موضوع تعبير عن المدينة المنورة

كتابة:
موضوع تعبير عن المدينة المنورة


وصف المدينة المنورة

مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو المدينة المنورة، هي المدينة التي شرّفها الله تعالى بأن جعل هجرة الرسول -عليه السلام- إليها دونًا عن سائر الأماكن، ورفع ذكرها بين المسلمين حتى أصبحت منارة تأوي إليها القلوب، وهي تحتضن اليوم الحرم النبوي الشريف وقبر الرسول -عليه السلام- في الروضة الشريفة، وليس غريبًا أبدًا أن تكون المدينة المنورة هي المدينة التي تنظر إليها العيون بشغف وتشتاق إليها الأرواح.


المدينة المنورة حاضرة في قلوب المسلمين جميعًا، والبوصلة التي تُشير دومًا إلى مهد الإسلام ودولة الإسلام الأولى التي بدأت فيها وكان انطلاقتها منها لتكون مستقرّ الدعوة بعد أن جاء إليها المسلمون من مكة تاركين خلفهم أهلهم ومالهم، فاحتضنتهم المدينة المنورة بأهلها الأنصار الذين كانوا خير من يستقبل نبيّه، وقد يسأل البعض لماذ سُمّيت المدينة المنورة بهذا الاسم؛ ذلك لأنها أُنيرت بقدوم النبي -عليه السلام- إليها، حيث أنّ المدينة قديمًا كانت معروفة باسم يثرب.


في وصف المدينة المنورة تحتار العقول، فهي المدينة التي يُطلق عليها المسلمون لقب "طيبة الطيبة" بصفتها ثاني أقدس الأماكن الإسلامية بعد مكة المكرمة، وهي أوّل عاصمة للدولة الإسلامية، وتبعد المدينة المنورة عن مكة المكرمة ما يُقارب أربعمئة كيلو مترًا بالاتجاه الشمالي الشرقي، وفيها المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء وهو أول مسجد بني في الإسلام، وفيها أيضًا مقبرة البقيع التي دُفن فيها الصحابة -رضوان الله عليهم- وأمهات المؤمنين، ومن ضمن الصحابة الذين دفنوا فيها الصحابي الجليل وخليفة المسلمين عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- بالإضافة إلى ابنة النبي -عليه السلام- فاطمة الزهراء.


معالم المدينة المنورة

تتسم المدينة المنورة بطابع إسلامي متميز، وفيها العديد من المعالم التي يزورها المسلمون ويعتبرونها من أهم الأماكن التي يجب أن يذهبوا لزيارتها عند ذهابهم إلى المدينة المنورة، والمعلم الأبرز فيها والذي لا يُمكن مقارنته بأي شيء هو المسجد النبوي الشريف الذي بُني لأول مرة في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام، وهو أحد المساجد الثلاثة التي تُشدّ الرحال إليها، وتُعادل الصلاة فيه أكثر من ألف صلاة، ويتميز بتصميم إسلامي بالغ الروعة، وفيه المآذن الجميلة والمصابيح التي تُضيء جميع أرجاء المسجد، وتضمّ المدينة المنورة قبور أكثر من سبعين من الصحابة -رضوان الله عليهم-


مسجد قباء الذي يُعدّ من أشهر معالم المدينة المنورة، هو أوّل مسجد بُني في الإسلام، وكان ذلك في عام ستمئة واثنين وعشرين ميلادية، ووضع النبي -عليه السلام- حجر الأساس له، وله محراب رائع ومآذن رخامية، وهو اليوم يتّسع إلى أكثر من خمسة آلاف مصلٍّ، أما مسجد ذو القبلتين فهو المسجد الوحيد من بين جميع المساجد الذي تمت الصلاة فيه باتجاه القبلتين، حين تمّ تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة الشريفة، ويعود تاريخ بنائه إلى عام ستمئة وثلاثة وعشرين ميلادية، وله لونٌ أبيض ناصع.


