيلة المستخدمة في ذلك هي ما يبرز الفارق بينهما، فالطموح يتربط بالعمل الجاد، والصبر والإصرار حتّى بلوغ الهدف، والتخطيط النوعيّ وحشد الإمكانيات في سبيل نيل المُراد، أما الطمع فيرتبط باستغلال الآخرين، ومحاولة استخدام الطرق الملتوية وغير الشرعيّة من أجل تحقيق الغايات، بل قد يصل الأمر إلى مدِّ النظر إلى ما في أيدي الناس، والتسلط عليهم من أجل نيل مكتسباتهم وأرزاقهم.
ولا بدّ عند كتابة موضوع تعبير عن الطموح والطمع إبراز أثر الشخصيّتين المرتبطتَين بكلّ صفة من هاتَيْن الصفتين على المجتمع، فالإنسان الطموح يوقظ الهمّة في نفسه وفي الآخرين من حوله، ويعزّز ثقتهم بأنفسهم كي يصلوا إلى مبتغاهم، أمّا الإنسان الطمَّاع فإنه يثير حالة من الإحباط في المحيط الذي يعيش فيه باعتبار أن الوصول إلى المُبتغى لا يحتاج إلى بذل الجهد والوقت وتقديم التضحيات، فضلًا حالة النفور التي يخلقها وجود الإنسان الطمّاع في نفوس من حوله، فيبدأ الناس بالابتعاد عنه شيئًا فشيئًا ليجد الإنسان الطمّاع نفسه وحيدًا في هذه الحياة.
ويعدّ تحقيق الطموحات من أهمّ أسباب السعادة في هذه الحياة؛ فعندما يرى الإنسان في محيطه العديد من التجارب الإنسانية الناجحة سواء كان ذلك على الصعيد الأكاديميّ أم الاجتماعيّ أم المهنيّ، فإنّه يضع لنفسه دربًا تتناسب مع قدراته واهتماماته من أجل أن يكون في يوم ما مثالًا يُحتذى به من قبل الآخرين، ويجب ألّا يجعل الإنسان طموحه في هذه الحياة مقتصرًا على تحقيق الأهداف الدنيويّة، فقد خُلق في هذه الحياة لغاية عظيمة وهي عبادة الله تعالى من أجل الفوز برضاه ودخول الجنة، ومن هنا يجب على الإنسان أن يخصّص في حياته وقتًا للتقرب إلى الله بالطاعات، خاصّة في المواسم التي تتضاعف فيها أجور الأعمال الصالحة بكرم الله وفضله.
وفي ختام كتابة موضوع تعبير عن الطموح والطمع لا بدّ للإنسان أن يحرصَ على تنظيم حياته، وتحديد أولوياته من أجل تحقيق الطموحات التي تراودُه كي لا يعيش حياته على الهامش دون هدف أو غاية، كما ينبغي عليه أن يحاول تعزيز قدراته وإمكانيّاته الفردية كي تكون هذه القدرات مُعينًا له على تحقيق طموحه، فالإنسان الطموح لا ينتظر مساعدة من أحد، ولا يستخدم الآخرين جسرًا للعبور إلى أمنياتِه، على عكس الإنسان الطمَّاع الذي ينظر إلى ما لا يستحقه، ويستصغر أفعال الآخرين وعملهم الدؤوب الذي يصل بهم إلى النجاح والريادة.