محتويات
اقرأ، هي أول كلام الله
أوّل كلمة نزلت من كتاب الله على نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- كانت كلمة اقرأ، وهذا يدلّ على أهمية القراءة بالنسبة للإنسان، فالقراءة حياة، وهي صانعة العقول وهي التي تنقلنا من الجهل إلى العلم، قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}.[١]
القراء تبني المجتمع
للقراءة فوائد عظيمة، حيث تُهذّب الفرد بما يقرأه من علوم وآداب، وتُريحه من الإجهاد والإرهاق لا سيما إذا ما قرأ كتب الأدب والروايات، وتُنمّي مهاراته الكتابية، وقدرته على التفكير التحليلي من خلال تحليله للمعلومات وربطها معًا، كما أنّها تُنمّي الذاكرة وتنشطها، وتدفع الفرد لتحقيق التميّز في حقول المعرفة والدراسة.
بالإضافة إلى أنّها تبعد الفرد عن الوقوع في المعاصي التي تتسبب بها أوقات الفراغ، ونتيجة لهذا كله يعمُّ الصلاح المجتمع، فلا جهل ولا فسوق ولا طاقات شبابية مهدورة، إلى جانب ما سيُحققه المجتمع من تقدّم معرفي وثقافي بفضل شبابه القارئ، وهناك مثل يقول: "الكتاب نافذة نتطلع من خلالها إلى العالم".
الإنسان القارئ يعيش عمرًا معرفيًا أكثر ممّن لا يقرأ، فمن يقرأ كتابًا كأنما عاش تجربة هذا الكاتب بكلّ حذافيرها؛ لهذا فالقراءة مكافأة ثمينة يُقدمها الإنسان لنفسه؛ كي يكون إنسانًا مثقفًا يقطف من كلّ بستانٍ وردة، فالقراءة مثل بستان الورود المليء بالكثير من الأزهار الملونة ذات العطور الزكية، ومن يقرأ يستطيع أن يشمّ هذه العطور جميعها، ويملأ روحه طاقة إيجابية.
إنّ الجهل ظلمات، فهو عكس المعرفة التي تدعو لها القراءة، كما أنّه سبب في تخلّف الأمم وتراجعها، فالجهل يصنع المشكلات ويُفاقمها ويجعل حلّها صعبًا، ويُسبب تراجع الحياة وعدم تقدمها أبدًا، واستمرارها تحت وطأة التخلف الذي لا يُفيد الإنسان في شيء، بل يُسبب تعقد الحياة واتجاهها نحو الأسوأ في جميع المستويات؛ الاجتماعية والسياسية والصحية والاقتصادية، وغيرها.
القراءة مهمة للعقل
القراءة مهمة لتنمية المهارات العقلية وتطويرها، بالإضافة إلى صقل الشخصية، فيجب على الإنسان أن يُخصص جزءًا من وقته لقراءة ما يتناسب مع ميوله وأهوائه، فالقراءة غذاء العقل والروح، يتعلم منها الإنسان الأخلاق وكيفية التعامل مع الآخرين، ويفهم الثقافات الأخرى، إذ تنقلنا إلى عالم آخر ممتع وجميل ومليء بالحكمة، والكتاب هو الرفيق المخلص على الدوام، قال المتنبي:[٢]
أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ
- وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ
كما أنّ القراءة ترفع مستوى الذكاء والفهم، فكلما زادت المعرفة زادت نسبة الذكاء، وتدفع العقل إلى إدراك الحقائق والتفكير بما هو صواب وخير، فتجلب الراحة للنفس والذهن وتُفتحه.
القراءة تُنمّي الإبداع
في الختام، القراءة تُنمي الإبداع لدى جميع الأفراد، وتزيد الوعي حول الكثير من الأمور، فهي مصدر العلم والمعرفة، فلها أثر عظيم على الأفراد والمجتمعات، عن طريق معرفة الحاضر وزيادة القدرة على التخطيط للمستقبل، وهي طريقة تعبير عن الإنسان والكون، وكل ما فيه من تفاصيل.
المراجع
- ↑ سورة العلق، آية:1
- ↑ "منى كن لي أن البياض خضاب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/10/2022.