محتويات
الماء أصل الحياة
جعل الله سبحانه وتعالى الماء أساس الحياة على كوكب الأرض، فهو نعمة عظيمة وله فوائد لا تُعدّ ولا تُحصى، ووجوده على الأرض ضرورة لا بُدّ منها، ممّا أتاح للكائنات الحية العيش فيه وتكوين غلاف جوي يحميها، فالماء هو أصل الحياة ولولا وجوده لانتهت الحياة بكاملها.
النباتات والحيوانات والإنسان لا يستطيعون الاستغناء عن شرب الماء؛ لأنّه جزء أساسي من أجسام الكائنات الحية، كما أنّه وسط حيوي للكثير من التفاعلات الكيميائية التي تحدث في أجسامها، وأهمية الماء لا تقتصر بالشرب فقط، وإنّما هو وسطٌ وبيئة لعيش العديد من الأحياء التي تموت إذا خرجت منه خاصةً الكائنات البحرية والنهرية، مثل: الأسماك، والحيتان وغيرها.
نظرًا إلى أهمية الماء فهو يُشكل أكثر من 70% من سطح الكرة الأرضية، كما يُشكل الماء جزءًا أساسيًا من حياة الكائنات الحية اليومية، فاستخداماته لا تقتصر على الأكل والشرب فقط، وإنّما في الغسل والتنظيف والصناعة والزراعة وكلّ ما يتعلق من أنشطة حيوية يحتاجها الإنسان، مثل: طهي الطعام، وتجميل البيئة.
الماء هو سرّ الحياة، ووجوده في أيّ مكان يعني أن يكون مليئًا بالحياة والجمال والانتعاش، على عكس المكان الذي يخلو منه؛ إذ يكون جافًا تنعدم فيه مظاهر الحياة ويبعث على الملل، فالماء نعمة كبيرة لا يفتقدها إلا مَن جرّب اختفاء وجوده يومًا، فلا يُمكن للإنسان أن يستمر في حياته بشكلٍ طبيعي إلا بوجود الماء.
مصادر الماء تدق ناقوس الخطر
على الرغم من وجود الكثير من مصادر الماء إلا أنّ هذه المصادر تتعرض للكثير من الأخطار، من ضمنها خطر النضوب والانحسار، وهذا ما يحدث في الكثير من الينابيع والآبار الارتوازية التي تفقد مصادر تغذيتها، فتجف ويُصبح ما حولها صحراء قاحلة، ومن مصادر الماء التي تُواجه خطرًا كبيرًا أيضًا الأمطار المتذبذبة التي لم تَعد تكفي أبدًا.
أمّا أكبر مصادر التلوث بالنسبة للماء هو ما يتم رميه من قاذورات، وملوثات صلبة وسائلة في المسطحات المائية من بحار ومحيطات وأنهار وينابيع، فتلوُّث مصادر الماء يدق ناقوس الخطر في العالم أجمع، ويحرم الفرد من الحصول على حصته المقررة؛ لأنّ التلوث يعني عدم قدرة الناس على استخدام الماء في أيّ نشاط سواء للشرب، أو لسقاية النباتات، أو حتى في أعمال التصنيع.
من مصادر تلوث المياه أيضًا: الاختلاط بالمياه العادمة التي تتسرب إلى المصادر المائية نتيجة عدم عزلها بالشكل المطلوب، إضافةً إلى التلوث المائي الحراري الذي يُغيّر درجة حرارة الماء في البحار والمحيطات، ويُسبب نقص الأكسجين وموت الكائنات الحية فيها، والمطر الحمضي الذي يُلوث مياه المسطحات المائية والينابيع ويُغير في خصائص الماء، وتلوث الماء الجوفي نتيجة تلوث التربة بالمبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية.