من المعالم التي تحمل مكانة عظيمة عند المسلمين هو جبل أُحد الذي حدثت عنده أحداث غزوة أحد بين المسلمين وكفار قريش في السنة الثالثة من الهجرة النبوية الشريفة، ويُعدّ أعلى جبال المدينة المنورة وأكبرها، حيث يصل ارتفاعه إلى أكثر من ألف متر فوق سطح البحر، وعنده أيضًا مقبرة شهداء أحد، وعند هذا الجبل استشهد عم النبي -عليه الصلاة والسلام- حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، ودُفن في مقبرة شهداء أحد التي تضم أيضًا قبور العديد من الصحابة -رضوان الله عليهم- مثل مصعب بن عمير.


تضمّ المدينة المنورة مجمع الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف، ويُعدّ أكبر مكان لطباعة المصحف الشريف في العالم أجمع، ويطبع أكثر من عشرة ملايين مصحف في العام الواحد، وتمّ افتتاحه رسميًا من قبل الملك فهد بن عبد العزيز في الثلاثين من شهر تشرين أول في عام 1984م، ومن المعالم القديمة في المدينة المنورة السكة الحديدية التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1900م، حيث أُنشئت من قبل السلطان عبد الحميد الثاني.


من المعالم الشهيرة أيضًا في المدينة المنورة متحف دار المدينة الذي يُعدّ معلمًا إسلاميًا حديثًا أُنشئ في عام 2011م، والذي يعرض العديد من تفاصيل سيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- وتطوّر الثقافة العمرانية في المدينة، ويمكن للزوار زيارة هذا المتحف والتعرف إلى تفاصيل الحجرة النبوية وكيف تطوّرت منذ بداية تأسيسها إلى اليوم، بالإضافة إلى المنازل التي عاش فيها الصحابة -رضوان الله عليهم-، والتي كانت محيطة بالمسجد النبوي الشريف، ومن المعالم أيضًا مدائن صالح التي تُعدّ من المعالم الأثرية التاريخية مكان قوم ثمود الذين بعث الله فيهم النبي صالح -عليه السلام-.

مكانة المدينة المنورة

للمدينة المنورة مكانة عظيمة في قلوب المسلمين جميعًا، ولهذا فإنّ كل معتمر أو حاج لا بدّ وأن يمرّ بها ويسلم على النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويصلي في المسجد النبوي الشريف ويتنفس هواءها الزكي، فالمدينة المنورة هي التي احتضنت الدعوة الإسلامية في الوقت الذي هاجمت فيه قريش النبي -عليه السلام- ومن آمن معه، وفيها وجد المسلمون الأمان والطمأنينة، وبدأ التأسيس الحقيقي للدعوة الإسلامية، وهي أيضًا مدينة الأنصار الذين فتحوا بيوتهم للنبي -عليه السلام- ومن معه من المسلمين الأوائل المهاجرين، وتقاسموا معه بيوتهم وأموالهم.


يكفي المدينة المنورة مكانةً أنَّ فيها المسجد النبوي الشريف الذي يضمّ قبر النبي -عليه السلام-، فيوجد إلى جواره أيضًا قبر الخليفة الأول أبو بكر الصديق -رضي الله عته- وقبر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، واليوم تُعدّ المدينة المنورة من المدن التي تزدهر بالعمران المتطوّر والخدمات التي تليق بمدينة رسول الله -عليه السلام-، فهي تضم الكثير من الفنادق المخصصة لزوار المسجد النبوي الشريف، بالإضافة إلى الأسواق التجارية وساحات الحمام والمظلات الشهيرة في داخل حرم المسجد النبوي، أما الطبيعة الجغرافية لها فهي تتألف من الجبال والوديان والمنحدرات، وأراضيها صحراوية تشتهر بزراعة النخيل، وفيها أيضًا شبكة طرق متطوّرة.