الحفاظ على الماء أولوية قصوى
الحفاظ على الماء ومصادره من أيّ هدر أو تلوث من الأولويات القصوى التي يجب الالتزام بها دومًا، خاصةً في ظلّ النقص الحاد الذي يشهده العالم بالنسبة للماء، إذ تُعاني الكثير من الدول من مشكلة الجفاف وانحباس مياه الأمطار، وهذا يُؤثر بشكلٍ كبير على الماء ويجعله مفقودًا أو شحيحًا، وهنا تأتي مسؤولية الأفراد والمجتمعات والحكومات في الحفاظ على الماء وترشيد استهلاكه وزيادة الوعي بأهميته.
يجب الإكثار من حملات التوعية التي تُرشد الناس إلى كيفية استهلاك الماء بالشكل الأمثل وعدم التعدي على مصادره أو هدره أو تلويثه، وإيجاد طرق مبتكرة لجمعه عن طريق مشاريع الحصاد المائي، مثل: السدود والآبار وغير ذلك؛ لأنّ ترشيد استهلاك الماء من الخطوات المهمة للحفاظ عليه، فغياب الماء ونقصه يعني حصول كوارث كبيرة.
يُشكل الماء وسطًا حيويًا للكثير من الكائنات الحية، وتلوثه يعني دمار هذا العنصر المهم من البيئة وإحداث خلل كبير في الطبيعة، ويستطيع كلّ شخص الحفاظ على الماء بأن يبدأ بنفسه، ويكون هذا بالتزامه بالحفاظ عليه من التلوث وصيانة خطوط الماء باستمرار؛ كي لا يحدث فيها أيّ هدر.
كما يجب العمل على الحفاظ على البيئة؛ كي لا يحدث أيّ انقلاب مناخي بسبب التلوث؛ لأنّ هذا يُؤثر بشكل غير مباشر على كميات تساقط الأمطار، والأخذ بعين الاعتبار أنّ زيادة الغطاء النباتي يُساعد في احتفاظ التربة بالماء وزيادة عمليات النتح، وبالتالي تحسُّن الجو وزيادة كميات الأمطار.
طرق وسبل للحفاظ على الماء
ختامًا، يجب معرفة الطرق التي يُمكن الحفاظ فيها على الماء ومصادره قدر الإمكان وتجنب هدره، والاستفادة من كل قطرة متاحة منه؛ لأنّ هذا يعني حفظ حق الأجيال القادمة بالماء وحصولهم على ماء صالح للشرب، خاصةً في ظلّ ازدياد عدد السكان وتناقص حصة الفرد من الماء النقي المخصص للشرب.
يُمكن أن يتحقق ذلك في إقامة محطات تحلية الماء ومحطات تنقية الماء؛ لاستغلال الماء الناتج عنها في سقاية المزروعات وتغذية السدود، كما يجب إنشاء المزيد من السدود لزيادة كميات جمع مياه الأمطار وتخزينها لفصل الصيف، ويجب تفقد صنابير الماء في كلّ وقت والتأكد من عدم وجود خلل أو تسريب فيها؛ لأنّ هذا يُسبّب هدر الماء بشكلٍ كبير.
كما يجب إلزام المصانع وأصحاب المزارع بعدم رمي أيّة مُلوثات من الممكن أن تصل إلى مصادر الماء وتُلوثها، ويجب زيادة حملات التوعية التي تُرشد الناس إلى كيفية استهلاك الماء، وإلزامهم بحفر آبار لجمع ماء المطر في كلّ بيت واستغلالها في فصل الصيف.
علاوةً على ما سبق؛ يجب عدم غسل السيارات بماء الصنبور وإنّما باستخدام الوعاء؛ لأنّ هذا يُقلّل من هدر الماء، والأهم من هذا كلّه أنّ الله تعالى نهى عباده عن الإسراف في كلّ شيء وليس فقط في الماء، إذ يُعد ذلك من أساسيات الإيمان، كما نهى النبي -عليه السلام- عن الإسراف بالماء حتى في الوضوء.