من المعروف أنّ المدينة المنورة هي عاصمة الدولة الإٍسلامية الأولى، ومنها انطلقت الفتوحات الإسلامية إلى جميع الأماكن في الجزيرة العربية، وفيها توفي النبي -عليه الصلاة والسلام-، وفيها أيضًا إرثٌ إسلامي عظيم، وفيها ثاني الحرمين الشريفين، ويكفي أنّ النبي -عليه السلام- عاش فيها عشرة أعوام، وهي تجميع ما بين أصالة الماضي وعراقته وجمال الحاضر.

صِف مشاعرك عند دخول المدينة المنورة

بمجرد أن يدخل الزائر إلى المدينة المنورة، تبدأ المشاعر بالتأجج فرحًا بلقاء النبي -عليه السلام- وزيارة روضته الشريفة، فهي مدينة تأسر القلب والروح، وتجعل المسلم يُحلٌّ في روحانية عظيمة ليس لها مثيل، لهذا فالمشاعر التي تأتي بمجرد الوصول إليها تجعل المسلم في حالة كبيرة من التجّلي والفرح، خاصة أن المدينة المنورة مكانُ يمنح الأمان والطمأنينة والسكينة، وما إن دخلت عبر بوابات المسجد النبوي الشريف حتى أحسست برائحة المسك تتسرب إلى رئتي فتملؤني شوقًا وجمالًا وحبًا لهذا المكان العظيم الذي لم أرغب بمغادرته أبدًا كي أحظى أن أكون بجوار أشرلف الخلق والمرسلين.


في المدينة المنورة شعرت وكأنني أولد من جديد وأرى بعيني فجر الإسلام وكيف بدأ من هذه البقعة الطاهرة لينتشر إلى العالم أجمع، وشعرت بالعزة والكرامة التي دفعت نبي الله -عليه السلام- أن يترك وطنه مكة ليأتي إلى هذا المكان المبارك ليستقرّ فيه ويجد الأمان والطمأنينة، وهذا بحدّ ذاته جعلني أحبّ المدينة أكثر واكثر، وزادت مشاعري حبًا وفرحًا بعد أن رأيت حمام المدينة الذي يُحلّق في سمائها، ويُطعمه زوار المسجد النبوي الشريف وهو يأكل ويطير آمنًا مطمئنًا لا يؤذيه أحد وهو بجوار نبينا محمد، أما سماع الأذان في المسجد النبوي فجعلني أشعر كما لو أنني في الجنة، ودفع الإيمان في قلبي للزيادة أكثر.


في المدينة المنورة شعرت بالجلالة التي تغلفها الرهبة لعظمة المكان، وشعرت في الوقت نفسه بالجمال الذي يمنح الإنسان الشعور بالسعادة لمجرد وجوده في المكان كما لو أنّ جميع الهموم والأحزان تلاشت واختفت، ولم يبقَ إلا الشعور الكبير بالإيمان، وتمنيت لو أنّ الزمن يتوقف في اللحظة التي أجلس فيها في الروضة الشريفة وأنا أصلي صلاتي بجوار قبر النبي -عليه السلام- وصاحبيه، وأدعو إلى الله أن يستجيب دعواتي المغلفة بيقين الإجابة، كيف لا وأنا في مدينة رسول الله في طيبة الطيبة.


شعرت بأنّ زيارتي للمدينة المنورة البلسم الشافي الذي مسح على قلبي وأعطاه الخير الكثير، وشعرت وكأن روحي تغسّلت ممّا هو عالقٌ فيها، فيا له من شعور عظيم لا يوصف، ويا لها من لحظات غالية جدًا على القلب وأدعو الله العظيم أن تتكرر كثيرًا، وألّا يحرمني من زيارة مسجد رسول الله في كلّ عام، لأستشعر الخير والبركة والإيمان الكبير، فهي لحظات محفورة في القلب إلى الأبد.

4460 مشاهدة
للأعلى للسفل
×